القاهرة تطلب من إسرائيل عدم القيام باجتياح بري للقطاع.. وتُدخل مساعدات جديدة لغزة

مسؤولون مصريون على اتصال بحماس بشأن الأفكار المطروحة لوقف إطلاق النار

TT

قال متحدث مصري أمس إن سلطات بلاده تقوم بإجراء اتصالات مع المسؤولين في حركة حماس بشأن الأفكار المطروحة لوقف إطلاق النار، مؤكدا أن مصر دعت أمس إسرائيل إلى عدم القيام باجتياح بري لقطاع غزة، فيما كشفت مصادر مصرية مطلعة أمس أن وزير الخارجية أحمد أبوالغيط لن يشارك في الاجتماع الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي المقرر عقده (اليوم) السبت بمقر المنظمة في مدينة جدة بالسعودية، لبحث قضية العدوان على قطاع غزة.

وبينما قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أمس إن السلطات المصرية تقوم بإجراء اتصالات مع المسؤولين في حركة حماس بشأن الأفكار المطروحة لوقف إطلاق النار، أضاف أن أبوالغيط كلَّف السفير المصري في تل أبيب بنقل رسالة إلى وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بضرورة امتناع إسرائيل عن القيام بعمليات برية في القطاع، وضرورة وقفها للعمليات العسكرية كلها بشكل فوري. وأضاف أن أبوالغيط طالب وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في اتصال هاتفي مساء أول من أمس (الخميس) بسرعة العمل من خلال مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بالوقف الفوري للأعمال العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وقال المتحدث المصري إن أبوالغيط أكد لرايس خلال الاتصال الأهمية الكبرى التي توليها مصر لتحرك سريع وحاسم من قِبل مجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي بشكل فوري، وإنه أجرى أيضا اتصالات عاجلة مع وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا باعتبار هذه الدول أعضاء دائمين بمجلس الأمن، داعيا إياهم إلى ضرورة التحرك لإصدار قرار يلزم إسرائيل بالوقف الفوري لعدوانها.

من جانبه حذر السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة من الأوضاع الكارثية التي يعيشها سكان قطاع غزة بعد قرار وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفنى وباقي قادة إسرائيل رفض الهدنة الإنسانية في القطاع، وقال «من الواضح أن لدى القادة الإسرائيليين، وخاصة ليفني، سوء تقدير بالغ وعدم فهم للمنطقة وطبيعتها. ووجه صبيح التحية للجهد الذي تقدمه الدول العربية ومصر، خاصة فيما يتعلق بالمساعدات التي تقدم لقطاع غزة رغم ظروف الحرب الإسرائيلية على القطاع».

وقال السفير صبيح عن الغضب في الشارع العربي وما يقال عن أن الدبلوماسية العربية تسير ببطء شديد، إن هذا الكلام مرفوض شكلا وموضوعا، وتجني على الحقيقة. وحول ما يتردد عن محاولات جارية في المنطقة لتقسيم الدول العربية بين محور يرتبط بحزب الله وسورية وبالتالي بإيران، ومحور آخر يرتبط بمصر والسعودية ودول أخرى، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الدفع في هذا الاتجاه خطير للغاية، وأضاف: نبهنا من البداية ومنذ مدة أن تقسيم العرب والدول العربية، أمر خطير للغاية.. نحن في حاجة إلى الوحدة، إذا كنا ندعو الشعب الفلسطيني إلى الوحدة فمن باب أولى أن يكون الموقف العربي موحدا حتى يكون فعالا.

وأضاف أن القضية التي تحتاج إلى وقفة..«هذا التراشق الإعلامي الذي فتَّت الموقف العربي الآن، ونحن في حاجة لكامل الغضب في اتجاه المحتل وجرائم المحتل، وأي خروج عن ذلك أعتقد أنه يضر بالقضية العربية».

ووصلت إلى مطار العريش المصري أمس طائرات مساعدات سعودية وروسية تحمل كميات كبيرة من المساعدات الطبية المقدمة لقطاع غزة. وسمحت السلطات المصرية أمس بدخول طن من المساعدات الطبية السودانية إلى القطاع عبر معبر رفح الحدودي فيما يتم إدخال نحو أربعة أطنان من المساعدات الطبية القطرية و8 أطنان من المساعدات الكويتية.

وقال مسؤول داخل معبر رفح إنه تم أيضا إدخال نحو 5 أطنان من المساعدات الطبية المقدمة إلى الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة بمصر.

وتواصلت أيضا عمليات نقل الجرحى الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية لتلقي العلاج داخل المستشفيات، وبلغ عدد الجرحى الفلسطينيين الذين وصلوا إلى الأراضي المصرية حتى الآن ما يزيد عن مائة جريح، فيما نقلت طائرتان للإخلاء الطبي نحو 17 جريحا للعلاج بالسعودية والأردن.