الحريري يلتقي ساركوزي: الوضع خطير ولا أحد في لبنان سيتخذ قرارا يخلق أزمة

قال إن الرئيس الفرنسي أكد له دعم المحكمة الدولية

TT

حمل استقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي زعيم الأكثرية النيابية اللبنانية سعد الحريري يوم أمس في قصر الإليزيه لحوالي الساعة أكثر من رسالة خصوصا انه تم قبل ثلاثة ايام من وصول ساركوزي الى لبنان في ختام جولة ستقوده تباعا الى مصر والأراضي الفلسطينية وإسرائيل وسورية يختتمها في الجنوب اللبناني حيث يتفقد القوة الفرنسية العاملة في اليونيفيل.

وقالت مصادر دبلوماسية عربية في باريس إن الرئيس الفرنسي أراد أن يوجه رسالة مزدوجة: الى سورية من جهة والى المعارضة اللبنانية من جهة أخرى لإفهامهما أن فرنسا «رغم انفتاحها على دمشق منذ الصيف الماضي، لم تغير تحالفاتها ولم تتخل عن التزاماتها» فضلا عن أنها «متمسكة بثوابت سياستها في لبنان» أي استقلاله السياسي وسيادته ودعم الرئيس اللبناني ميشال سليمان والشرعية اللبنانية والوقوف الى جانب المحكمة الدولية وتمكينها من القيام بدورها في كل الظروف.

وبعد انتهاء اللقاء، قال النائب الحريري للصحافيين إن ساركوزي أكد له مجددا دعم فرنسا للمحكمة ولتحقيق العدالة وجلاء الحقيقة، وهو ما كررته باريس باستمرار على لسان أكثر من مسؤول. وكان مصدر فرنسي بارز قال لـ «الشرق الأوسط» إن المحكمة «محفورة في الرخام» وإن «لا أحد قادر لا على إيقافها ولا على المساومة عليها مع اية جهة كانت».

غير أن الموضوع الرئيس الذي نوقش في اجتماع ساركوزي ـ الحريري يتمثل في الوضع في غزة لجهة تطوراته الخاصة وخصوصا لجهة تأثيره على الوضع في لبنان والمخاوف من امتداد العملية الى الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية.

وفي هذا السياق، حرص الحريري على طمانة اللبنانيين من باحة قصر الأليزيه بإعلانه أن «الأحزاب اللبنانية جميعها تعي خطورة الوضع في المنطقة الذي لا يسمح لأحد باتخاذ قرار منفرد»، في إشارة الى حزب الله وإمكانية تسخين الجبهة الجنوبية. واعتبر الحريري أن أي قرار من هذا النوع «سيؤدي الى أزمة في لبنان». ومع ذلك، فإن رئيس كتلة المستقبل النيابية وصف الوضع في لبنان والمنطقة بأنه «خطير»، معربا عن خشيته من حصول تطورات سلبية. وقال الحريري إنه «تحدث الى جميع الأطراف» وإن الجميع «يعلم الخطورة التي تمر بها المنطقة». وأشاد الحريري بالدور «المحوري» الذي لعبه الرئيس ساركوزي «من أجل الاستقرار في لبنان إقامة العلاقات مع سورية»، كما نوه بالدور الذي يمكن أن تلعبه باريس من أجل الوصول الى حل في غزة. وقال رئيس تيار المستقبل إن فرنسا «دائما سباقة وستبذل كل جهودها لإيقاف ما يحصل في غزة»، وإنها «تعمل دائما من أجل السلام»، واصفا ما يجري في غزة بأنه «مجزرة ترتكب بحق الشعب الفلسطيني». واعتبر الحريري أن الغرض من جولة ساركوزي يومي الاثنين والثلاثاء «معرفة ما يحصل والنظر في كيفية وقف العمليات الحربية»، منوها بدور فرنسا «الفعال» في مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار خاص بوقف الحرب. ونوه الحريري أيضا بدور مصر والجامعة العربية، ورأى أن الأهم اليوم هو «وقف النزيف» في غزة. وكان ساركوزي قد التقى أول من أمس وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي لفني وأجرى سلسلة اتصالات مع قادة في المنطقة للنظر في ما يمكن القيام به لحمل الطرفين اي حماس وإسرائيل على قبول وقف إطلاق النار.