اقتياد السفينة المصرية المخطوفة إلى منطقة «رأس قصير» الصومالية

القراصنة الصوماليون يطلقون سراح سفينة صيد يمنية ثانية بدون فدية

TT

أكد رئيس مجلس إدارة الشركة المالكة لسفينة الشحن المصرية المخطوفة أنه حادث هاتفيا كل أفراد طاقم السفينة التجارية «بلو ستار» وأنهم جميعا بخير، موضحا أنه تم اقتياد السفينة من الموقع الذي اختطفت فيه لترسو أمس على السواحل الصومالية.

وأفاد عبد الرحمن سليم العوا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن المفاوضات حول سبل الإفراج عن السفينة لم تبدأ بعد، ولكنه تحدث هاتفيا إلى زعيم مجموعة القراصنة التي اعتلت سطح السفينة والبالغ عددهم بحسب وزارة الخارجية المصرية 15 فردا، فأبلغه بأن تعليمات التفاوض ومبلغ الفدية المطلوب لم تصل إليه بعد، وأنه في انتظار الحصول على الأوامر من رؤساء له.

وقد ربضت السفينة المصرية في منطقة «رأس قصير» التي تمثل قمة القرن الأفريقي، والواقعة في مواجهة جزيرة قريبة من السواحل اليمنية، حسبما أبلغ قبطان السفينة محمود سويدان عبر هاتف فضائي متصل بمحطة استقبال أرضية في البحرين، تحدث من خلاله كافة أفراد الطاقم البالغ عددهم ثمانية وعشرون بحارا، جميعهم مصريون، إلى رئيس الشركة الذي شدد على أنه خاطبهم واحدا واحدا، بل أنه طلب إيقاظ من كان منهم نائما للاطمئنان عليه بنفسه.

وأوضح العوا أن مسرح عملية الخطف يدل على بدء القراصنة في اتباع تكتيك جديد في أعقاب وصول عدد من البوارج الحربية مثلت قوة متعددة الجنسيات في مسعى لمحاربة الظاهرة المتصاعدة، حيث لجأ بعض منهم إلى الولوج إلى داخل المياه الإقليمية التابعة للدول الواقعة في محيط نشاطهم، مشيرا إلى أن واقعة خطف «بلو ستار» تمت على بعد ستة أميال فقط من السواحل اليمنية، وهي منطقة لا يتوقع أن تمارس فيها الأساطيل الدولية الحربية نشاطا يمكنها من إنقاذ سفينة تعرض للهجوم والتتبع فور إصدارها إشارة استغاثة، فهي في حاجة إلى إذن من السلطات المعنية قبل الدخول إلى ذلك الحيز.

من ناحية اخرى أعلن قائد قوات خفر السواحل اليمنية في تصريحات نشرت امس أن القراصنة الصوماليين أفرجوا عن سفينة صيد يمنية ثانية بدون فدية بعد مرور أكثر من أسبوعين من اختطاف السفينتين في خليج عدن.

وقال العميد علي أحمد راصع قائد قوات خفر السواحل اليمنية إن القراصنة أطلقوا سراح السفينة الثانية « القناعة إم في» بدون فدية، وأضاف راصع أن السفينة وصلت إلى ميناء عدن جنوب اليمن في وقت متأخر أول من أمس وتحمل على متنها طاقمها المكون من ثمانية أشخاص.

وكان القراصنة قد اختطفوا السفينة من خليج عدن في 10 ديسمبر(كانون الأول) الماضي مع سفينة صيد أخرى، وأفرج القراصنة عن السفينة الأخرى «إم في الفلوجة» في 27 ديسمبر (كانون الأول) وعلى متنها طاقمها المكون من 12 شخصا، وأعلن المسؤولون اليمنيون في وقت لاحق أن القراصنة لم يحصلوا على فدية مقابل الإفراج عن السفينة.

يذكر أن القراصنة هاجموا السفينتين لدى ابحارهما قبالة منطقة ميت بالقرب من مدينة عدن الساحلية، وقبل أن يسيطر القراصنة على السفينتين تمكن سبعة بحارة من الهرب في قارب صغير لإبلاغ هيئة خفر السواحل اليمنية في عدن. وصرح راصع أن اختطاف السفينتين لم يكن بدافع طلب الفدية، ونقل عنه قوله «أراد القراصنة استخدام السفن في هجماتهم على السفن التجارية المارة في خليج عدن».

وأعلن المسؤولون اليمنيون أن السفينة تم الإفراج عنها بدون فدية بعد مفاوضات مع قادة القبائل الصوماليين.

ومن جهتها قالت وزارة البحرية التجارية في اليونان ان قوات الاتحاد الأوروبي أحبطت هجوما للقراصنة على ناقلة نفط ترفع العلم اليوناني قبالة ساحل الصومال امس.

وقالت الوزارة ان الناقلة «كريتي ايبيسكوبي» التي تحمل طاقما من 29 فردا كانت في طريقها الى اليونان قادمة من ايران عندما اصدرت اشارة استغاثة عندما حاول قراصنة اعتلاء السفينة.

وقال مسؤول بالوزارة «وقعت محاولتان فاشلتان لاعتلاء الناقلة بعد تنشيط عمل مجموعة الرد في الازمات بطائرات مقاتلة وطائرة هليكوبتر وفرقاطة ارسلت الى المنطقة».

والسفينة التي تمتلكها اسرة فاردينويانيس اليونانية التي تعمل في الملاحة هي أول سفينة ترفع العلم اليوناني تتعرض للهجوم في المنطقة وان كان يتم استهداف السفن المملوكة لليونان المسجلة في اماكن اخرى.

وقال ستيليانوس داثيرموس وهو مسؤول بالشركة لرويترز «كل افراد الطاقم في امان. والسفينة تبحر في امان الى الميناء المتجهة اليه».

وفي الشهر الماضي افرج عن السفينة المملوكة لليونان ام.في.كابتن ستيفانوس بعد احتجازها لمدة 3 أشهر تقريبا.

في نفس الوقت، اعلن الجيش الفرنسي ان سفينة حربية فرنسية أحبطت هجوما لقراصنة صوماليين على سفينة شحن في خليج عدن وانها اعتقلت 8 رجال.

وقال كريستوف برازوك المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية ان القراصنة فروا لدى اقتراب الفرقاطة الفرنسية وانهم اعتقلوا في نهاية المطاف حين قاموا بمحاولة ثانية للسيطرة على السفينة اس. فينوس بعد بضع ساعات.

وقال برازوك لتلفزيون (ال.سي.اي) «المقاومة كانت مستحيلة حين واجهوا السفينة الحربية المدججة بالسلاح». وصرح بأن القوات الفرنسية عثرت على قاذفة صواريخ وبنادق وعدد من السلالم لاعتلاء السفن في سفينة القراصنة المعتقلين.

وقال برازوك «هناك اتفاق دبلوماسي تلتزم بموجبه السلطات الصومالية بمحاكمة ومعاقبة القراصنة».