سري لانكا: الجيش يستعيد السيطرة على «عاصمة» التاميل بعد 12 عاما بيد المتمردين

مقتل اثنين في هجوم انتحاري على قاعدة عسكرية بعد ساعات من استعادة السلطة لكيلينوشي

TT

وقع هجوم انتحاري في العاصمة السري لانكية كولومبو أمس ادى الى مقتل ضابطين على الاقل من سلاح الجو السري لانكي واصابة 32 آخرين، بعد ساعات من اعلان الحكومة السري لانكية سيطرتها عسكريا على كيلينوشي «العاصمة» السياسية لحركة نمور تحرير ايلام تاميل في شمال البلاد، بعد 12 عاما من إحكام التاميل سيطرتها على هذه المنطقة. واتهمت الشرطة نمور التاميل بتنفيذ العملية الانتحارية قبالة قاعدة جوية في كولومبو، وقال مسؤولون في الشرطة ان الهجمات من هذا النوع تحمل بصمات نمور تحرير ايلام تاميل. وقبل ساعات قليلة من التفجير، اعلنت الحكومة السري لانكية سيطرتها عسكريا على كيلينوشي وأمرت المتمردين بالقاء السلاح بعد اربعة عقود من النزاع الانفصالي. وأعلن رئيس سري لانكا ماهيندا راجاباكسي أن قوات الجيش سيطرت على مدينة كيلينوشي التي أعلنها متمردو التاميل عاصمة لهم، وقال الرئيس في خطاب نقله التلفزيون: «الأمة كلها تشعر بالجميل لهؤلاء الجنود الابطال الذين حققوا النصر». ولم تعلق جبهة نمور تحرير تاميل ايلام على الفور. وقال الجيش السري لانكي ان سيطرة قواته على منطقتين رئيسيتين كان التاميل يسيطرون عليهما مهد لدخول القوات الحكومية كيلينوشي لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات. وقال الوزير السري لانكي والمتحدث باسم الحزب الحاكم مايثريبالا سيريسينا ان «العلم الوطني يرفرف الان على كيلينوشي» مشيدا بما وصفه «نصرا تاريخيا للأمة». وكان مسؤولون عسكريون قد أعلنوا ان القوات الحكومية قد سيطرت على المركز الإداري السابق لمتمردي التاميل إيلام، وان المتمردين انسحبوا من البلدة من دون إبداء مقاومة تذكر. وتقدمت قوات الأمن من الشمال والغرب والجنوب صوب بلدة كيلينوشي على بعد 390 كلم شمال العاصمة كولومبو ودخلت البلدة مساء امس بالتوقيت المحلي. ومن بين المباني التي تمت السيطرة عليها محطة سكك حديد سابقة. وفي الجزء الجنوبي من البلاد التي تسيطر عليها الأغلبية السنهالية، شوهد المواطنون وهم يطلقون الألعاب النارية ويرفعون العلم الوطني ابتهاجا بالنصر العسكري. وكان يمارس متمردو التاميل إدارة فعلية في كيلينوشي حيث مقرهم السياسي هناك، وأسسوا جهاز شرطة خاصا بهم ومحاكم و«مكتب ضرائب» في البلدة. وأدى القتال بين القوات الحكومية وقوات المتمردين إلى تشريد حوالي 350 ألف شخص. وأعلن متمردو التأميل خلال الأسابيع القليلة الماضية أن القوات الجوية السري لانكية شنت غارات على المدنيين. ونشر المتمردون صورا لما وصفوه بأنه خسائر وضحايا الغارات. ووجهت الحكومة دعوات علنية للمدنيين لمغادرة المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، ولكن المتمردين فرضوا قواعد صارمة على المدنيين لمغادرة المناطق التي يسيطرون عليها.

وظلت بلدة كيلينوشي في قبضة المتمردين طوال 12 عاما حتى وقوعها امس تحت سيطرة القوات الحكومية. ومن شأن الاستيلاء على المنطقة، مساعدة القوات الحكومية في السيطرة على طريق سريع يربط بين الجزء الجنوبي من البلاد وشبه جزيرة جافنا الشمالية. وسيطر المتمردون في وقت سابق على حوالي 70 كلم من الطريق ولكنهم يسيطرون حاليا على حوالي 10 كلم فقط. وأغلق الطريق لمدة 18 شهرا، وأجبر الناس على السفر عبر البحر أو الجو من الجنوب إلى شبه جزيرةجافنا شمال البلاد.

وتشكل خسارة كيلينوشي هزيمة كبيرة للمتمردين الذين أظهروا مقاومة شديدة خلال الأسابيع القليلة الماضية لمنع القوات الحكومية من دخول المنطقة وأقاموا تحصينات حول البلدة لردع المهاجمين، ولكنهم لم يكونوا مؤهلين لمواجهة القوة النارية للقوات الحكومية التي كانت تستخدم قاذفات الصواريخ متعددة المواسير مدعومة بغطاء جوي. وشن الجيش ما أسمته الحكومة «عملية إنسانية» بهدف «تحرير المدنيين» من المتمردين في أغسطس (آب) 2006. وقال الجيش انه منذ إطلاق الحكومة السري لانكية العملية في أغسطس 2006، فإن أكثر من 12 ألفا من المتمردين و2500 جندي لقوا حتفهم.