الجيش الإسرائيلي يسعى إلى حرب مستمرة في غزة حتى عرض شروط مناسبة

عباس يؤجل سفره إلى نيويورك.. ويعول على مبادرة لوقف النار يحملها ساركوزي

فلسطينيون ينتحبون بعد قصف مسجد في بيت لاهيا أمس (أ ب)
TT

مع دخول القوات الاسرائيلية إلى مشارف قطاع غزة مساء أمس، يقول مقربون من رئيس الاركان الاسرائيلي جابي اشكنازي، انه يحضر لحرب برية تستمر اياما وربما اسابيع في قطاع غزة، على اعتبار «ان حماس لا تفهم إلا لغة القوة». ويسعى الجيش الاسرائيلي من خلال حربه على غزة لاستعادة قوة الردع التي فقدها في حربه الأخيرة على لبنان، ولذا فان كل الخطوات تبدو محسوبة ومتأنية، ضد غزة، وبدون الاعلان عن اهداف واضحة للعملية. وتعبتر فكرة اعادة تقسيم القطاع الى 3 اقسام، شمال ووسط وجنوب، احدى اهم الافكار التي يمكن ان يلجأ اليها الجيش الاسرائيلي، اي احتلال أجزاء من القطاع وفصل كل جزء عن الاخر. وقال ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي، «ان المعركة تعني لحركة حماس ان تكون أو لا تكون، ولذلك ليس من السهل ان ترفع حماس العلم الابيض، لكننا سندفعها الى ذلك كما اننا حددنا هدفا عسكريا للعملية ولن نتوقف إلا حين نحققه مهما تطلب الأمر من تعميق أو إطالة لأمد المعركة». وكان تساحي هنغبي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، قد قال، إن قرار الهجوم البري على قطاع غزة يقترب. ورداً على سؤال للشبكة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي حول موعد الهجوم البري على قطاع غزة، قال هنغبي: «نقترب من ساعة القرار»، والعالم لا يضغط علينا». وقالت مصادر اسرائيلية، إن احد القضايا التي يناقشها جيش الاحتلال يوميا، قبل البدء بعمليته البرية هي مسألة جفاف الوحل (الطين) في غزة. وحسب المصادر، فان جفاف الوحل سيمنح الدبابات حرية الحركة للدخول والخروج.

وقال زئيفي فركش قائد هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، إنه حسب الخطة العسكرية لمهاجمة قطاع غزة فان العملية، ستستمر، ما بين 4 إلى 6 أسابيع. الا ان ذلك قد يبدو ممكنا طالما لم يتم التوصل الى وقف اطلاق نار بشروط تلائم إسرائيل، وبرقابة دولية.

وبدأ الاعلام الاسرائيلي، ينتقد بشدة استمرار اطلاق الصواريخ من قطاع غزة ويتساءل عن جدوى الطلعات الجوية الاسرائيلية طالما استمر سقوط الصواريخ. وطالب محللون اسرائيليون وسكان من ممتوطنات وبلدات ومدن في محيط قطاع غزة، ببدء الهجوم على قطاع غزة. وقال سكان من سديروت، «يجب ان تذهبوا وتقضوا على حماس في غزة»، لكن محللين عسكريين ناشدوا الجمهور الاسرائيلي بالكف عن الضغط حرصا على اعصاب الجيش والسماح له بالقيام بتسلسل العمليات وتدحرجها دون انفعال حتى يتم إفقاد المقاومة قدرتها على الصمود ودفعها للبحث عن حلول سياسية.

وفي السياق، تعول السلطة الفلسطينية على زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى المنطقة الاثنين. واعلن امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ان ساركوزي الذي سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، «يحمل مبادرة سياسية مهمة لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة». وقال عبد ربه: «ان هذه المبادرة المهمة سيناقشها ساركوزي مع الرئيس عباس الاثنين خلال لقائهما في رام الله، ويأمل الرئيس عباس ان تنجح مبادرة ساركوزي في وقف القتل ضد ابناء شعبنا في غزة». وقرر عباس تأجيل سفره الى نيويورك، وقال المفاوض البارز صائب عريقات: «هذا التطور جاء بعد تدخل الاشقاء العرب بمن فيهم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لاتاحة الفرصة لجهود الرئيس ساركوزي والوفد الاوروبي لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة». وتابع عريقات، ان عباس سيتوجه بعد لقاء ساركوزي مباشرة الى نيويورك لإلقاء كلمته امام مجلس الامن الدولي حيث سيطالب «بضرورة إلزام اسرائيل بوقف عدوانها ضد غزة».

وقالت مصادر اسرائيلية، إن المطبخ السياسي الإسرائيلي، والمكون من «رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك، ووزيرة الخارجية تسيفي ليفني» سيوقفون العدوان على غزة وفقا لما وصفوه «بالعطاءات» التي ستعرض على اسرائيل لوقف النار، أي أن جهة عربية أو دولية تعرض شروطا تتناسب مع أمن إسرائيل، فسيأخذون بها، أما غير ذلك، فان إسرائيل ستواصل عدوانها على غزة.

وتتوقع اسرائيل ان تتزايد الضغوط الدولية عليها لوقف النار إذا ما شنت هجوما بريا، إلا أن خلافا في وجهات النظر يزداد بين، أولمرت الذي يطلب وقفا لاطلاق نار ضمن اتفاق دولي، وليفني التي تفضل عدم اعطاء حماس الشرعية ووقف النار من جهة واحدة لتبقي اسرائيل على خياراتها مفتوحة. وتشجع ليفني على اتباع منهج أحادي الجانب تصعد اسرائيل بموجبه الهجوم وتقرر متى توقف اطلاق النيران دون الحاجة الى اي هدنة ملزمة معترف بها دوليا.