كربلاء: أطواق أمنية وغطاء جوي وقوات إسناد .. لإحياء ذكرى عاشوراء

قائد العمليات: أعطينا أوامر بعدم تسييس المناسبة

TT

بدأت السلطات المعنية في محافظة كربلاء أمس تدابير امنية مشددة استعدادا لإحياء ذكرى عاشوراء التي تبلغ ذروتها الاربعاء المقبل بمشاركة مئات آلاف الزوار من العراق وخارجه، وخصوصا ايران.

وقال محافظ كربلاء عقيل الخزعلي في مؤتمر صحافي حضره قائد العمليات اللواء عثمان الغانمي، ومدير الشرطة العميد علي جاسم محمد، «يشارك في الخطة الامنية الجيش والشرطة والاستخبارات (...) وبدأ توزيع وانتشار المجموعات صباح اليوم (أمس)»، واضاف ان «التنسيق قائم مع المواكب الحسينية لتحديد مداخلها ومخارجها وكذلك مع وسائل النقل الداخلية والخارجية الى كربلاء (110 كم جنوب بغداد)».

من جهته، قال الغانمي ان «الخطة تواكب الازدياد الحاصل في اعداد الزوار وتتميز بالمرونة بحيث يمكن تغيير تفاصيلها حسب الواقع على الارض». واشار الى «فرض أطواق أمنية حول كربلاء يمكن اغلاقها عند الحاجة (...) كما ان قوة اسناد من وزارة الداخلية وصلت من بغداد بحيث يبلغ عدد العناصر الامنية 28 الفا لحماية الزوار»، مشيرا الى «منع العصي والاسلحة».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الغانمي ان هناك «تغطية جوية بمشاركة قوة من السلاح الجوي الصديق لتغطية المناطق المحيطة بكربلاء من جهة البحيرات على سبيل المثال». وختم مؤكدا ان «الشعارات الدينية غير ممنوعة لكن ممنوع تسييس المناسبة».

الى ذلك، قال المحافظ ان «كربلاء مفتوحة امام جميع الزوار حيث بلغ عدد غير العراقيين خمسين الفا حتى الان» مشيرا الى ان «الخطة الامنية ستمتد حتى انتهاء الزيارة الاربعينية».

واضاف ان «هناك تعاونا مع المحافظات المجاورة مثل الكوت وبابل والديوانية والنجف للمشاركة في الخطة الامنية عبر تفتيش السيارات المتوجهة الى كربلاء من اجل تخفيف الزخم».

وانتشرت حواجز للجيش والشرطة على الطريق انطلاقا من بغداد بواقع نقطة تفتيش كل عشرة كيلومترات تزداد كثافة مع الاقتراب من كربلاء. واختلطت ملصقات الدعايات الانتخابية بأعلام ولافتات الحزن على جدران المدينة المتشحة بالسواد.

وتجولت بين ضريحي الامام الحسين واخيه غير الشقيق العباس عشرات المواكب الحسينية التي تمثل مناطق او عشائر وتحمل اسماء تميزها عن غيرها.

يذكر ان عشرات الاشخاص قضوا في تفجيرات انتحارية واعمال عنف اخرى استهدفت تجمعات للطائفة الشيعية في مناطق متفرقة من العراق في الاعوام الماضية خلال إحياء ذكرى عاشوراء.

وقال الحاج ابو محمد، المسؤول عن احد المواكب، ان «المصابيح الملونة والاعلام تدل على الاستقبال الحار للإمام الحسين عندما وصل الى كربلاء ترحيبا بمجيئه الشريف».

وتتوافد المواكب على المدينة منذ اول ايام عاشوراء من منافذها الثلاثة الشمالي من بغداد والشرقي من الحلة والشمالي من النجف للمشاركة في طقوس عاشورا قبل ان تبلغ ذروتها في العاشر من محرم. ويطغى اللون الاسود على واجهات المحلات والمنازل والملابس ايضا.

وقال أبو كرار من بغداد وهو في الاربعين من العمر «جئت مع زوجتي وابنتي وابني بلباسنا الاسود، لقد اعتدنا على ذلك طيلة ايام محرم».

وزيارة كربلاء خلال عاشوراء تعتبر من اقدس المناسبات الدينية لدى الشيعة، حيث يحضرها اكثر من مليون شخص يصل معظمهم سيرا على الاقدام من مناطق متفرقة في العراق.