طلب قراصنة صوماليون من السلطات المصرية إمهالهم حتى انتصاف ليلة أمس (السبت) لتحديد المطالب التي يتطلعون للحصول عليها مقابل الإفراج عن سفينة تجارية مصرية و28 رهينة هم طاقمها، ومن جانبها أكدت وزارة الخارجية المصرية أنها تتابع باهتمام بالغ التطورات المتعلقة بحادث الاختطاف منذ وقوعه الخميس الماضي.
وأفاد القبطان محمد سليم العوا، رئيس الشركة المالكة للسفينة، بأن أعضاء الطاقم تمكنوا صباح أمس من الاتصال بذويهم مطمئنين إياهم على حالتهم الصحية والنفسية. وقال السفير أحمد رزق مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج: «إن وزارة الخارجية من خلال غرفة العمليات التي تم تشكيلها عقب اختطاف السفينة، تواصل اتصالاتها مع الجهات المصرية المعنية وكذلك الدولية لضمان سلامة البحارة المصريين وحل المشكلة في أسرع وقت ممكن».
وفيما نفى رزق أن تكون وزارة الخارجية قد أجرت حتى الآن أية اتصالات مع الخاطفين، أكد رئيس مجلس إدارة شركة (نيو مارين) الملاحية المالكة للسفينة أن القراصنة قرروا اقتياد الباخرة التي تقل حمولة من سماد اليوريا، تزن ستة آلاف طن، إلى منطقة «عييل» الواقعة بالقرب من الساحل وفي قلب أرض البنط، وأنها حتى وقت الاتصال به لم تكن قد رست بعد في تلك المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن منطقة «عييل» معروفة دوليا بأنها «ملاذ القراصنة الآمن» وتحتفظ فيها عصابات القرصنة بنحو 12 سفينة حتى الآن. وتعترف الحكومة المحلية في أرض البنط بأنه ما من سبيل لها في مواجهة تلك العصابات المتمركزة هنالك نظرا لما يتمتع به أباطرة القرصنة من قوة ونفوذ. وكانت قوة كوماندوز فرنسية قد قررت في سبتمبر (أيلول) من العام الفائت 2008 تنفيذ عملية تحرير لاثنين من البحارة الفرنسيين على نحو عاجل قبل أن يتم اقتيادهما إلى تلك المنطقة لأن القدرات التسليحية لعصابات القرصنة ليست معروفة.
وأوضح رزق أن سفينة الشحن المخطوفة «بلو ستار» لا ترفع العلم المصري، ولكنها تحمل علم «سانت نيفيس» تلك الدولة صغيرة المساحة الواقعة في جزر الكاريبي. ولكنه عاد واستدرك أن «هذا لا يمنع من أننا مهتمون بالحفاظ على سلامة البحارة المصريين الثمانية والعشرين الموجودين على متن السفينة المخطوفة، وقائدهم الربان محمود سويدان».
وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت الخميس الماضي أن قراصنة صوماليين اختطفوا سفينة الشحن «بلو ستار» وعلى متنها 28 مصريا، قبالة السواحل الصومالية، وأن السفينة خرجت من مضيق باب المندب متوجهة إلى الشرق ولكنها توجهت إلى سواحل الصومال.
وأشار رزق إلى أن الخاطفين يتجاوز عددهم خمسة عشر مسلحا صوماليا يحملون أسلحة ليست خفيفة، وأضاف أن أهم ما في الموقف هو وجود رهائن ولذلك فالجهود المصرية تركز على سبل إطلاق سراحهم.