أستراليا ترفض طلبا أميركيا لإيواء معتقلي غوانتانامو

بريطانيا والبرتغال تضغطان على بقية الدول الأوروبية

TT

اعلنت الحكومة الاسترالية رسميا امس انها لن تستقبل معتقلين بعد الافراج عنهم من سجن غوانتانامو الاميركي، على الرغم من طلب السلطات الاميركية ذلك. وصرحت جوليا جيلارد نائبة رئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد ان الحكومة ابلغت السلطات الاميركية امس انها لا تستطيع تلبية طلبها. واضافت جيلارد التي تتولى رئاسة الحكومة بالنيابة عن راد الذي يمضي عطلة حاليا ان «الطلب الذي تسلمناه في ديسمبر (كانون الاول) رفض». وكانت جيلارد قد صرحت اول من امس «بالرغم من ان استراليا لن تقبل على الارجح هؤلاء السجناء، ستتم دراسة الطلب الذي رفعته ادارة (الرئيس الاميركي جورج) بوش بتأن». واوضحت امس ان الحكومة الاسترالية اتخذت هذا القرار لاسباب تتعلق بالامن القومي، ويأتي هذا القرار بعد احتجاج المعارضة المحافظة على استقبال معتقلين سابقين في غوانتانامو. وكان ناطق باسم رئيس الوزراء الاسترالي قد صرح السبت الماضي ان الحكومة قد توافق على طلب الولايات المتحدة استقبال عدد من المعتقلين شرط اجراء تقييم دقيق لكل حالة وحدها. ووعد الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما باغلاق معتقل غوانتانامو بعد تسلمه السلطة في يناير (كانون الثاني) ما اثار تساؤلات حول مصير 250 اسيرا ما زالوا سجناء بلا اتهام او محاكمة. ولا يزال 225 نزيلا يقبعون في المعتقل بينهم 60 نزيلا لم تعد واشنطن تعتبرهم خطرين على أمنها واتخذت إجراءات إطلاق سراحهم. وكثيرا ما وجه حزب العمال الذي وصل الى السلطة عام 2007 انتقادات للولايات المتحدة بسبب معاملتها لنزلاء غوانتانامو. وكان الحزب قد طالب بإطلاق سراح نزيلين استراليين أثناء وجوده في المعارضة، وقد أطلق سراح أحدهما وهو ممدوح حبيب عام 2005، بينما كان الآخر وهو ديفيد هيكس أول معتقل في غوانتانامو يصدر بحقه حكم بتهمة «دعم الإرهاب»، وقد سمح له بالعودة الى أستراليا في شهر مايو (أيار) من عام 2007 بعد إقراره بأنه مذنب. وكانت وزارة الخارجية الاميركية قد طلبت المساعدة من 100 دولة لاخلاء معتقل غوانتانامو على مدى سنتين، حسب صحيفة «الأسترالي». وتقوم بريطانيا والبرتغال بالضغط على دول أوروبية أخرى للموافقة على استقبال نزلاء من غوانتانامو، وحتى الآن فإن البرتغال هي الدولة الوحيدة التي أعربت عن استعدادها لإيواء بعض معتقلي غوانتانامو. وقال وزير خارجيتها لويس أمادو إنه قد حان الأوان للاتحاد الأوروبي كي يتدخل في المسألة، وأضاف «يجب علينا بعث إشارات لا لبس فيها إزاء استعدادنا لمساعدة الحكومة الاميركية في هذا الشأن، وتحديداً عبر إعادة إيواء المعتقلين». وحث أمادو نظراءه في الاتحاد الأوروبي لقبول إيواء مساجين لا يشكلون خطراً أمنياً كوسيلة لإغلاق المعتقل. ومع أن بريطانيا لم تعرض بشكل مباشر منح حق اللجوء لنزلاء غوانتانامو إلا أنها متفقة مع الولايات المتحدة على ضرورة تقديم المساعدة لها من أجل تسهيل إغلاق المعتقل. وكانت الحكومة الألمانية قد أقرت بصعوبة المسألة التي يواجهها المعتقلون المفرج عنهم الذين لا يرغبون في البقاء فوق الأراضي الأميركية أو العودة إلى أوطانهم الأصلية لمخاوف أمنية. وتعهدت ألمانيا الشهر الماضي بعقد محادثات مكثفة مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب لإيواء معتقلين، إلا أنها لم تقدم أية وعود، ومثلما الموقف البرتغالي، فإنها طالبت بموقف أوروبي موحد إزاء هذه المسألة. يذكر أن بريطانيا كانت قد تسلمت عدداً من المعتقلين غير أنها قالت إنه لم يطلب منها مجدداً إيواء المزيد منهم. وكان المعتقلون التسعة الذين يحملون الجنسية البريطانية قد أعيدوا إلى بريطانيا بين عامي 2004 و2005، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية البريطانية، فيما أعيد أربعة معتقلين من المقيمين سابقاً في بريطانيا إلى البلاد عام 2007. وتضغط حكومة غوردون براون حالياً للإفراج عن معتقلين اثنين من المقيمين سابقاً في بريطانيا وهما بنيامين محمد وشاكر عامر. وكثيرا ما وجه حزب العمال الاسترالي الذي وصل الى السلطة عام 2007 انتقادات للولايات المتحدة بسبب معاملتها لنزلاء غوانتانامو. وكان الحزب قد طالب بإطلاق سراح نزيلين استراليين أثناء وجوده في المعارضة، وقد أطلق سراح أحدهما وهو المصري الاصل ممدوح حبيب عام 2005، بينما كان الآخر وهو ديفيد هيكس أول معتقل في غوانتانامو يصدر بحقه حكم بتهمة «دعم الإرهاب»، وقد سمح له بالعودة الى أستراليا في شهر مايو (أيار) من عام 2007 بعد إقراره بأنه مذنب.