سريلانكا: تفجير ثان في كولومبو بعد يوم من سيطرة الجيش على «عاصمة» التاميل

وزارة الدفاع تعلن استمرار المعركة ضد المتمردين

TT

غداة التفجير الانتحاري الذي أدى إلى مقتل شخصين في كولومبو، جُرح ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص في انفجار ثان وقع أمس في مكان آخر من العاصمة السريلانكية، في وقت يواصل فيه الجيش السريلانكي هجومه على المتمردين التاميل بعد سيطرته على «عاصمتهم» كيلينوتشي قبل يوم واحد.

وقالت الشرطة إن انفجار أمس وقع خارج مسجد في منطقة بيتا التجارية؛ ما أدى إلى جرح ثلاثة أشخاص نقلوا إلى المستشفى. وجاء الانفجار بعد يوم من سيطرة القوات السريلانكية على بلدة كيلينوتشي معقل المتمردين الانفصاليين من جبهة نمور تحرير تاميل إيلام بعد شهور من القتال. وانفجار أمس في الجزء التجاري من كولومبو هو ثاني انفجار في العاصمة خلال يومين.

وقال مدير مستشفى كولومبو الوطني براساد ارياوانسا إنه تم إسعاف ثلاثة أشخاص أصيبوا في الانفجار بجروح طفيفة. وتضررت سيارتان وتحطمت واجهات المحلات في المنطقة جراء الاعتداء، كما أفادت الشرطة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية، لكن الحكومة حملت أول من أمس متمردي نمور التاميل الناشطة سياسيا في شمال البلاد مسؤولية الهجوم الانتحاري. وواصل الجيش السريلانكي أمس هجومه على المتمردين التاميل، وأعلنت وزارة الدفاع أن الجيش يتقدم صوب مولايتيفو التي تضم بنية أساسية عسكرية للمتمردين. وأوضحت الوزارة في بيان أن «معركة مولايتيفو قد بدأت». وتقوم مروحيات ام اي ـ 24 بدعم تقدم الجيش السريلانكي، حيث شنت أربع غارات، بينما قصفت طائرات مقاتلة مواقع المتمردين، حسبما ذكر متحدث باسم الجيش. وأوضح المتحدث أن عشر عمليات من هذا القبيل قد نفذت الجمعة.

كما ذكرت الوزارة أن الجيش يتقدم شمال كيلينوشي، في محاولة للسيطرة على ممر الفيلة، وهو منطقة استراتيجية استولى عليها متمردو نمور تحرير إيلام التاميل في أبريل (نيسان) 2000.

ويقع هذا الممر عند مدخل شبه جزيرة جافنا، حيث يعيش حوالى 500 ألف نسمة. ويتمركز هناك عدد كبير من العسكريين الحكوميين الذين يتم نقل الإمدادات إليهم بحرا وجوا، لأن المتمردين يسيطرون على هذا الطريق البري. وكان الجيش السريلانكي قد استولى أول من أمس على كيلينوشي «العاصمة» السياسية للمتمردين التاميل في شمال البلاد. وأنذر رجال حرب العصابات الانفصاليين في حركة نمور تحرير إيلام التاميل بالاستسلام بعد حرب استمرت 37 عاما. وبعد ذلك بساعات، وقع تفجير انتحاري نسب إلى نمور تحرير إيلام التاميل، ما أدى إلى مقتل اثنين من ضباط سلاح الجو، وإصابة 36 شخصا قرب قاعدة جوية في كولومبو. وأفادت الشرطة أن الانتحاري حاول اقتحام القاعدة، لكن الحراس أوقفوه، فقام بتفجير المتفجرات التي كان يحملها.

وقال رئيس سريلانكا ماهيندا راجاباكسي عقب إعلان سقوط كيلينوشي بعد شهور من المعارك الشرسة بين نمور التاميل وقوات الحكومة «إن ذلك انتصار غير مسبوق بالنسبة للأمة كلها». وأضاف «إنني للمرة الأخيرة أطالب نمور تحرير إيلام التاميل بإلقاء السلاح والاستسلام». وتأمل الحكومة بعد اختراق جيوب المقاومة الأخيرة في كيلينوشي في تقويض «دويلة» التاميل في الشمال.

ويقاتل نمور التاميل الهندوسيون منذ عام 1972 في سبيل استقلال شمال وشمال غرب سريلانكا، التي يشكل البوذيون نسبة 75 في المائة من سكانها. وقتل 70 ألف شخص على الأقل في هذا الصراع، بينهم آلاف قتلوا منذ تجدد أعمال العنف في نهاية عام 2005 بعد انتخاب الرئيس الوطني النزعة ماهيندا راجاباكسي.