مجلس الأمن يدرس أفكارا بريطانية ـ عربية لهدنة دائمة في قطاع غزة

TT

مع استمرار وتصاعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة وزيادة عدد القتلى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين في القطاع تكثفت الجهود الدبلوماسية الساعية إلى الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ووقف كل العمليات العسكرية في القطاع. ويبحث أعضاء مجلس الأمن مشروعا عربيا تقدمت به ليبيا العضو العربي في المجلس يدعو إلى الوقف الفوري لكل الأعمال العسكرية في القطاع. وأفادت مصادر دبلوماسية «الشرق الأوسط» بأن مشروع القرار الذي تم بحثه أول من أمس على مستوى الخبراء قد أضيفت إليه تعديلات تقدمت بها بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي بغية الوصول إلى صيغة تحظى بقبول الولايات المتحدة التي عارضت النص العربي على اعتباره نصا غير متوازن وأنه لا يذكر هجمات حركة حماس على إسرائيل.

وأفاد مصدر دبلوماسي عربي قائلا «انه مع وصول الوفد الوزاري العربي بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نيويورك سيكون من الممكن الوصول إلى صيغة لمشروع قرار لا يخرج كثيرا عن البيان الصحافي الذي اعتمده مجلس الأمن يوم الأحد الماضي». ومشروع القرار الذي يبحثه مجلس الأمن يتجنب الإشارة إلى إسرائيل وإلى حركة المقاومة الإسلامية حماس ويدعو إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية، وإلى وقف إطلاق نار دائم مع وضع آلية لمراقبة وقف إطلاق النار.

وذكر مصدر فلسطيني مطلع أن بريطانيا أعدت مشروع قرار متكاملا لمجلس الأمن، يتضمن الافكار العربية، مشيرا الى ان وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميلبند اتصل بوزير الخارجية السوري وليد المعلم وعرض عليه المشروع الذي يقوم على إلتزام الفصائل الفلسطينية بوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة الى إسرائيل الى جانب التوقف عن تهريب السلام عبر الانفاق من مصر الى قطاع غزة، وذلك مقابل موافقة اسرائيل على اعادة فتح المعابر الحدودية وفق اتفاق المعابر لعام 2005 التي توصلت اليه كل من السلطة الفلسطينية وإسرائيل والاتحاد الأوروبي برعاية وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. وذكر مصدر فلسطيني آخر لـ«الشرق الأوسط» أن كلاً من النرويج وتركيا وقطر تجري اتصالات حثيثة وجهودا كبيرة من أجل التوصل لوقف اطلاق النار ينهي الحملة العسكرية المتواصلة على قطاع غزة. وأشار المصدر إلى أن ممثل النرويج لدى السلطة الفلسطينية يجري اتصالات مع قيادات في حركة حماس في قطاع غزة في حين أجرى رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان ومسؤولون قطريون اتصالات مع قيادة الحركة في دمشق. ومن المتوقع أن تشهد الأمم المتحدة غدا الاثنين نشاطا دبلوماسيا مكثفا حيث يصل وفد وزاري يضم وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل ووزير خارجية الامارات ووزير خارجية الأردن إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. ومن المتوقع أن يصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نيويورك يوم الثلاثاء الذي سيغادر رام الله بعد لقائه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وتفيد مصادر مجلس الأمن بأن هناك ثمة اتفاق على عناصر مشروع القرار خاصة فيما يتعلق بالوقف الفوري للعمليات العسكرية، وبفتح المعابر لتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة من بينها المواد الغذائية والطبية. وتذكر نفس المصادر ان المباحثات ما زالت جارية حول العنصر المتعلق بوضع آلية لمراقبة وقف إطلاق النار ومراقبة المعابر. وتتوقع ذات المصادر أن يتم التصويت على مشروع القرار في وقت قريب بعد انتهاء جولة الرئيس الفرنسي ساركوزي في المنطقة.