ساركوزي ووفد أوروبي إلى الشرق الأوسط في محاولة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس

أوروبا تسعى إلى ترسيخ دورها في المنطقة مستغلة غياب الدبلوماسية الأميركية

TT

يصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي غدا الى القاهرة، المحطة الأولى من جولته الشرق أوسطية التي ستقوده تباعا ولمدة يومين الى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل وسورية ولبنان، في حين يبدأ اليوم وفد اوروبي مهمة مماثلة تهدف ايضا الى اعادة الاتحاد الاوروبي لاعبا اساسيا في المنطقة. وفي الأساس، كان ساركوزي ينوي زيارة لبنان فقط لمعايدة القوة الفرنسية العاملة في إطار اليونيفيل وإلقاء خطاب يضمنه تصوره لدور القوات الفرنسية ولسياسة بلاده الدفاعية وعلاقتها بالحلف الأطلسي تنفيذا لوعد قطعه على نفسه عندما زار لبنان في يونيو الماضي.

وكان برنامج ساركوزي ينص أيضا على لقاء مع الرئيس اللبناني لتقديم الدعم للشرعية اللبنانية ولأداء سليمان وتشجيعه على الاستمرار في نهجه الذي قالت عنه مصادر فرنسية لـ «الشرق الأوسط» إنه «فوق الأحزاب داخل لبنان وبعيدا عن المحاور (العربية والإقليمية) خارجه»، مضيفة أنها «تنظر بارتياح لانفتاح سليمان على الجميع ما يضمن مصالح لبنان العليا» غير أن الهجوم الذي تشنه القوات الإسرائيلية على غزة قلب روزنامة ساركوزي وأولويات زيارته التي اتسعت لتشمل خمس محطات. ومنذ البداية تحركت الدبلوماسية الفرنسية في مواجهة موجة العنف على خطين: الأول فرنسي محض ويتمثل في اقتراح هدنة إنسانية من 48 ساعة لإيصال المساعدات الإنسانية الى غزة وإخلاء الجرحى والثاني أوروبي، حيث عقد اجتماع لـ 27 وزير خارجية أوروبيا أو من يمثلهم، بالإضافة الى الاتحاد الأوروبي وهو ما أسفر عن «نداء» لوقف إطلاق النار وفتح المعابر والعودة الى الحوار السياسي وتأكيد الاستعداد لإعادة إرسال مراقبين للإشراف على معبر رفح وتوسيع مهمتهم للعب دور ما في آلية الرقابة على وقف إطلاق النار.

وقالت مصادر دبلوماسية لـ «الشرق الأوسط» إن باريس «تعي أن المهمة التي يباشرها الرئيس ساركوزي ليست الأسهل من بين المهمات التي قام بها منذ وصوله الى الرئاسة» العام الماضي. وكما كان ساركوزي أول رئيس غربي يذهب الى موسكو وتبيليسي في عز الحرب في القوقاز فإنه أول رئيس غربي يزور الشرق الأوسط في محاولة للوصول الى «شيء ما» في إطار البحث عن مخرج من الأزمة.

وقالت مصادر سياسية فرنسية في باريس إن ساركوزي «يستفيد مجددا من الغياب الدبلوماسي الأميركي» بسبب انتقال السلطة في واشنطن ما يؤهله شخصيا ومعه الاتحاد الأوروبي للعب دور سياسي في المنطقة بعد أن كان ذلك مقصورا على واشنطن. كما يستفيد ساركوزي من «شهر العسل» القائم بين باريس وإسرائيل منذ وصوله الى السلطة، لا بل بينها وبين الاتحاد الأوروبي وهو ما برز الشهر الماضي من خلال قرار الاتحاد بالإجماع وبناء على طلب مباشر من قصر الإليزيه رفع مستوى العلاقة مع إسرائيل ما يؤهلها للاستفادة من مميزات إضافية، من بينها القيام بحوار استراتيجي سياسي وأمني ودفاعي مع الاتحاد.

وفي الاطار نفسه، تبدأ بعثة وزارية اوروبية اليوم جولة في الشرق الاوسط في محاولة لاحراز تقدم بهدف إرساء تهدئة انسانية بين اسرائيل وحركة حماس. ويترأس الوفد الذي يتوجه اليوم الى القاهرة وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارزنبرغ الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي منذ اول العام ويرافقه في الجولة نظيراه السويدي كارل بيلد والفرنسي برنار كوشنير، اضافة الى المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر.