المشرفون على الأنفاق: بدونها لا حياة في غزة

عوائدها 45 مليون دولار شهريا

TT

كلما سمع هدير الطائرات، ينتاب ابو علي خوف دائم من استهدافه بعدما دمر نفق يتولى الاشراف عليه في غارة جوية اسرائيلية، مؤكدا ان انهيار الانفاق له انعكاسات سلبية على الوضع المعيشي في غزة اذا لم تفتح المعابر. ويقول ابو علي لوكالة الصحافة الفرنسية، ان الحياة في غزة «تتأثر سلبيا ولا تستمر اذا دمرت الانفاق لأنها تشكل متنفسا وحيدا للشعب في ظل الحصار والإغلاق».

وشن الطيران الحربي الاسرائيلي عددا من الغارات على الشريط الحدودي في رفح حيث تم تدمير عشرات الانفاق بفعل القصف الصاروخي. ولا يبيت ابو علي، وهو متزوج وله طفلة واحدة، في منزله القريب من الحدود مع مصر منذ ان دمرت الطائرات الحربية النفق على الحدود بين قطاع غزة ومصر ما ادى الى توقف كلي في عمليات التهريب.

لكنه يصر على اعادة حفر النفق واصلاحه عندما تنتهي «الحرب» الاسرائيلية. ويتابع، ان اغلاق الانفاق «سيدمر الوضع الحياتي والانساني لسكان قطاع غزة الا اذا فتحت المعابر وهذا مستبعد جدا حاليا». ولا يتمكن هذا الشاب ذو اللحية السوداء من الوصول الى النفق الذي يديره خوفا من استهداف محتمل من الطائرات «لأي شخص يقترب من منطقة الحدود». وتوقفت الحركة التجارية التي نمتها مئات الانفاق المنتشرة بشكل شبه علني على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة. ويؤكد المشرفون على الانفاق ان عددا محدودا جدا من هذه الانفاق مازال يعمل «بسرية وخطر شديد». ويقول ايمن ،21 عاما، الذي تدير عائلته نفقين، احدهما مخصص للبضائع والآخر للوقود، «لا نعرف اذا بقيت انفاقنا سليمة ام انها تعرضت للتدمير من الصواريخ الاسرائيلية.. طبعا لا احد يصل الى هناك.. فالحياة اهم من الأموال والتجارة». ويضيف «كانت لنا بضاعة من المعلبات الغذائية واضطررنا لاحضارها عبر شخص يمتلك نفقا ما زال يعمل ودفعنا ضعف التكلفة وهذا سيؤدي الى رفع الاسعار.. الحصار هو السبب الحقيقي للمجازفة ومخاطرة الناس بحياتهم». وتبدو ستة انفاق اصابتها الصواريخ الاسرائيلية مباشرة مدمرة وبجانب احدها سيارات محطمة وحجارة وغرفة صغيرة متناثرة في المنطقة الحدودية.

ويعتقد اسكندر ان مصر ستسمح باستعادة الانفاق بعد انتهاء «الحرب.. لأن مصر لا تريد ان تقتل شعب غزة وهناك استفادة مالية ايضا تصل الى 45 مليون دولار شهريا». ويؤكد هذا الشاب الذي يتولى تشغيل نفق ايضا، ان هدف حفر الكثير من الانفاق هو «للتجارة وليس انسانيا». لكن ايمن لا يوافقه، ويقول «بدون الانفاق لا حياة في غزة.. نحن نهتم باستيراد المواد الغذائية.. توقفنا فقط عندما بدأت الحرب علينا لأن اسرائيل لا تريد ان تستمر الحياة في غزة».