مجلس الأمن يفشل في اتخاذ مبادرة لوقف الهجوم البري على غزة

رغم «تقارب قوي» في مواقف الأعضاء * واشنطن اعتبرت أي بيان «هدية لحماس» وليبيا لم تتمكن من فرض حل وسط

TT

حالت الولايات المتحدة دون إصدار بيان من مجلس الأمن، يدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، وإلى وقف الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة. وقد أعربت أغلبية أعضاء مجلس الأمن، عن أسفها من فشل المجلس في إصدار بيان بعد مشاورات طويلة للمجلس استغرقت حوالي أربع ساعات. وعقد مجلس الأمن جلسة طارئة ليلة أول أمس السبت، بطلب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على إثر بدء الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة. وأعرب السفير الفرنسي جان موريس ريبير رئيس المجلس لهذا الشهر، عن أسفه من عدم تمكن أعضاء المجلس في الاتفاق على بيان وقال «إن هناك تقاربا قويا بين أعضاء المجلس، حول عدد من القضايا أولها التعبير عن القلق الشديد من تصعيد العنف، وتدهور الوضع في كل غزة وجنوب إسرائيل»، مضيفا أن «هناك اتفاقا في الدعوة إلى وقف فوري ودائم وملزم لإطلاق النار، وتقاربا في التعبير عن الدعم التام للجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية الجارية لحل الأزمة». وحملت ليبيا العضو العربي في المجلس الولايات المتحدة، مسؤولية فشل المجلس في إصدار بيان عن الوضع المتدهور في غزة، وقال السفير الليبي جاد الله عزوز الطلحي «للأسف أن ما اقترحناه قد وجد تأييدا واسعا، ولكن الوفد الأميركي كان واضحا منذ البداية، لأنه رفض أية نتيجة لاجتماع المجلس». وأوضج الطلحي «لقد جرت محاولة للوصول إلى حل وسط، وهو أن يتبنى المجلس بيانا صحافيا، وبالرغم من تأييد غالبية أعضاء المجلس، لكن هذا التأييد جوبه بالرفض الأميركي».

وبررت الولايات المتحدة رفضها بعدم الموافقة على صدور بيان من المجلس، بسبب استمرار صواريخ القسام التي تطلقها حركة حماس على جنوب إسرائيل. وقال القائم بأعمال البعثة الأميركية السفير اليخاندرو ولف «ان جذور المشكلة في المنطقة، تعود إلى الصواريخ التي تطلقها حماس باستمرار». وأضاف أن «الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة، تهدف إلى وقف إطلاق للنار دائم ومستمر يحترمه الجميع، ويتضمن وقفا لإطلاق الصواريخ ولتهريب الأسلحة». وتابع «اننا لا نساوي بين أفعال إسرائيل التي هي دولة عضو في الأمم المتحدة وأفعال مجموعة إرهابية هي حماس، فليس هناك تعادل، وأن ميثاق الأمم المتحدة يحترم حق كل دولة عضو في ممارسة الدفاع عن النفس، ودفاع إسرائيل عن نفسها غير قابل للتفاوض». وأعتبر السفير الأميركي، صدور بيان من مجلس الأمن، بمثابة مكافأة لحركة حماس وقال «إذا كانت حماس ترفض دعوات وقف إطلاق الصواريخ، ووضع حد للتهريب الذي يترتب عليه عدم فتح المعابر، فإن إصدار بيان آخر سيتم تجاهله أو يدعم قدرتها على ممارسة ما تقوم به». وقد جوبه الرفض الأميركي بإصدار بيان بموجة من عدم الارتياح، عبر عنها عدد من أعضاء مجلس الأمن، من بينهم بريطانيا التي عبرت على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة جون سورز، عن خيبة أملها لعدم تمكن مجلس الأمن من التوصل إلى اتفاق، رغم التقارب الكبير حول القضايا الرئيسية. وقال سورز «ان التصعيد الذي تمثل بالهجوم البري الإسرائيلي، يشكل مصدرا للقلق وأن ما يجب عمله هو تركيز الجهود للعثور على حل هذه الأزمة وحل القضايا المختلفة».

وانتقد رئيس جمعية الأمم المتحدة العامة لدورتها الحالية وزير خارجية نيكارغوا الأسبق، عدم قدرة مجلس الأمن على التحرك قائلا «ألا يعتقدون (اعضاء المجلس) أن الاحتلال غير المشروع لأراضي شعب، والمعاملة التي يتعرض لها يوميا هناك، هي عدوان» معتبرا ان «المجلس يحتاج بصورة ملحة إلى إصلاح جديد». وبدورها أعربت السلطة الفلسطينية عن أسفها الشديد من فشل مجلس الأمن في ممارسة مسؤوليته، وقال مندوب بعثة فلسطين السفير رياض منصور «لدينا حرب ولدينا عدوان ضد الشعب الفلسطيني، وأنها لحظة حزينة ومأساوية عندما يفشل المجلس في معالجة القضية، على الأقل من خلال بيان يطلب من إسرائيل بالوقف الفوري لهذا العدوان».

وانتقدت مصر الولايات المتحدة، من دون أن تذكرها بالاسم، وأعرب السفير المصري ماجد عبد العزيز عن أسفه من قيام دولة دائمة العضوية في المجلس، برفض الموافقة على أي بيان يصدر عن مجلس الأمن.