مصر تقترح إقامة «ممرات آمنة» لإيصال المساعدات العاجلة إلى أهالي غزة

موسى يدين الهجوم البري وينتقد الموقف الفرنسي والأوروبي المنحاز

أعضاء الوفد الأوروبي أثناء اجتماعهم مع وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيظ في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

استدعت مصر أمس سفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن احتجاجا على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما اقترحت في رسائل عاجلة لمسؤولين دوليين إقامة «ممرات آمنة» لإيصال المساعدات العاجلة إلى أهالي القطاع. وأعربت مصر عن استيائها لسفراء الدول الخمس، بعد أن استدعتهم وزارة الخارجية المصرية بالقاهرة أمس، وذلك بسبب عدم قيام مجلس الأمن باعتماد قرار ملزم بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، السفير حسام زكى، إن مصر أبلغت سفراء الدول الخمس بـ«ضرورة تعامل دولهم بالجدية الواجبة مع الوضع الحالي واضطلاع دولهم بمسؤولياتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة للتعامل الفوري مع ما يحدث واستصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف عدوانها على غزة».

وأضاف المتحدث المصري أن وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، وجَّه أمس رسائل عاجلة إلى كل من سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ووزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس تتعلق بالوضع الإنساني في غزة، وأنه طلب من كافة هؤلاء المسئولين النظر في «اقتراح لإقامة ممرات آمنة» داخل القطاع لإيصال الغذاء والدواء إلى السكان لحين توقف العمليات العسكرية أخذا في الاعتبار هشاشة الوضع الإنساني في غزة وتأثير الهجوم البرى بالسلب على هذا الوضع.

وطالب أبو الغيط مجلس الأمن مجدداً بالتعامل الفوري مع هذا العدوان وإصدار قرار ملزم بوقفه حقناً للدم الفلسطيني، موضحا أن مصر ستوالي اتصالاتها بجميع الأطراف ذات التأثير للوصول لوقف فوري للعدوان الإسرائيلي.

ومن جهة اخرى كشف هشام يوسف، الناطق الرسمي باسم الجامعة العربية، لـ«الشرق الأوسط» أمس عن أن دولا عربية لم يسمها اقترحت عبر اتصالات جارية منذ بدء الهجوم البري على قطاع غزة، اتخاذ إجراءات «أكثر حزما وحسما» ضد العدوان الإسرائيلي، فيما قال الأمين العام للجامعة عمرو موسى في مؤتمر صحافي بالقاهرة أمس إن اللجنة الوزارية العربية المبعوثة إلى مجلس الأمن في نيويورك، إذا فشلت في استصدار قرار (ليل الاثنين) من المجلس بوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع، فيجب أن تقدم تقريرا واضحا إلى العالم العربي وسوف تتصرف بناء على هذا الأساس، وانتقد في الوقت نفسه الموقف الفرنسي والأوروبي إزاء الهجوم البري، قائلا إنه انحياز ضد المدنين الفلسطينيين.ومن جهته عقد الأمين العام للجامعة العربية مؤتمرا صحافيا بالقاهرة أدان فيه الاجتياح الإسرائيلي البري لغزة، وأكد أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون مرة أخرى لإعلان مواقف جديدة إذا استمر العدوان، لكنه لم يكشف عن طبيعة تلك المواقف، غير أنه قال «نحن مصرّون على أن نؤدي واجبنا في الذهاب إلى مجلس الأمن، وإذا فشلنا (للمرة الثالثة) في استصدار قرار (يوم الاثنين)، فيجب أن نقدم تقريرا واضحا إلى العالم العربي وسوف نتصرف بناء على هذا الأساس».

وحول الزيارة الحالية للرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، للمنطقة، أوضح موسى «إذا كان الموقف الفرنسي والأوروبي يدافع عن إسرائيل إزاء ما تقوم به، فهذه بداية لا يمكن البناء عليها». وعما إذا كانت هناك مبادرة لوقف إطلاق النار والاستعادة السريعة لعملية السلام، مع وجود توقيت زمني لها، قال موسى «إننا نؤيد أي مبادرة إيجابية تُحرك الأمور، وإذا كان الرئيس الفرنسي قادم بهذه المبادرة فنحن نرحب بها».