مع تأكيده على موقف مصر الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، حمَّل مجلس الشورى المصري إسرائيل وحماس أمس مسؤولية ما يحدث في غزة. وطالب رئيس المجلس، الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، صفوت الشريف القادة «الذين ورطوا قادة الفصائل في غزة أن يتحملوا مسؤوليتهم وما جنته أيديهم»، قائلا إن مصر لن تدفع ثمن أخطاء الآخرين. وحمَّل المجلس الذي يهيمن عليه الحزب الحاكم في مصر كلا من إسرائيل وحماس المسؤولية عما يحدث في قطاع غزة، قائلا «إن حماس انساقت وراء أهداف خارجية ولم تقدم للقضية الفلسطينية شيئا، ناهيك من عدم استجابة حماس لما بذلته مصر خلال الشهور الماضية من جهود لاستمرار التهدئة وتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني».
من جانب آخر، أدانت الدورة الطارئة للبرلمان العربي الانتقالي بالقاهرة أمس العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وطالب رئيس البرلمان محمد جاسم الصقر المنظمات الدولية بإصدار قرارات ملزمة لإسرائيل لإيقاف عدوانها على الفور ودون شروط. ودعا الصقر الحكومات العربية بشكل عاجل لتلبية نداء منظمة الأونروا بتقديم مبلغ 35 مليون دولار لإغاثة الشعب الفلسطيني وتلبية احتياجاته الإنسانية، مناشدا الفصائل الفلسطينية للاستجابة لنداءات الحوار وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وأطلقت الأمم المتحدة أمس نداء عاجلا لجمع ملايين الدولارات لتقديم المساعدات للفلسطينيين في غزة. وقال بيان وزعه المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة أمس إن «النداء يستهدف تغطية أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) في قطاع غزة وتشمل تقديم كميات من المواد الغذائية الأساسية لصالح 550 ألف فلسطيني». وقالت مصادر مصرية في معبر رفح على حدود مصر مع غزة إن نحو 20 شاحنة في الأقل تحمل مساعدات عربية قادمة من السعودية والبحرين ومصر دخلت إلى محيط معبر رفح من الجانب المصري دون أن تتمكن من الوصول إلى قطاع غزة بسبب عدم وصول شاحنات مساعدات فلسطينية إلى الجانب المصري لنقل المساعدات إلى داخل القطاع، نتيجة عمليات القصف الإسرائيلي التي تتم لمناطق فلسطينية قرب الشريط الحدودي مع مصر وتمكن القوات الإسرائيلية من السيطرة على مناطق فلسطينية قرب معبر رفح. وشهد المعبر مظاهرة قادها نائب البرلمان المصري عن جماعة الإخوان المسلمين أكرم الشاعر شارك فيها عدد محدود من المصريين رددوا خلالها هتافات تؤيد المقاومة الفلسطينية.
من جانبه، طالب بيان للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين مهدي عاكف الحكومات العربية بقطع العلاقات وقطع الغاز والبترول عن إسرائيل وفتح معبر رفح وتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، واتخاذ موقف عربي مشترك من الدول التي تعوق إصدار قرار بالإيقاف الفوري للعدوان.