تتواصل المتابعة اللبنانية للعدوان الاسرائيلي على غزة، بمساريها الرسمي والشعبي، على خلفية ادانة العدوان والدعوة الى «عمل عربي مشترك عاجل... للنظر في السبل الكفيلة بوضع حد لهذا العدوان»، والمشاركة في اجتماعات مجلس الأمن الدولي من ضمن الوفد الوزاري العربي، بغية إصدار قرار ملزم لاسرائيل بوقف عدوانها».
وفي حين وجه المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله نداء الى علماء الامة الاسلامية مرجعياتهم من السنة والشيعة داعياً الى «لقاء سريع لنصرة غزة»، وصف رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري العدوان على غزة بأنه «حلقة في سلسلة عدوانية خطيرة تعمل على تدمير مفاهيم السلام والحلول السياسية» وطالب مجلس الامن الدولي «بالتحرك سريعاً لوقف هذه الحرب».
على الصعيد الرسمي، أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سلسلة اتصالات مع الملوك والرؤساء والقادة العرب، داعياً وفق بيان للمكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية الى التوافق على موقف موحد لاعتماده في مجلس الامن الدولي وجامعة الدول العربية، وأشار البيان الى أنه «ازاء توسع العدوان الاسرائيلي الاجرامي على قطاع غزة وتفاقم المأساة الانسانية التي يعاني منها اهل القطاع، دعا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى عمل عربي مشترك عاجل للتضامن مع الشعب الفلسطيني وللنظر في السبل العملية الكفيلة بوضع حد فوري لهذا العدوان. كذلك، دعا الفلسطينيين إلى توحيد موقفهم في مقاومة الهجمة الاسرائيلية الشرسة ضد غزة التي تعتبر عدواناً ضد الشعب الفلسطيني ككل».
في السياق ذاته، يتوجه وزير الخارجية فوزي صلوخ فجر اليوم الى نيويورك للانضمام الى الوفد الوزاري العربي الذي شكله مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماعه الاخير في القاهرة، للمشاركة في اجتماعات مجلس الامن ودعوته الى اصدار قرار ملزم لاسرائيل بوقف عدوانها على غزة وفتح المعابر وفك الحصار. وردا على سؤال عن الموقف اللبناني الذي سيحمله الى نيويورك، قال صلوخ: «نغادر الى نيويورك للمشاركة في المفاوضات الجارية مزودين بموقف لبناني موحد بالرفض القاطع للعدوان الهمجي الاسرائيلي والاصرار على وقفه فورا، وعلى فك الحصار الجائر الذي تفرضه اسرائيل منذ فترة طويلة على غزة خلافا للقانون الدولي الانساني لاسيما معاهدات جنيف». اضاف: «لقد حدد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سقفا للتعاطي قوامه أن لبنان يستطيع ان يقوم بدور ريادي في بلورة التوافق العربي حول الموضوع الفلسطيني والإسراع في عقد القمة العربية لما لها من أهمية نظرا لخطورة الاحداث التي تجري في غزة». وحول الموقف الفلسطيني في لبنان، قال صلوخ: «ان الوحدة الفلسطينية التي تتجلى بين مختلف الأطياف السياسية الفلسطينية في لبنان هي مثال يجب أن يحتذى في كل مكان لاسيما ان ما يجري لا يستهدف فصيلا او فئة فلسطينية، انما يستهدف الشعب الفلسطيني بأسره ومسيرته نحو الحقوق المشروعة للدولة السيدة المستقلة وفي عودة اللاجئين، كما يستهدف الامن القومي العربي والدول العربية كافة».