تفجير انتحاري يوقع 37 قتيلا و79 جريحاً نصفهم إيرانيون.. قرب مرقد الإمام الكاظم في بغداد

نفذته امرأة فجرت نفسها عند أحد أبواب المرقد أثناء تفتيشها.. وغالبية الضحايا نساء وأطفال

شرطي عراقي يفتش امرأة في نقطة تفتيش مؤدية إلى ضريح الإمام موسى الكاظم ببغداد أمس (رويترز)
TT

فجرت انتحارية نفسها، أمس، عند أحد مداخل ضريح الإمام الكاظم في بغداد، موقعة 37 قتيلا و79 جريحاً. وأفادت مصادر أمنية بأن نصف القتلى والجرحى هم إيرانيون كانوا في موكب حسيني بمناسبة عاشوراء.

وقال اللواء قاسم عطا، المتحدث الرسمي باسم خطة فرض القانون، لـ«الشرق الأوسط» إن «امرأة، كانت ترتدي حزاماً ناسفاً، فجّرت نفسها بين جموع الزوار في مدينة الكاظمية، قرب إحدى نقاط التفتيش المشتركة بين قوات الشرطة والجيش»، مشيراً إلى أن الحادث قد أودى بحياة 37 شخصاً، وأوقع أيضاً 79 جريحاً، بينهم عدد من الزوار الإيرانيين. وأكد عطا أن القائد العام للقوات المسلحة العراقية، رئيس الوزراء نوري المالكي، أمر بتشكيل هيئة عليا للتحقيق في الحادث ومحاسبة المقصرين والمتسببين فيه.

وتشهد المدن العراقية المقدسة هذه الأيام حشوداً من الزوار من داخل العراق وخارجه للعتبات فيها، إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين في واقعة الطف بكربلاء، في العاشر من شهر محرم الحرام والذي يصادف الأربعاء المقبل.

ورفض عطا الإجابة عن سؤال حول ما إذا كانت هناك معلومات تفيد باستهداف الزوار في هذه الفترة، خصوصاً بعد أن وزعت منشورات في مدينتي كربلاء والنجف تؤكد هذا الموضوع. وكان باسم الزاملي، سكرتير عام منظمة أنصار الرسالة في العراق (أنصار الدعوة سابقاً) والتي يتزعمها مازن مكية، أحد المنشقين عن حزب الدعوة الحاكم في العراق، قد اتهم الأسبوع الماضي بعض الكتل السياسية بأنها «تحاول تسييس ثورة الإمام الحسين لمصالحها الحزبية، ولأغراض انتخابية، وهذا ما يختزل الكثير من معاني الثورة، فيقتل الحسين مرتين» على حد تعبيره. وحذر الزاملي في بيان صحافي من استغلال هذه المناسبة للنفخ في رماد الطائفية، وضخ عوامل الفوضى والاضطراب في الساحة العراقية، من خلال أسلوب الترويع والصدمة العاطفية، واستهداف بعض المواكب الحسينية، لإثارة مشاعر البُغض والكراهية عند البعض لمزيد من الاصطفافات والتخندقات المذهبية والطائفية. ولم يحدد الزاملي أسماء تلك الكيانات أو انتماءاتها، لكنه اكتفى بالقول «مثلما نأت المرجعية الدينية بنفسها بعيداً عن المزايدات السياسية، فإننا ندعو المواطنين إلى عدم الانجرار وراء هذه الألاعيب الطائفية مرة ثانية».

مدير الإعلام والعلاقات في وزارة الداخلية، علاء الطائي، أكد بشأن تسرب هذه المعلومات (الاستخبارية) واستهداف المواكب الحسينية، قبل حادثة الكاظمية أمس، أنه لا يستغرب وجود نماذج تدّعي بأنها سياسية أو حزبية وغيرها من المسميات التي تكون مستعدة لعمل أي شيء، في سبيل تحقيق مصالح ومكاسب ذاتية، بما في ذلك بث الإشاعات المغرضة وتوجيهها لتحقيق أهدافها التي وصفها بالدنيئة. وأضاف الطائي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «لو كانت هذه الأحزاب لديها هكذا قدرة جبارة في مجال المعلومات الاستخبارية، فلماذا لا تزوَّد الأجهزة المعنية بحماية أمن العراق بها، وتكتفي ببثها على شكل دعايات وتسريبات»، مؤكداً أن «وزارة الداخلية وخطة فرض القانون وأجهزة وزارة الدفاع والأجهزة الاستخبارية، وضعت خطة دقيقة جداً لحماية زوار المدن المقدسة، وهناك آلية مشتركة مدعمة بجهد استخباراتي ومعلوماتي، والجميع لاحظ الانتشار الكثيف للأجهزة الأمنية في كل المناطق، للحيلولة دون استهداف المجاميع التي تؤدي طقوسها الدينية في شهر محرم الحرام». وأكد أنه «من المهم جداً على القوى السياسية التي تمتلك مثل هذا الجهد الاستخباراتي والمعلومات الأمنية، أن تمنحها للأجهزة الأمنية، وليس استغلالها لبث روح الطائفية وتوجيه الناخبين لتحقيق أهداف معينة، ودليل أنها مغرضة هو قيام هذه القوى بنشرها عبر الإعلام، وأنا شخصياً أقول لهذه القوى أو أي شخصية سياسية: لو وجدت في نفسك القدرة الاستخبارية عليك المجيء واستلام هذه الملفات». وأكد شهود عيان أن الانفجار حدث عند الباب الذي يدعى «باب القبلة»، وهو أحد المداخل الرئيسية للإمام الكاظم، وقد حدث الانفجار بين جموع النساء والأطفال، الأمر الذي أدى إلى أن يكون أغلب الضحايا منهم. وأضاف شاهد آخر أن المسؤولين عن الصحن الكاظمي أغلقوا الأبواب بعد وقوع الحادثة فوراً، وحدثت فوضى في شوارع المدينة.

وأوضحت مصادر في مستشفى مدينة الطب، أن «جناح الطوارئ تسلم 22 جريحاً، جميعهم من الزوار الإيرانيين». وأضافت، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن «الجرحى معظمهم من الرجال». بدورها، أعلنت مصادر أمنية أن «نصف القتلى تقريباً من الزوار الإيرانيين».

وقال أحد عناصر الأمن في مكان الانفجار إن «المرأة فجرت نفسها خلال إخضاعها للتفتيش الخاص بالنساء، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، فضلا عن إلحاق أضرار جسيمة بالمحلات التجارية المجاورة». وأضاف أن «مواكب وخيم نُصبت لتقديم الطعام والشراب للزوار دُمرت إثر التفجير». يشار إلى أن الوضع الأمني تحسن نسبياً العام الماضي، مع أعمال عنف طفيفة مقارنه بأعوام سابقة خلال عاشوراء. وقررت السلطات العراقية عدم فرض حظر التجول في بغداد خلال إحياء الذكرى.