الهند ستقدم في واشنطن أدلة على تورط باكستان في اعتداءات مومباي

مساعد وزيرة الخارجية الأميركية يزور إسلام آباد اليوم

TT

قال وزير الداخلية الهندي، بالانيابان شيدامبارام، أمس انه سيتوجه هذا الأسبوع الى الولايات المتحدة ليقدم أدلة على ضلوع باكستان في هجمات مومباي التي أوقعت 172 قتيلا.

وأوضح الوزير لبعض صحف نيودلهي انه سيعرض في واشنطن اثناء محادثات مع مسؤولين اميركيين، أدلة «دامغة» و«لا يمكن دحضها». ونقلت صحيفة «انديان اكسبرس» عن شيدامبارام قوله «ان الادلة تقود الى الاستنتاج بان المؤامرة دبرت في باكستان ثم عندما بدأت العملية في مومباي تم تنظيمها والإشراف عليها من باكستان». وقال ان «الملف المفصل» يحتوي على تسجيلات مكالمات هاتفية ورصد اتصالات وتقارير عن عمليات استجواب. ونسب رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ هجمات بومباي الى «عناصر في الجانب الآخر من الحدود» في تلميح الى باكستان. وقد تدهورت العلاقات بين البلدين اللذين خاضا ثلاث حروب منذ اعلان استقلالهما في 14 و15 أغسطس (آب) 1947، الى حد كبير منذ الهجمات في 26 الى 29 نوفمبر (تشرين الثاني) التي نسبتها نيودلهي الى عسكر طيبة المجموعة الإسلامية المسلحة المحظورة في باكستان. وطالب رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ، مجددا أول من أمس باكستان بتسليم الهند مشتبها فيهم بالوقوف وراء الهجمات الدامية في مومباي والتحلي بـ«المنطق السليم».

وتتناقض تصريحات وزير الداخلية الهندية مع اصرار باكستان على عدم وقوف أي جهات رسمية وراء الهجوم المنسق الذي شنه عشرة مسلحين، مما أسفر عن مقتل 179 شخصا في مومباي وتصاعد التوترات بين البلدين المجاورين. وصرح الوزير لقناة «إن.دي.تي.في» الإخبارية بأن الشخص الذي وجه هذه العملية على دراية بمعلومات مخابراتية وعلى دراية بعمليات القوات الخاصة». واضاف «لا يمكن ان تكون جهة غير رسمية تماما. في الواقع أفترص انها جهات رسمية او جهات تلقت مساعدات رسمية ما لم يتم اثبات العكس». وتابع انها جريمة بشعة تطلبت تخطيطا دقيقا وشبكة اتصالات ودعما ماليا. انها عملية بالغة التعقيد. وأضاف تشيدامبارام إن باكستان سيكون واجبا عليها تقديم «ضمانات قوية» بأن أرضها لن تستخدم لشن أي هجمات إرهابية على الهند.

وبسؤاله عما إذا كانت باكستان ستلتزم بهذه الضمانات قال «أعتقد ذلك، فإذا توحدت مراكز القوى الباكستانية بشكل حقيقي وضمنت ذلك فإن هذا لن يتكرر. وسنرى الثمن الذي سيدفعونه في حالة تكرار ذلك، وأعتقد أنه سيكون ثمنا ضخما». وقال مسؤولون هنود ان تشيدامبارام سيلتقي وكبار المسؤولين بوزارة الامن الداخلي وربما وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وأفرادا من الفريق المسؤول عن انتقال السلطة للرئيس الاميركي المنتخب باراك باراك اوباما. واضافوا «إنه ملف مفصل مؤيد بأدلة الكترونية. وتتهم الهند متشددين يتمركزون في باكستان بشن الهجوم على مومباي، مما احيا العداء بين البلدين المجاورين اللذين خاضا ثلاث حروب منذ عام 1947 وعادة ما يتبادلان الاتهامات بإثارة المشاكل. ورغم التراشق بالكلمات شبه اليومي بين البلدين واستعراض العضلات العسكرية، يقول معظم المحللين ان المخاوف من هجمات هندية على اهداف لمتشددين داخل باكستان يتراجع. ومن شأن تلك الهجمات ان تقود لنشوب حرب.

وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي ان التوترات تراجعت. وصرح للصحافيين بمدينة ملتان:« نزع فتيل الأزمة عما قبل. ساهمت بعض المقترحات الباكستانية الايجابية ودور بعض الأصدقاء وقوى مهمة من داخل وخارج المنطقة ايجابيا». وقال قرشي ان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ريتشارد بوتشر، سيزور باكستان وانه سيلتقي به اليوم. وأضاف قرشي إن حكومته تريد إنعاش عملية السلام مع الهند التي توقفت عقب إنفجارات مومباي. وقال قريشي إن «العملية الإرهابية التعسة» في العاصمة الاقتصادية الهندية هي «انتكاسة» خطيرة لتطور العلاقات بين الجارتين. وأضاف خلال زيارة لمسقط رأسه ببلدة مولتان بإقليم البنجاب «إن كل جهدنا منصب على إنهاء حالة التوقف (في الحوار مع الهند) والتحرك قدما نحو العلاقات الطبيعية». وطبقا لوزير الخارجية فإن الموقف المتوتر بين الجارتين النوويتين قد تم نزع فتيله بشكل ملحوظ وخاصة بعد تدخل القوى الدولية. وذكر أيضا العالم بأن منطقة جنوب آسيا في قبضة الإرهاب، مؤكدا أنه من المطلوب اتخاذ نهج إقليمي لاستئصال هذا التهديد. وعرض قرشي مجددا تقديم باكستان مساعدتها في تحقيقات مومباي ولكنه كرر أن حكومته لن تسلم أي مشتبه فيهم حيث «ليس لدينا إتفاقية تسليم مع الهند». وكان قريشي يتحدث بعد يوم من تصريح رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بأنه يأمل في أن باكستان سوف تقوم بتسليم المدبرين المزعومين لمذبحة مومباي للمحاكمة في الهند. وحملت نيودلهي منظمة عسكر طيبة المحظورة ومقرها باكستان مسئولية المذبحة وزعمت أن الناجي الوحيد من منفذي الهجوم أكمل أمير كساب باكستاني الجنسية. ونفت إسلام أباد المزاعم وقالت إنها تنتظر دليل إثبات. وادانت باكستان هجمات مومباي وشنت غارات على متشددين لامتصاص حالة الغضب العالمي. غير ان تحركها لم يرض الهند. وتريد نيودلهي من باكستان ان تقوم بتفكيك ما تقول انها معسكرات داخل أراضيها لتدريب المتشددين على مهاجمة الهند وان تسلمها 40 من المشتبه بهم على الأقل. وتقول باكستان انها ستتحرك اذا قدمت الهند أدلة.