طالبان الباكستانية تحذر من الاختلاط في مدارس الشريط القبلي

هددت بإجراءات صارمة ضد المدارس التي تتبع نظام التعليم المختلط

TT

حذر زعيم طالبان في المناطق القبلية الباكستانية، الواقعة في شمال وزيرستان، جميع المدارس المشتركة في المنطقة من الجمع بين الفتيات والفتية في الفصول الدراسية أو المباني ذاتها، وإلا ستُتخذ ضدها إجراءات صارمة.

وقد أصدر زعيم طالبان، الحاج غول بهادور، أول من أمس (السبت) إنذاراً إلى جميع المدارس في شمال وزيرستان لوقف نظام التعليم الذي يجمع بين الفتيات والفتية في مكان واحد.

وورد التحذير في منشور تم توزيعه في جميع أنحاء شمال وزيرستان، وقُرئ في مكبرات الصوت في جميع مساجد المنطقة. ويهدد المنشور المؤسسات التعليمية في القطاعين العام والخاص في المنطقة حتى تمنع الاختلاط تحت سقف واحد.

وأخبر سكان محليون جريدة «الشرق الأوسط» أنه تم إعلان محتوى المنشورات عبر مكبرات الصوت في جميع المساجد، وأن المدارس تلقت تهديدات بالتخلي عن نظامها قبل 5 يناير (كانون الثاني)، وإلا ستتخذ ميليشيا طالبان إجراءً صارماً ضد المدارس التي تتبع نظام تعليم مشترك.

ويعد المجتمع الباكستاني في المناطق القبلية مجتمعاً محافظاً، حيث يتبع بشدة نظام الفصل بين الجنسين. ولكن يدرس الطلبة والطالبات معاً على مستوى المدارس الابتدائية.

ويخضع شمال وزيرستان حالياً إلى سيطرة مسلحين تابعين لطالبان أقواهم جماعة الحاج غول بهادور.

وقد وهنت سيطرة الحكومة الباكستانية على الوضع في شمال وزيرستان إلى درجة كبيرة، بعد أن توقفت القوات الباكستانية عن شن عمليات عسكرية ضد طالبان نتيجة لعقد اتفاق السلام مع زعيم طالبان المحلي.

وما زال الجيش الباكستاني موجوداً بكثافة في منطقة شمال وزيرستان القبلية، ولكنه لا يشترك فعلياً في عملية محاربة طالبان في المنطقة.

ونتيجة لإنذار طالبان، يتعرض السكان المحليون في شمال وزيرستان وإدارات المدارس المحلية لضغوط هائلة للتخلي عن نظامها التعليمي المشترك.

وفي المنشورات ذاتها، حذرت حركة طالبان المحلية أيضاً النساء في شمال وزيرستان من استخراج بطاقات الهوية الوطنية من مكاتب السجل الوطني.

ويحذر المنشور النساء في الإقليم من عقوبة في ضوء الشريعة الإسلامية، إذا شوهدن في زيارة لمكتب السجل الوطني لاستخراج البطاقات.

وقد صرح مسؤول في هيئة التسجيل الوطني لـ«الشرق الأوسط» أن مكتباً في شمال وزيرستان قد تلقى في الفترة الأخيرة 300 طلب من النساء لاستخراج بطاقات الهوية الوطنية.

وقد بدأت حكومة حزب الشعب الباكستاني في تقديم مساعدات مالية من الحكومة للفئات محدودة الدخل في البلاد، ومن اللازم للحصول على تلك الإعانات استخراج بطاقات من السجل الوطني.

وصرح مسؤول رفيع المستوى في هيئة السجل القومي في إسلام أباد: «هذا تحديداً هو السبب في تلقينا العديد من الطلبات لاستخراج بطاقات الهوية الوطنية في شمال وزيرستان».

وبعد آخر تهديد لطالبان، يتعرض برنامج إعانات الحكومة، الذي يشتهر باسم «برنامج بي نظير لدعم الدخل»، للخطر. وقد حذرت طالبان سكان شمال وزيرستان عبر المنشور من أنها ستراقب مكاتب التسجيل الوطني باستمرار وأي شخص يجدونه هناك سوف يتعرض للعقاب وفقاً للشريعة الإسلامية. ويقول الخبراء إنه يبدو أن تجنب طالبان التقاط الصور هو سبب تحذيرها الأخير للسيدات في شمال وزيرستان. وتعد الصورة ضرورية من أجل استخراج بطاقة الهوية الوطنية الباكستانية.