كتائب القسام تعلن قصف أكبر قاعدة برية إسرائيلية

TT

فيما اعتبرته توسيعاً لعملية «بقعة الزيت» التي تشنها رداً على حملة «الرصاص المتدفق»، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس أنها قصفت لأول مرة قاعدة «تسئليم»، في عمق صحراء النقب، شرق قطاع غزة والتي تعتبر أكبر قاعدة لتدريب القوات البرية الاسرائيلية. وقالت كتائب القسام إنها اطلقت صاروخاً من طراز «غراد» على القاعدة، من دون ان يصدر تعقيب من الجيش الإسرائيلي. يذكر ان الوحدات الاسرائيلية الخاصة تدربت في عام 1991 في نفس القاعدة على محاولة لاغتيال الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وأكد الجيش الإسرائيلي ان المقاومة اطلقت أكثر من 43 صاروخا على المستوطنات والمدن الإسرائيلية في محيط القطاع منذ ساعات صباح امس. وقالت كتائب القسام انها ومنذ بدء عملية «بقعة الزيت» قصفت المدن والبلدات والتجمعات الاسرائيلية بـ302 صاروخ من مختلف الاطرزة بمعدل 44 صاروخا يومياً، كما اعلنت قصف تجمع للقوات الاسرائيلية عند موقع الإرسال شرقي خان يونس بثلاث قذائف هاون في العاشرة من صباح امس. من ناحية ثانية ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن التكتيك القتالي الذي يعمل وفقه الجيش الإسرائيلي يقوم على أساس استخدام نيران المدفعية من أجل تقليص فرص المس بجنوده، مشيراً الى أن القيادة قررت افساح المجال أمام الضباط الميدانيين لكي يقوموا بكل ما من شأنه عدم المس بالجنود. واشارت الصحيفة الى أن القيادة السياسية الإسرائيلية تعهدت بالتصدي للاحتجاجات الدولية التي من الممكن أن تندلع بعدما تظهر صور القتلى الميدانيين الفلسطينيين. واشارت الصحيفة الى أن الجيش قرر أن تصل القوات البرية الإسرائيلية الى تخوم المناطق السكانية الفلسطينية من أجل الاحتكاك مع عناصر كتائب القسام، الأمر الذي سيدفع عناصر القوة الدفاعية التابعين لكتائب القسام الى مغادرة مواقعهم، مما يسهل عملية القضاء عليهم، مشيراً إلى أن عمليات القصف من الجو لم تنجح حتى الآن في تمكين القوات الإسرائيلية من استهداف قادة وعناصر كتائب القسام.

وأشارت الصحيفة الى أن الحملة البرية ترمي الى تحقيق هدفين أساسيين، هما: قتل أكبر عدد ممكن من عناصر كتائب القسام إضافة الى المس بمعنويات قيادة ونشطاء الحركة. وقالت الصحيفة أن التكتيك الثالث يفترض أن العملية البرية ستستمر لعدة أيام على أمل أن يحقق الجيش انجازات على الأرض تسمح له بإجبار حماس على القبول بالشروط الاسرائيلية لتهدئة جديدة الى جانب اجبارها على ابداء موقف أكثر مرونة في كل ما يتعلق بالجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شليط، مشيرة الى أنه في حال لم تنجح إسرائيل في إقناع حركة حماس بذلك، فإن هناك احتمال أن تدفع بقوات الاحتياط التي أمر وزير الدفاع ايهود براك بتجنيد عشرات الآلاف منهم الليلة قبل الماضية.

من ناحية ثانية ذكرت صحيفة «هآرتس» في عددها الصادر أمس أن الجيش قلق من العبوات الناسفة التي زرعتها حماس تحت الطرق، الى جانب الخوف من إمكانية قيام الحركة بتفخيخ المنازل واختطاف جنود. واشارت الصحيفة الى أن قيادة الجيش تخشى من قيام مقاتلي حماس بتنفيذ عمليات استشهادية ضد القوات الاسرائيلية المتوغلة، مشيرة الى أن هناك 100 ناشط من كتائب القسام تلقوا تدريبات في الخارج من أجل ادارة المواجهة الحالية. من ناحيتها اعتبرت مصادر سياسية اسرائيلية أن تل ابيب تواصل هذه الحملة العسكرية على قطاع غزة في ظروف مثالية من ناحية التفهم الدولي. وأشارت المصادر بارتياح كبير الى موقف رئاسة الاتحاد الأوروبي التي اصدرت أمس بيانا غير مسبوق يبرر الحملة البرية على القطاع على اعتبار أنها «خطوة دفاعية». اما شيمعون شيفر، كبير المعلقين، فقال في مقال في صحيفة «يديعوت أحرنوت» أن اسرائيل تحظى بدعم الإدارة الأميركية وعدد كبير من دول اوروبا، فضلاً عن أن هناك تماثلا في المصالح بينها وبين رؤساء الدول العربية المعتدلة.