مسؤول في السلطة: أبو مازن يذهب إلى نيويورك «مكرهـا»

قال لـ«الشرق الاوسط» إنه ليست هناك خطط لوقف النار

TT

تطالب السلطة الفلسطينية بوقف العدوان الاسرائيلي، فورا، ولا شيء في الأفق اكثر من ذلك، كما اوضح مصدر مسؤول في السلطة، لـ «الشرق الاوسط». وبحسب المصدر، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) الذي سيصل الى نيويورك صباح اليوم للمطالبة بوقف اطلاق النار، يفعل هذا مكرها وبضغط عربي، بعد ان كان قد رفض الذهاب. وقال المسؤوول الفلسطيني، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ردا على ما اذا كانت لدى السلطة اي خطط او مبادرات محددة لوقف النار، «لا توجد اي مبادرة، ونحن نؤجل الحديث عن التفاصيل، المهم الان وقف العدوان». أما في حال فشل العرب، ومعهم السلطة، في استصدار قرار بوقف النار في غزة، قال، «سيعود العرب للاجتماع مجددا من اجل محاولة الاتفاق على عقد قمة عربية». واعتبر المصدر، أن كل الحديث عن مبادرات فرنسية وتركية وسورية وقطرية، ليس صحيحا، واضاف، «لا توجد مبادرات، والكل يبحث عن دور فقط، واسرائيل ترفض اي طلب بوقف اطلاق النار». وبحسب المصدر، فان حماس التي كانت تأمل بتدخل من دولة قوية اخطأت في حساباتها، وانها لجأت لمصر اخيرا من اجل البحث عن مخرج سياسي الآن. وفي رام الله، استقبل ابو مازن امس، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وقبله مبعوث الرباعية الدولية توني بلير، والمبعوث الروسي، ومبعوث الحكومة الايطالية، وأعاد ابو مازن المطالبة بوقف النار، لكن كل هذه الجهود تبدو بلا طائل، اذ قررت اسرئيل منذ ايام انها ستمضي في الحرب لحين التوصل الى اتفاق بمراقبة دولية على غرار ما حدث في لبنان بعد حرب 2006 .

وأكدت مصادر اسرائيلية ان «المطبخ المصغر»، الذي يضم رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، ووزيري الدفاع، ايهود باراك، والخارجية، تسيبي ليفني، قرر خلال اجتماع، عقد اول من امس، العمل على التوصل إلى حل سياسي للعملية العسكرية الواسعة في قطاع غزة، بالوصول الى اتفاقية دولية، على ألا تكون «حماس» طرفا في الاتفاق. وبحسب المصادر الاسرائيلية، فإن أولمرت وليفني سيبلغان هذه الرسالة للرئيس الفرنسي، ساركوزي.

وقالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية إن إسرائيل توصلت إلى نتيجة مفادها أنه لا توجد لديها مصلحة بالتوصل إلى اتفاق تهدئة جديد مع حماس، بواسطة طرف ثالث، لأن اتفاقا كهذا من شأنه أن يمنح حماس شرعية. وبذلك، تكون ليفني قد نجحت في تسويق رأيها الذي يقول انه لا يجب إعطاء حماس الشرعية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن «حماس أثبتت أنها ليست شريكا عندما خرقت التهدئة». وبدلا من اتفاق تهدئة، تتطلع إسرائيل إلى التوصل إلى اتفاقيات مع الدول العربية المعتدلة والسلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي. وترى اسرائيل أن «المجتمع الدولي هو الذي سيبادر إلى هذه الاتفاقيات ويمليها على حماس». وتسعى اسرائيل الى ان تبلور مع الولايات المتحدة وفرنسا والدول العربية المعتدلة قرارا يصدر عن مجلس الأمن الدولي، ويتم من خلاله الإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يضمن وقف التهريب والتسليح، ويسمح القرار لإسرائيل بأن تهاجم حماس، في كل مرة يتم فيها خرق وقف إطلاق النار. وقالت مصادر اسرائيلية «الاتفاقات ستكون ايضا مع السلطة الفلسطينية ومصر، وعندها فإنه في حال لم توافق حماس (على الاتفاقات) فإنها ستدفع الثمن وخصوصا من خلال عزلها بشكل أكبر».

إلا ان المصدر المسؤول في السلطة، قال انه لا يتوقع ان تقبل السلطة بهذا الدور الذي تريده اسرائيل إلا من خلال إنهاء الانقسام فقط. واضاف «حتى اسرائيل ستعود وتقول ان السلطة غير قادرة على هذه المهمة بسبب الانقسام». وتشمل المبادرة الإسرائيلية المقترحة للتهدئة إقامة حاجز على محور صلاح الدين (فيلاديلفيا)، بحيث يقوم مهندسون أميركيون وألمان بمساعدة مصر في إقامته، لمنع تدفق السلاح من مصر إلى قطاع غزة. وحسب صحيفة «يديعوت احرونوت» فإن الولايات المتحدة وألمانيا وافقتا وتعهدتا بتقديم المساعدة لمصر بردم وتدمير الأنفاق القائمة.