قيادة عمليات بغداد تمنع النساء من دخول الكاظمية.. بعد تفجير نفذته انتحارية

مقتل شخصين وإصابة 31 آخرين في 6 انفجارات بالعاصمة العراقية

طائرة هليكوبتر عراقية تحلق فوق مرقد الإمام الحسين في كربلاء أمس في إطار تدابير أمنية استعدادا لإحياء ذكرى عاشوراء (أ.ف.ب)
TT

في الوقت الذي شهدت فيه العاصمة العراقية بغداد عدة تفجيرات أودت بحياة شخصين وجرح ما لا يقل عن 22 آخرين وفي أوقات متفرقة من يوم أمس، التي تزامنت مع الشعائر الدينية للمسلمين الشيعة، أعلنت قيادة عمليات بغداد عن قرارها منع دخول النساء إلى مدينة الكاظمية شمال بغداد اليوم وغداً، مع بلوغ شعائر إحياء عاشوراء ذروتها.

وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «شخصين قُتلا وأصيب ستة آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة قرب ملعب الشعب الدولي (وسط)»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وأعلنت الشرطة «إصابة 12 شخصاً بجروح في انفجار عبوتين ناسفتين في حي الكرادة (وسط)». وفي هجوم آخر، أدى انفجار سيارة مفخخة في منطقة أبو دشير (جنوب غرب) إلى إصابة خمسة أشخاص على الأقل بجروح، وفقاً لمصدر أمني. كما أصيب أربعة أشخاص بجروح في انفجار عبوة ناسفة بالتزامن مع مرور دورية للشرطة في شارع فلسطين (شرق). وأصيب أربعة أشخاص بجروح في انفجار عبوة ناسفة في شارع النضال (وسط)، وفقاً للمصدر ذاته.

إلى ذلك، قال اللواء قاسم عطا، المتحدث الرسمي باسم خطة فرض القانون في بغداد «إن قيادة العمليات قررت منع دخول النساء إلى مدينة الكاظمية على خلفية التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة العشرات من العراقيين مساء الأحد»، الذي نفذته امرأة ترتدي حزاماً ناسفاً بين جموع الزوار لمرقد الإمام الكاظم. وأشار عطا في تصريح لـ «الشرق الأوسط» إلى أن هذا الإجراء يأتي ضمن سلسلة إجراءات أمنية أخرى ستُفرض على العاصمة العراقية بغداد لتسهيل انسياب الزوار إلى العتبات المقدسة، ومن أجل الحفاظ على حياتهم خلال زيارة عاشوراء.

وتستعد العاصمة بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية لمراسم الزيارة إلى مرقدي الإمامين الحسين والعباس في مدينة كربلاء، وكذلك المراقد الأخرى كالإمام الكاظم في بغداد، والإمام علي في النجف. ووُضعت الأجهزة الأمنية والخدمية وجميع دوائر الدولة في حالة استنفار قصوى لاستقبال الزائرين ومواكب العزاء من داخل وخارج المدينتين. وأكد محافظ كربلاء أن «قيادة العمليات تتعاون مع الحكومة المحلية في كربلاء لوضع الخطة التي من شأنها أن تضطلع بمهام حفظ النظام والأمن والاستقرار وتقديم المظلة التي يتحرك من خلالها ملايين الزوار المتوقع حضورهم». وأضاف عقيل الخزعلي لـ «الشرق الأوسط» عبر الهاتف أن «الركن الأساسي في الخطة هو تقسيم كربلاء، خاصة مركز المدينة، إلى 8 أطواق أمنية كقواطع للمسؤوليات الأمنية» مشيراً إلى أن «هذه القواطع يتولاها قادة ميدانيون متمرسون لديهم إسناد من قبل القوة التنفيذية من أجهزة الجيش والشرطة، إضافة إلى الرفد المعلوماتي والتنسيقي من خلال دعم من مديريات قوى الأمن الداخلي وخاصة الاستخبارات ومركز الأمن الوطني ومنظومة الأمن التابعة لوزارة الدفاع وغيرها من التشكيلات الأمنية». وحول وجود خروقات أمنية قال الخزعلي «إلى الآن لم تحصل أية خروقات تذكر في المدينة، فهناك انسيابية واضحة لدى الأجهزة الأمنية وهناك تنسيق وتعاون واضح وجليّ بين الأجهزة الأمنية والهيئات والمواكب الحسينية، التي لديها أيضاً نوع من المهمة الأمنية من خلال تقديم المعلومات للأجهزة الأمنية إضافة إلى دورها المعتاد بإقامة الطقوس الخاصة بالمناسبة». وأكد الخزعلي أن «زيارة عاشوراء تأخذ الطابع المحلي لكن ذلك لم يمنع من وصول وفد من الزوار الأجانب والعرب وكذلك من عدد من المحافظات العراقية»، متوقعاً وصول ما بين مليونين إلى 3 ملايين زائر بينهم 50 ألف زائر من الدول العربية والأجنبية. من جهته، أكد قائد شرطة النجف أن «هناك أكثر من 40 ألف منتسب ينفذون الخطة الأمنية خلال شهر محرم الحرام، وهؤلاء يمثلون عناصر الجيش والشرطة والقوى الساندة للخطة الأمنية من دوائر الصحة، والماء، والمجاري، والكهرباء، والمرور، والدفاع المدني». وأضاف اللواء عبد الكريم العامري لـ «الشرق الأوسط» أن «القوات متعددة الجنسيات ستتولى مسؤولية الغطاء الجوي ضمن الخطة الموضوعة لحماية المدينة، مشيراً إلى أن «الخطة الأمنية تهدف إلى حماية المواطنين الذين يقيمون الشعائر الدينية داخل النجف خلال شهر محرم، وكذلك حماية الزائرين الذين يتوافدون من المحافظات الجنوبية مارّين بالنجف للتوجه إلى كربلاء المقدسة». وأشار العامري إلى أن «الخطة وضعت ثلاثة أطواق أمنية للمحافظة وقسمتها إلى ستة قطاعات، الطوق الخارجي سيكون من مسؤولية الجيش العراقي، والطوق الثاني تتكفله الشرطة الوطنية، أما الطوق على مدينة النجف القديمة ومدينة الكوفة فسيكون من واجب فوج الطوارئ الثاني مع الحرس الوطني».