أميركا تفتتح المقر الجديد لسفارتها في بغداد.. ونيغروبونتي يعتبره «رمزا قويا للإنجازات»

طالباني يدعو دبلوماسييها للعمل على تحسين العلاقات.. وكروكر يؤكد: العراق دخل عصرا جديدا

TT

شهدت بغداد أمس افتتاح واحدة من أكبر سفارات الولايات المتحدة في العالم بحضور الرئيس العراقي جلال طالباني ونائب وزيرة الخارجية الأميركية جون نيغربونتي.

  وقال نيغروبونتي، الذي كان أول سفير أميركي لدى العراق بعد الغزو عام 2003 «إن وجود القادة العراقيين في السفارة يحمل معاني كثيرة لي وللرئيس الأميركي ولأميركا.. اليوم نقف مع الرئيس العراقي في السفارة الأميركية بالعراق لنعلن أننا نعمل كشريكين قويين في بناء العراق الجديد». وأضاف «من هذه السفارة ستنجز عمليات تقديم الدعم الكامل للعراق، ومن هنا سيساعد آلاف الأميركيين من النساء والرجال في بناء العراق الجديد، وسنواصل العمل في تقديم الدعم الذي بدأه قبلنا الأميركيون العاملون في العراق منذ عام 2003، وأنا كنت ضمن الوفد المفاوض مع الحكومة العراقية لبناء السفارة الأميركية بالعراق، وقد عملت مع العراقيين لإجراء أول انتخابات في 2005 والتي كانت الخطوة الأخيرة نحو الحكم الديمقراطي، حيث تحدى أكثر من ثمانية ملايين عراقي الإرهاب لتحديد مصيرهم بأنفسهم». واعتبر انتخابات 2009 الحلقة الثالثة والأخيرة لانتقال السلطة بين العراقيين بشكل سلمي. وأضاف «أنا فخور لما حققه البلد حتى الآن، وان عودة القصر الجمهوري للحكومة العراقية يوم الخميس الماضي ورفع العلم الأميركي على السفارة الأميركية الجديدة هذا اليوم ما هما إلا رمزان قويان للإنجازات».

 وقال الرئيس طالباني من جهته «إن مبنى السفارة الأميركية في العراق هو تعبير عن الصداقة المشتركة بين البلدين»، داعيا العاملين في السفارة إلى تحسين العلاقات الثنائية على مختلف المستويات. وأضاف «هذا الصرح ليس مقرا للحكومة الأميركية فحسب، بل يعد تعبيرا عن الصداقة المشتركة بين الحكومتين والشعبين اللذين تربطهما علاقات مشتركة على المستوى البعيد». وأضاف رئيس الجمهورية أن «الشعب العراقي لن ينسى وقفة الأميركيين والتضحيات التي قدموها وستخلد هذه التضحيات في مسألتهم النضالية التي خاضوها منها العراق».  من جهته أشار السفير الأميركي رايان كروكر إلى أن أول قنصل أميركي وصل إلى العراق كان في عام 1889 أي أن الولايات المتحدة بدأت علاقتها مع العراق قبل ما يقرب المائة وعشرين عاما، وجمعتها معه لحظات مهمة على مر التاريخ المشترك. وتابع «منذ ذلك التاريخ لم يكن هناك أسبوع أكثر أهمية من الأخير الذي مر على الطرفين، ففي 31 ديسمبر (كانون الأول) تركنا القصر الجمهوري، ومنتصف الليلة نفسها انتهى مفعول قرار مجلس الأمن الذي كان يعتبر أن العراق يهدد الأمن والسلم الدولي، لكنه (العراق) أصبح يتولى قيادة العمليات الأمنية، لذا فإن علاقاتنا ستسترشد مستقبلا باتفاقيتين مهمتين الأولى الأمنية، والثانية الخاصة بالإطار الاستراتيجي».

كما أشار كروكر إلى أن العراق «دخل عصراً جديداً هذا اليوم الذي يرفع العلم الأميركي في السفارة، ودخلت العلاقات الثنائية العراقية - الأميركية حيزا جديدا بفضل التزام الجانبين بالتنفيذ من خلال تضحية العراقيين وحلفائهم في القوات متعددة الجنسيات».

ولفت كروكر إلى أنهم قدموا في الاتفاقية الأمنية تعهدات والتزامات. وقال «سنفي بها لمساعدة قوات الأمن العراقية في الحفاظ على الأمن». أما بالنسبة لاتفاقية الإطار الاستراتيجي فأوضح كروكر «أنها ستحدد علاقاتنا المشتركة وتحددها بمختلف الجوانب التي ستكون مكملة لما تم تحقيقه سابقا بين البلدين، تمثلت بمعاهدة التجارة والملاحة عام 1938، واتفاقية المساعدة والدفاع عام 1945، واتفاقية التبادل التعليمي لعام 1951، والاتفاقية الثقافية عام 1961». وتم البدء بإنشاء المقر الجديد للسفارة عام 2005 وانتهى عام 2008 بتكلفة وصلت إلى 592 مليون دولار، ويقيم ويعمل فيها ما يزيد على 1200 من الدبلوماسيين الأميركيين وأعضاء الخدمة والمسؤولين الحكوميين من 14 مؤسسة أميركية حكومية، وتتمثل واجباتهم ومهامهم في دعم الانتخابات المحلية والمساعدة في مكافحة الفساد والمساعدة في تطوير قطاعات الطاقة والنقل في العراق وتعزيز سلطة القانون، إضافة إلى تقديم التدريب الأمني والترويج للتبادل العلمي والثقافي، فضلا عن توسيع وتحسين دور الولايات المتحدة الدبلوماسي في عراق مستقل وذي سيادة.