المقاومون يلتحمون مع الجنود الإسرائيليين في معارك ضاريـة شرق مدينـة غزة

كتائب القسام تهدد بضم مزيد من المدن الإسرائيلية لدائرة القصف

فلسطينيون لجأوا إلى مدرسة تابعة إلى الأمم المتحدة في غزة هربا من الغارات الإسرائيلية أمس (إ.ب.أ)
TT

التحم المقاومون الفلسطينيون والجنود الاسرائيليون وجهاً لوجه على أطراف مدينة غزة امس في قتال شوارع شرس في مدينة غزة وذلك لأول مرة منذ بدء الهجوم البري قبل 60 ساعة. وقال مصدر عسكري اسرائيلي إن معارك عنيفة تجري منذ المساء (امس) داخل مدينة غزة. وأكد المصدر ان الجنود يتواجهون في معارك ضارية داخل هذا القطاع، وان الجيش اعتقل خلال توغله البري في أطراف قطاع غزة الحدودية عشرات النشطاء الفلسطينيين.

وزعمت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن المعتقلين وعددهم 100 «مسلحون فلسطينيون مشتبه فيهم بممارسة نشاطات إرهابية وينتمي بعضهم إلى حركة حماس». وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن «الهدف من اعتقال هؤلاء المسلحين هو إجراء التحقيق معهم لانتزاع معلومات استخباراتية منهم حول مواقع ومخابئ أفراد حركة حماس، كما يستهدف الإجراء استخدام هؤلاء المعتقلين مستقبلا كورقة مساومة في صفقة محتملة للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شليط».

ونقل عن شهود عيان فلسطينيين أن عشرات المقاتلين من عناصر حماس، ومن الجهاد الاسلامي ايضا، يشتبكون مع الجيش الاسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وأفاد المصدر نفسه بأن الانفجارات تسمع بقوة في هذا القطاع بينما شنت طائرات هليكوبتر اسرائيلية عسكرية غارات عدة.

وأعلنت حركة حماس في بيان أنها اطلقت قذائف مضادة للدروع على سبع دبابات على الأقل، في حين أعلنت الجهاد أن أحد عناصرها قتل في المعارك.

وفي الوقت الذي هددت فيه بإدخال مدن اسرائيلية جديدة في دائرة القصف الصاروخي، واصلت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس قصف المدن الإسرائيلية الكبرى. فأطلقت صباح أمس سبعة صواريخ من طراز «غراد» باتجاه مدينة بئر السبع في صحراء النقب، التي تبعد مسافة 40 كيلومترا للشرق من قطاع غزة، ومدينة اسدود التي تقع على مسافة 38 كيلومترا شمال القطاع، ومدينة عسقلان التي تقع على مسافة 20 كيلومترا شمال القطاع. وذكرت مصادر طبية إسرائيلية أن القصف الذي استهدف عسقلان اسفر عن اصابة 9 إسرائيليين، في حين لم يؤد القصف الذي استهدف بئر السبع واسدود عن اصابات. وفي بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، أعلنت «كتائب القسام» انها قصفت لاول مرة قاعدة «حتسور» الجوية في النقب، الى جانب قصف القاعدة العسكرية الإسرائيلية قرب كيبوتس ناحل عوز، مشيرة الى أنه تم قنص احد الجنود الاسرائيليين غرب بلدة بيت لاهيا، اقصى شمال غربي القطاع. واضافت الكتائب أنها حاصرت قوة إسرائيلية شرق جباليا واشتبكت معها. واكدت المصادر الإسرائيلية أن 16 صاروخاً سقطت على المستوطنات في محيط القطاع منذ صباح امس.

وحسب اعترافات الجيش الإسرائيلي فقد اصيب 60 جنديا بالاضافة الى مقتل آخر منذ أن شرعت اسرائيل في عمليتها البرية على القطاع. وذكرت النسخة العبرية لصحيفة «يديعوت أحرنوت» على شبكة الانترنت أن 25% من سكان مدينة عسقلان التي يقطنها اكثر من 120 الف نسمة، فروا منها بسبب الخوف من صواريخ المقاومة.

الى ذلك ذكرت صحيفة «هآرتس» في عددها الصادر امس إن طاقماً يضم موظفين في وزارة الخارجية والجيش والاستخبارات العسكرية شرع في بلورة ورقة شروط إسرائيلية لوقف إطلاق النار وينهي الحرب في غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن اسرائيل تريد ضمانات بوقف تهريب السلاح على أن يتم ذلك من خلال جهاز رقابة دولي بمشاركة مصر والولايات المتحدة والإدارة الاميركية. وأشارت الصحيفة الى إن الإدارة الأميركية تؤيد الموقف الإسرائيلي، وتريد مساعدة مصر على تشديد رقابتها للحدود مع القطاع. واكدت الصحيفة أن إسرائيل ترفض صيغ مشاريع قرارات تتبلور في العالم تربط بين التهدئة وفتح معابر قطاع غزة، وتشدد على أن هذا الربط مرفوض كلياً على إسرائيل، لأنها تعتبر المعابر رافعة ضغط لها للتأثير على حركة حماس في غزة. واشارت الصحيفة الى أن إسرائيل لم تقرر بعد ما إذا ستوافق على مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) في المحاولات للتوصل إلى تهدئة مع قطاع غزة، على اعتبار أن من شأن هذه الخطوة أن تكون فاتحة أمام مصالحة فلسطينية داخلية.