مقتل 3 ضباط وجنديين إسرائيليين وجرح حوالي60 منذ بدء العدوان البري على غزة

القوات البرية تستنجد بسلاح الجو كلما اصطدمت بكمين فلسطيني

جنديان اسرائيليان يحملان معداتهما على الحدود مع غزة امس ( إ ب أ)
TT

شهدت المعارك بين القوات البرية الاسرائيلية والمقاومين الفلسطينيين من شتى الفصائل؛ وفي مقدمتهم مقاتلو حركة حماس، أمس، تصعيدا كبيرا، في جميع مناطق الاحتكاك في قطاع غزة. واعترفت مصادر عسكرية اسرائيلية بجرأة المقاتلين الفلسطينيين الذين بدأوا بالخروج لمواجهات مع الاسرائيليين من داخل الخنادق والأنفاق. وحسب هذه المصادر، فان المقاومين الفلسطينيين يحاولون بكل قوتهم خطف جنود اسرائيليين. وفي المقابل، تبادر القوات الاسرائيلية الى الهجوم على مناطق وجود المقاتلين وقادتهم. ولكن عندما يصطدم الجنود بكمائن أو بيوت ملغومة، يستنجدون بطائرات سلاح الجو، التي تمطر الهدفَ بقذائف ضخمة تصل زنتها الى طن وأكثر. وزعمت مصادر عسكرية ان القوات الإسرائيلية تمكنت من تثبيت احتلالها للعديد من المواقع التي وصلت اليها باليومين الأخيرين؛ وأهمها تلة ابو الريش مطلة على مخيم جباليا للاجئين، وفي عمارات شاهقة بمداخل مدينة غزة. وبدأت هذه القوات في المبادرة الى تحديد أهداف عينية في البيوت المجاورة لتلك المواقع، وبينها بيوت وصلت معلومات استخبارية حسب المزاعم الاسرائيلية تقول ان عددا من قادة حماس يوجدون فيها. ويحاول الجنود عادة احتلال هذه البيوت بيتا تلو الآخر. وفي حالات كثيرة، يجدونها خالية أو توجد فيها نساء وأطفال من دون رجال. وخلال عمليات الاقتحام هذه ينقض مقاتلو حماس أو غيرها من التنظيمات المسلحة منها سرايا القدس ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، على القوات الاسرائيلية أو بالظهور أمامها ثم الهرب بهدف جر جنود الى مناطق جانبية وخطفهم. وتعترف اسرائيل بأن العمليات البرية أسفرت حتى الآن عن مقتل 5 عسكريين اسرائيليين، ثلاثة منهم ضباط، وبينهم جندي عربي شاب (يوسف معدي، وهو نجل موظف في وزارة الدفاع الاسرائيلية مسؤول عن التنسيق مع السلطة الفلسطينية في الشؤون الزراعية، وعمره 19 عاما) وجرح حوالي 60 جندياً. ويقول الاسرائيليون إنهم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة قتل أكثر من 100 مقاتل فلسطيني (الجهاد الاسلامي أعلنت عن استشهاد اثنين من مقاتليها) وجرح 300 واعتقال حوالي 30 مقاتلا، بينهم واحد حاول تنفيذ عملية انتحارية في تجمع للجنود الاسرائيليين لكنهم نجحوا في شل حركته واعتقاله. وادعت اسرائيل ان أربعة من القتلى الاسرائيليين سقطوا بقذائف صديقة نتيجة لأخطاء في التحقق من هوية المحاربين. وحسب هذا الادعاء، فإن قذيفتين أطلقتا من دبابة تابعة للواء غولاني وقذيفة ثالثة من سلاح المظليين، باتجاه الجنود الاسرائيليين بعد أن اعتقدوا أنهم من مقاتلي حماس. وأرسل طاقم للتحقيق في الموضوع خلال القتال. وتم تغيير المسؤولين عن الخطأ. ولخص ناطق عسكري العمليات بالقول إن الجيشَ الاسرائيلي يسيطر بالكامل على المنطقة ويشل حركة حماس وينجح في ابقاء قادتها بعيدة عن بعضها بعضا وعن جمهور مواطنيها. ولكنه أضاف ان مقاتلي حماس يفاجئون قواته بمستوى القتال والإصرار وبالكمائن المحكمة وبكمية الأسلحة التي يمتلكونها ومستواها الحربي. وأشار الى ان حماس ما زالت تتمتع بقدرة عالية على إطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل وإنها تمكنت أمس من قصف بلدة جديرا، البعيدة عن قطاع غزة 50 كيلومترا الى الشمال الشرقي، حيث سقط عليها صاروخ «غراد» وأصيبت احد سكانها بجراح.