الخارجية السودانية: صدور قرار بتوقيف البشير لن يفاجئنا

السفارة الأميركية تعزز إجراءاتها الأمنية تحسبا لتداعيات أي قرار من الجنائية

TT

قطعت الخرطوم بأن إي قرار يصدر من المحكمة ضد الرئيس عمر البشير لن يكون مفاجئا لها. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية علي الصادق في تصريحات صحافية أمس، إن جهود حل الأزمة في إقليم دارفور ستمضي وفق المرسوم لها، وأضاف أن اي قرار يصدر من المحكمة بشأن الرئيس البشير لن يكون مفاجئا للحكومة.

ووجه الصداق هجوما عنيفا على المحكمة الجنائية، واعتبر ان صدور القرار بالتزامن مع قدوم إدارة اميركية جديدة في البيت الأبيض يهدف إلى تعكير علاقات السودان معها وهو ما تسعى الحكومة لإبطاله عبر زيارة النائب الأول للرئيس سلفاكير ميارديت لواشنطن الآن.

واعتبر الصادق العرض المقدم من الرئيس الاميركي بوش بنقل احتياجات قوات حفظ السلام في دارفور «يونميد» بأنه خطوة ايجابية تأتي في إطار الدعم الاميركي اللوجستي للعملية والمساعدة في نشر قوات الهجين بأسرع ما يمكن، ونفى الناطق الرسمي بان تكون للخطوة الاميركية علاقة بمحكمة الجنايات الدولية حسب ما تروج له بعض المصادر، وقال إن العرض الاميركي للمساهمة في الإسراع لنشر الهجين ستتم هذه العملية تحت إشراف الأمم المتحدة وليس الإدارة الاميركية. وقال الصادق إن العرض الاميركي يأتي التزاما لوعد قطعته وزيرة الخارجية الاميركية والمبعوث الاميركي للسودان لنائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وحسب الصادق فان الخطوة وان جاءت متأخرة بعض الشيء» الا اننا نأمل في ان تساهم في الجهود المبذولة بواسطة الاتحاد الافريقي والامم المتحدة وبعض الدول المهتمة بإكمال نشر القوات الهجين لحفظ السلام في دارفور وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1769 الخاص بنشر هذه القوات، واضاف ان هذه الخطوة ستبحث في اجتماعات الآلية الثلاثية في أديس أبابا منتصف الشهر الحالي. وفي نفس الوقت، لاحظت «الشرق الأوسط» انهماك مجموعة من العاملين في نصب طوق أمني جديد من «السلك الشائك» حول مبنى السفارة في الخرطوم، في مشهد تكرر للمرة الثانية خلال اقل من شهر، حيث نشرت السفارة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مجموعة من الحواجز الاسمنتية الضخمة حول مبناها الواقع على شارع علي عبد اللطيف الشهير وسط العاصمة السودانية. وربط المراقبون في الخرطوم تلك الاجراءات باجواء احتمالات صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير، وأية تداعيات محتملة في هذا الشأن. وفي سياق التحركات الدبلوماسية، يبدأ المبعوث الصيني للسودان «ليو قوى جيم» اليوم مباحثات مع المسؤولين في الخرطوم، تتناول الأزمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية، وقال ميرغني محمد صالح سفير السودان لدى الصين، ان زيارة المبعوث الصيني للبلاد تعد الثالثة وتهدف إلى دفع العملية السلمية في دارفور بجانب التباحث في مسألة المحكمة الجنائية الدولية خلال لقاءاته مع المسؤولين، وفي مقدمتهم الرئيس البشير ووزير الدولة بالخارجية علي أحمد كرتي، ووكيل وزارة الخارجية الدكتور مطرف صديق.