اكتشاف جين يساعد على انتشار السرطان

شذوذ جيني يؤدي إلى تضاعف نسخه في الأورام الخبيثة

TT

قال باحثون أميركيون انهم عثروا على جين منفرد، يبدو أنه يلعب دورا حاسما في سرطانات الثدي المميتة، اذ يزيد من احتمال انتشار السرطان، ويجعله مقاوما للعلاج الكيميائي.

وتوصل الباحثون الى أن المصابات بسرطان الثدي العدواني، لديهن تغيرات جينية شاذة في جين يطلق عليه «إم تي دي اتش»، وان العقاقير التي تعيق عمل الجين ربما تمنع نمو أو انتشار الاورام وهو ما يزيد من فرص المرأة في النجاة.

وقال مايكل ريس، من معهد نيوجيرسي للسرطان في نيو برونسويك، الذي تنشر دراسته في دورية «خلية السرطان»، اول من امس انه «لم يتم فقط التعرف على جين منتشر جديد، وانما على واحد من جينات قليلة مماثلة، تم تفسير أسلوبها المحدد في الحركة». واضاف ان «هذا يمنحنا فرصة حقيقية لتطوير عقار يعوق الانتشار». ويعد وقف انتشار السرطان أمرا مهما، بالرغم من ان أكثر من 98 بالمائة من المريضات بسرطان الثدي غير المنتشر، يعشن خمس سنوات أو أكثر، فيما تنجو 27 بالمائة فقط من المريضات اللواتي انتشر لديهن السرطان الى أعضاء أخرى. واستخدم ريس وبين كانج من جامعة برينستون عدة مداخل بحث مختلفة للتوصل الى الجين الذي يساعد خلايا الورم على التشبث بالاوعية الدموية في الاعضاء البعيدة. ووظف قواعد بيانات ضخمة على الكومبيوتر عن أورام الثدي، ووجد أن قطعة صغيرة من الكروموسوم البشري 8 تكررت عدة مرات لدى مصابات بأورام عدوانية في الثدي. وبينما يحتوي مسلسل الحمض النووي على نسختين فقط من الجين، وجد الباحثان أن بعض أورام الثدي يكون بها ما يصل الى ثماني نسخ من هذا الجين، ثم انتقل الباحث الى عينات لأورام ثدي مأخوذة من 250 مريضة وذلك للبحث عن الشذوذ الجيني ووجد أن جين «إم تي دي اتش» كان نشطا بإفراط أو ظاهرا في الاورام العدوانية. وقال كانج ان «هذا الجين موجود في كل واحدة من خلايانا» ونقلت عنه وكالة رويترز انه «بطريقة ما يحصل الورم على نسخ اضافية وهي تتوفر فيه بافراط.. شاهدنا 30 الى 40 بالمائة من الاورام تعبّر عن وجود هذا الجين بافراط».

ثم حقن الباحثون فئران تجارب بخلايا سرطانية من مريضات لديهن هذا الشذوذ الجيني ووجدوا أن الفئران شكلت أوراما من المرجح بدرجة أكبر أن تنتشر. كما كان من المرجح بدرجة أكبر أن تقاوم العلاج التقليدي بعقاقير العلاج الكيميائي. لكن عندما غيروا هذه الاورام جينيا بمنع جين «إم تي دي اتش» أصبحت خلايا السرطان أقل قدرة على الانتشار وأكثر قابلية للعلاج الكيميائي. وقال كانج انه يأمل أن تؤدي هذه النتائج الى عقاقير لا تمنع انتشار سرطان الثدي فحسب وانما تجعله كذلك أكثر استجابة للعلاج. واضاف ان جين «إم تي دي اتش» ربما يلعب كذلك دورا في أنواع أخرى من السرطان ومنها سرطان البروستاتا.