موريتانيا: انتخابات الرئاسة في مايو.. ودعوة العسكريين للاستقالة إذا أرادوا الترشح

نواكشوط استدعت سفيرها بتل أبيب.. وتزايد الدعوات لقطع العلاقات

TT

أفاد قادة سياسيون في موريتانيا بأن المجلس العسكري الحاكم سينظم انتخابات رئاسية في مايو (ايار) المقبل. ونقلت وكالة «رويترز» عن تقرير صدر عن المشاركين في اللقاءات التشاورية التي ينظمها المجلس الحاكم بهدف حل الأزمة السياسية الناجمة عن انقلاب 6 اغسطس (آب) الماضي، ان الجولة الاولى من الاقتراع في أول انتخابات منذ انقلاب أغسطس ستجري في 30 مايو. وأضاف التقرير أن الدورة الثانية ستجري في 13 يونيو (حزيران) المقبل إذا دعت الحاجة اليها. وأبلغ وزير الاتصال محمد عبد الرحمن ولد معين رويترز بأن على أفراد القوات المسلحة التخلي عن مناصبهم العسكرية اذا أرادوا الترشح.

وكان الجنرال محمد ولد عبد العزيز رئيس المجلس العسكري الذي أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطيا لموريتانيا، قال إنه سيلتزم بأي قرارات تتخذ خلال الحوار الوطني، وكان مفترضاً أن يوافق عبد العزيز على موعدي إجراء الانتخابات في حفل ختامي أمس. وسبق لعبد العزيز أن تعهد بإجراء انتخابات، لكنه لم يحدد موعداً.

وحول شأن آخر، استدعت وزارة الخارجية الموريتانية أول من أمس السفير الموريتاني في تل ابيب للتشاور معه حول الوضع الجاري في الأراضي الفلسطينية احتجاجا على استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، بينما تواصلت ردود الفعل المنددة بهذه الاعتداءات في أنحاء موريتانيا. وتأتي هذه الخطوة في وقت تزايدت دعوات القوى السياسية الموريتانية بمختلف أطيافها لقطع هذه العلاقات وطرد السفير الإسرائيلي في نواكشوط.

وتتواصل لليوم العاشر على التوالي في شوارع العاصمة نواكشوط المسيرات الشعبية المناوئة للاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة. وتوجه أول من أمس المئات من طلاب الجامعات وعمال القطاع الخاص والقادة السياسيين إلى السفارة الإسرائيلية في حي تفرغ زينة في محاولة لاستهدافها، لكن قوات مكافحة الشغب تدخلت لتفريق المتظاهرين وأطلقت الغازات المسيلة للدموع، مما تسبب في إصابة البعض منهم.

وكان مفترضا أن تنطلق مساء أمس مسيرة حاشدة تشارك فيها مجموعات كبيرة من البرلمانيين والمسؤولين الحكوميين والبرلمانيين والشيوخ للتعبير عن مشاعر الغضب التي تنتاب الشارع الموريتاني إثر الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين.

وأقامت موريتانيا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل سنة 1999 حين كان نظام الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع يبحث عن دعم الولايات المتحدة لنظامه بسبب تراجع النفوذ الفرنسي وتوتر العلاقة بين نواكشوط وباريس نتيجة عدم ثقة ولد الطايع في إمكانية الحصول على الأمان في وجه منظمات دولية في ملفات حقوق الإنسان.

وتعاقب ثلاث سفراء اسرائيليين على موريتانيا، في حين ظلت نواكشوط تعتمد أحمد ولد تكدي سفيرا في تل أبيب منذ نحو 10 سنوات. وحاولت حكومتا البلدين التظاهر بتفعيل مجالات التعاون بينهما، وهو أمر لم تنجحا فيه باستثناء إقامة منشأة صحية لمعالجة أمراض السرطان لم يكتمل تجهيزها، وسبق لوزير خارجية إسرائيل السابق سيلفان شالوم أن زار موريتانيا وسط غضب شعبي عارم على الزيارة.