المغرب: معتقلو السلفية الجهادية يشكون «حرمانهم من بعض الحقوق»

انتقدوا في رسالة زيادة فترة إبقائهم في الزنازين وتقليص فترة الخلوة الشرعية

أقارب معتقلين ينتظرون خارج السجن المحلي بمدينة طنجة في 14 فبراير 2008 (ا.ف.ب)
TT

اشتكى معتقلو تيار السلفية الجهادية بسجن مدينة طنجة (شمال المغرب)، مما اعتبروه ممارسات من المدير الجديد للسجن تحرمهم من عدد من الحقوق، وذلك في رسالة وجهوها إلى المندوب العام للسجون، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها، عبر جمعية «النصير للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين». ويقول موقعو الرسالة «إن مدير السجن فرض مجموعة من التدابير والإجراءات حولت السجن إلى بركان موقوت، وإلى صفيح ساخن، بسبب سياساته وقوانينه الظالمة والمخالفة لكل ما أقرته المواثيق الدولية والهيئات الحقوقية» حسب تعبيرهم. واستشهدوا على ذلك «باعتماده لتوقيت جديد، سماه: التوقيت المستمر، حيث تفتح الأبواب صباحا، من الساعة التاسعة إلى الحادية عشرة، ومن الواحدة إلى الثالثة زوالا، وهذا يعني بقاءنا لأزيد من سبع عشرة ساعة داخل الزنازين، مع حرماننا من الفسحة والهواء الطلق، يومي السبت والأحد، ثم حرماننا من رؤية أطفالنا بسبب تزامن الزيارات العائلية مع وقت الدراسة في آن واحد» كما تقول الرسالة. وأضاف موقعو الرسالة في شكواهم أن المدير وضع حدا لتنقلهم من حي لآخر، داخل المعتقل، ما أدى إلى انقطاع التواصل بين المعتقلين، كما منع كل الأنشطة الثقافية والرياضية، وتم حرمان طلبة الإعلاميات والطلبة الجامعيين من المركز التربوي والفضاء المتميز بوجود المكتبة وقاعة الإعلاميات.

واشتكى معتقلو السلفية الجهادية أيضا من حرمانهم من أداء صلاة الجماعة في مسجد المؤسسة خاصة صلاة العصر، ومن «اختزال ساعات الاستفادة من الزيارة الحميمية (الخلوة الشرعية) في ثلاث ساعات بدلاً من ست ساعات»، إضافة إلى «غلق قاعة كانت مخصصة لزيارة شهرية بين المعتقلين وأطفالهم في جو رحب ومناسب، وتعقيد الإجراءات لزيارة الطبيب داخل السجن فضلا عن الحصول على ترخيص لاجراء فحوصات طبية خارج المستشفى، وتدني المستوى الصحي والغذائي، وانعدام وسائل النظافة، ما تسبب في ظهور أمراض جلدية بين المعتقلين». وتضمنت الشكوى أيضا إشارات إلى ظروف أخرى تسببت في خلق مزيد من المعاناة بالنسبة لهم، ما دفع بعضهم إلى التعبير عن الرفض والاحتجاج بطرق وصيغ مختلفة.

وأوضح موقعو الرسالة أنهم حاولوا لقاء المدير، جماعة وفرادى، كما حاولوا رفع رسائل وشكاوى إليه، ثم بعثها إلى المدعي العام، دون أن يتمكنوا من ذلك. وختموا شكواهم بإعلانهم «اتخاذ وسائل نضالية قانونية من عرض القضية بتفاصيلها على وسائل الإعلام والهيئات الحقوقية وما يرافق ذلك من إضرابات وغيرها» مطالبين بالإنصات إليهم ووضع حد لمعاناتهم. ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» معرفة وجهة نظر مدير السجن بمدينة طنجة في الموضوع، رغم محاولات الاتصال به. وتأتي هذه الرسالة عقب ما يروج من أخبار حول قيام المندوب العام للسجون بزيارات تفقدية إلى عدد من المراكز السجنية بالمغرب، قصد الاستماع إلى شكاوى المعتقلين، والبحث عن الصيغ الملائمة لأنسنة شروط الاعتقال، والعمل على تحسينها.