قيادة عمليات بغداد: منع النساء من دخول الكاظمية بتوجيه من الوقف الشيعي

نسوة ينتظرن وأخريات عُدن أدراجهن وجنود يفرقونهن بدعوى وجود انتحاريات

جنود عراقيون يمنعون نساء من دخول منطقة الكاظمية في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

فيما توقع الناطق الرسمي باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا، إمكانية تنفيذ هجمات تستهدف مواكب عاشوراء، داخل وخارج منطقة الكاظمية في بغداد، كتلك التي نفذتها امرأة قبل عدة أيام، واستهدفت زوار الإمام موسى الكاظم؛ وقفت عشرات النساء قرب أحد مداخل الكاظمية، في محاولة للمشاركة في إحياء ذكرى عاشوراء، التي بلغت ذروتها منتصف ليلة أمس، بعد قرار السلطات السماح للذكور فقط.

وقُتل 35 شخصاً على الأقل، نصفهم من الإيرانيين، وأصيب نحو 70 آخرين بجروح، عندما فجرت انتحارية، ترتدي حزاماً ناسفاً نفسها قرب ضريح الإمام موسى الكاظم، أثناء إحياء طقوس عاشوراء، الأحد الماضي.

وحول الإجراءات الأمنية في منطقة الكاظمية، قال عطا لـ «الشرق الأوسط» «لقد أصدرنا وصايا أمنية وإجراءات احترازية، كما نشرنا عدداً كافياً من القطاعات، بعد أن وردتنا بعض المعلومات الاستخباراتية، وأنا لا أخفي أن المجاميع الإرهابية ستحاول تجنيد انتحاري أو انتحارية، بغرض القيام بعمليات داخل أو خارج منطقة الكاظمية، التي تستقبل جموعاً من الزوار هذه الأيام».

وأضاف اللواء عطا «بدأنا إجراءات تفتيش دقيقة، لكن الذي حدث مؤخراً في الكاظمية (التفجير الانتحاري الذي نفذته امرأة) كان حادثاً مؤسفاً ومتوقعاً، وأعتبره خرقاً أمنياً، وقد شكلتُ على إثره هيئة تحقيقية عُليا، من مكتب القائد العام للقوات المسلحة. واللجنة تباشر أعمالها حالياً، وتبين أن هناك خرقاً أو إهمالاً قد حدث في أحد الأطواق الأمنية، حيث تتكون مدينة الكاظمية حالياً من ثلاثة أفواج؛ فَوْجين من الشرطة الوطنية، والثالث من الجيش. وحتى نعطي صورة شفافة عن الموضوع، نقول، إن المجاميع قد تحول دون تنفيذ عمل إرهابي آخر، داخل أو خارج الكاظمية، خلال اليوم (غداً) أو غداً (بعد غد)». وبشأن أسباب منع المواكب الحكومية من دخول المناطق المقدسة لدى الشيعة خلال مراسم عاشوراء، وكذلك منع النساء، قال عطا «أصدرنا هذه التعليمات في بغداد وكربلاء، بسبب ازدياد أعداد الزائرين من جهة، وعدم استيعاب المدن المقدسة لمثل هذه الأعداد، وخوفاً عليهم من الاستهداف، خاصة من قبل الانتحاريات». وأضاف أن «مدينة الكاظمية مدينة صغيرة، ولا تتسع للرجال والنساء معاً، وعملية تفتيش الرجال صعبة، وتفتيش النساء أصعب، خاصة مع وجود ملايين الزوار، ولذلك نريد الحفاظ على نسائنا، ونجعل الموضوع يتعلق بالرجال فقط، فهناك مواكب حسينية تحتاج لطرق خاصة وانسيابية، وإذا كان هناك تداخل بين الرجال والنساء فستصعب السيطرة على الأمر».

وأكد عطا أن قرار منع النساء من دخول الكاظمية «مقترح من الوقف الشيعي، وإدارة العتبة الكاظمية، وقد طلبوا منا التعاون في منع دخول النساء للكاظمية يومي التاسع والعاشر من محرم، كما منعنا دخول المركبات بكل أنواعها، بما فيها التابعة للمسؤولين الحكوميين، حتى انتهاء مراسم عاشوراء».

إلى ذلك، تجمعت النسوة في تقاطع عدن في حي الكاظمية، شمال بغداد، بعد أن صدر قرار بمنعهن من دخول الكاظمية، وتمركز الجنود والشرطة في أماكن محددة، واضعين أسلاكاً شائكة حولها، تمنع الاقتراب منها.

ووقفت زهراء محمود، الموظفة في دائرة الجنسية مع زوجها وأطفالها الثلاثة، أمام نقطة تفتيش، محاولة إقناع أحد الجنود بالسماح لها بدخول المنطقة لزيارة عائلتها.

وتقول «جئت اليوم مع أطفالي وزوجي لزيارة عائلتي، وفوجئت بهذا القرار، وكنت أنوي اغتنام يومي العطلة، لزيارة ضريح الإمام موسى الكاظم، وتفقد أهلي (...) لا أعرف إلى أين سأتجه الآن، فهل أعود إلى منزلي؟ أم أنتظر لعلهم يسمحون لي بالدخول».

وتجلس إحدى العجائز، مع قريناتها وفتيات في مقتبل العمر، على جذع نخلة قرب نقطة التفتيش ينتظرن السماح لهن بالدخول، وتقول أم محمد التي اعتادت زيارة الضريح سنوياً «لم نعلم بهذا القرار، وجئنا من شارع فلسطين (شرق بغداد) وها نحن نجلس وننتظر، وربما نعود أدراجنا دون جدوى».

وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية أفاد أن الأجهزة الأمنية في نقاط التفتيش لا تسمح بدخول النساء، إلا إذا كانت لديهن بطاقات تؤكد أنهن من سكان المنطقة.

في غضون ذلك، ينتشر جنود يعملون على تفريق النسوة قائلين إن هناك معلومات حول وجود انتحاريات يحاولن استهداف التجمعات، وفقاً لأحد الجنود، الأمر الذي يمنع دخول النسوة إلى الحي الشيعي.

وتقول عجوز إنها من سكان الكاظمية و«أعاني من مرض السكري، ولا أستطيع الوقوف على قدمي أكثر من اللازم» في حين تسقط إحدى المسنات أرضاً، فيسارع بعض الجنود لنقلها إلى سيارة إسعاف.

من جهتها، انتشرت قوات أميركية في تقاطع عدن، وراء نقاط التفتيش العراقية. ويضم مرقد الكاظمية ضريحي الإمام موسى الكاظم، سابع الأئمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية، وحفيده الإمام محمد الجواد.

والكاظمية واحدة من أربع عتبات مقدسة لدى الشيعة في العالم، بالإضافة إلى مقام الإمام الحسين في كربلاء، ومرقد الإمام علي في النجف، والإمامين علي الهادي وحسن العسكري في سامراء.