الروائي الجزائري الطاهر وطار يتماثل للشفاء بعد عملية جراحية بباريس

المدافع عن «المظلومين السياسيين» أسس جمعية شعارها «لا إكراه في الرأي»

TT

خضع الروائي الجزائري الطاهر وطار لعملية جراحية ناجحة بباريس أمس، إثر إصابة في عظم الكتف عانى منها سنوات. وحظيَّ الروائي المثير للجدل بمواقفه وأفكاره، بعناية خاصة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي ظل على اتصال معه بالهاتف طيلة أيام استشفائه السبعة بفرنسا. وزار وطار نخبة من المثقفين؛ ضمنهم مدير معهد العالم العربي بباريس والمفكر السوري برهان غليون. كما زاره عددٌ من الشعراء والأدباء الفرنسيين. وتلقى اتصالاتٍ من الجزائر للاطمئنان على حالته. وصرح وطار أن الرئيس بوتفليقة يتابع حالة الصحية، وأن كبار المسؤولين في الدولة اتصلوا به يتمنون له الشفاء.

ونقل عنه أن ضباطاً كباراً بالمؤسسة العسكرية، وأشخاصاً يعتبرهم خصوماً زاروه في مستشفى سان ميشال بباريس. ومن بين ما قاله: «لقد غاب حس من كنت أظنهم أصدقاء أو زملاءَ». وحسب مصادر طبية جزائرية، فإن وطار نقل إلى الخارج للعلاج بأمر من الرئيس بوتفليقة.

ويعتبر وطار من أكثر الأسماء الأدبية إثارة للجدل في الجزائر، فهو مَحَلُ احترام وتقدير الشارع الجزائري لصراحته وتعاطفه المعلن مع مَنْ يسميهم في كتابته «المظلومين سياسياً»، وهو مدافع شرس عن اللغة العربية ومناصر قوي للإسلاميين الذين يعتبرهم «ضحية السياسة». ويقول وطار «لقد اتهمت بالزندقة والكفر، لكنني أنا مَنْ أسسَ إذاعة القرآن الكريم في الإذاعة الوطنية، وبفضلها ألقى المئاتُ من الشبان السلاحَ، وعادوا إلى المجتمع، وقالوا بألسنتهم إن إذاعة القرآن هي سبب توبتهم». ويرأس وطار جمعية «الجاحظية» الثقافية التي أسسها عام 1989، في خضم الإرهاب الذي اكتسح الجزائر، وفي ظل تصاعد الموت المجاني الذي طال الكتابَ والصحافيين وأصحاب الرأي بداية التسعينات. وبرزت جمعية الجاحظية إلى الوجود بديلاً لدوامة العنف ولإبراز طاقات الإبداع لدى الشعب الجزائري. وتتخذ الجمعية التي ذاع صيتها في الوطن العربي شعارَ «لا إكراه في الرأي». وكان هذا شعار قد رفعه وطار أواخر الثمانينات حين رأى تعصب الناس من حوله لآرائهم وعدم القبول بالآخر. ويبرر الروائي سبب اختياره لهذا الشعار بقوله: «أصل الأزمة في العالم العربي والإسلامي ثقافية أولا قبل أن تكون سياسية، وهي أزمة الضمير وأزمة الهوية، فرأينا التركيز على العمل الثقافي بدون تعصب». وتحفل المكتبة الجزائرية والعربية بعديدِ المؤلفاتِ التي أسرت القراءَ بروعتها. فقد ألف وطار «اللاز» و«الزلزال» و«الحوات والقصر»، و«عرس بغل» و«العشق والموت في الزمن الحراشي» و«تجربة في العشق» و«الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء»، إضافة إلى مجموعاته القصصية منها «دخان من قلبي» و«الطعنات» و«الشهداء يعودون هذا الأسبوع» التي حولت إلى عمل مسرحي فيما بعد. وترجمت جميع أعمال وطار إلى عدة لغات؛ مثل الصينية والروسية والألمانية علاوة على الإنجليزية والفرنسية.