نصر الله: سنخاصم من يتواطأ على غزة ومقاومتها.. وما نطلبه من مصر فتح معبر لا فتح جبهة

قال إن تجربتي حرب لبنان وغزة «حسمتا النقاش» حول الاستراتيجية الدفاعية

TT

وعد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله «الصهاينة بأنهم سيكتشفون ان حربهم في تموز 2006 ستكون نزهة إذا ما قيست بما أعددناه لهم أمام أي عدوان جديد». وفيما دان عجز مجلس الأمن عن إدانة إسرائيل، سأل: «كيف يمكن أن يحمي (المجلس) شعبا وينصف قضية». وتوجه الى مصر قائلا «نحن لم نخاصم ولم نعاد من تواطأ علينا من العرب في حرب تموز، ومن اتهمنا وأساء إلينا وشارك في دمائنا، ولكننا سنخاصم ونعادي من يتواطأ على غزة وأهلها ومقاومتها، ومن يشارك في دمائها ويسد عليها أبواب الحياة والخلاص».

وتساءل: «هل يحتاج النظام المصري الى أكثر من 650 شهيدا ليفتح معبر رفح؟». وأكد في الخطاب الذي ألقاه امس في ختام مسيرة العاشر من محرم التي نظمها الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت وبث عبر شاشة عملاقة، ان «تجربتي تموز 2006 وغزة حسمتا النقاش حول استراتيجية دفاعية هنا او هناك»، معتبرا أن «خيار المقاومة الشعبية المسلحة هو الأقوى والأفضل لمواجهة اعتى الجيوش». وقال: «هذا الكيان الصهيوني القائم على اغتصاب الأرض وانتهاك المقدسات وسفك الدماء وقتل الأطفال وبقر بطون الحوامل وارتكاب المجازر، إن أقل واجب علينا جميعا ألا نعترف بشرعيته وألا نعطيه الشرعية التي يطلبها، أيا تكن العواقب والتبعات والتضحيات... إن ما يجري اليوم من حرب مجرمة على أهلنا في غزة التي تؤكد الحقيقة المتوحشة والعدوانية والعنصرية لإسرائيل، يجب ان يكون دافعا قويا وإضافيا لرفض الاعتراف بهذا الكيان». واضاف: «قطع العلاقات مع إسرائيل ووقف كل أشكال التطبيع معها وإعطاء الوصف الحقيقي لما ترتكبه من مجازر في غزة هي من ابسط الواجبات على الحكام والشعوب في هذه المرحلة واوضحها». ورأى ان «هذا الكيان المجرم يجب ان يعاقب على جرائمه، لا ان يكافأ وان تقدم له المكاسب والهدايا مقابل من ذبحهم من أطفال ونساء وأهل غزة. وأؤكد لكم ان شعوب امتنا ستعاقب هذا الكيان وقادته على جرائمه...ان مسؤوليات الحكومات العربية اليوم ان تكون بجانب الشعب والمقاومة في فلسطين، وليس وسيطا بينها وبين الاحتلال، وان تساعد المقاومة على تحقيق هدفها في وقف العدوان وفك الحصار لا في الضغط عليها للقبول بشروط إسرائيل المذلة. بالأمس قال مسؤول مصري كلاما جيدا، هل يحتاج مجلس الأمن الى أكثر من 650 شهيدا و2500 جريحا ليحسم أمره ويتصرف بمسؤولية؟ كلام جيد. وأنا اسأل هذا المسؤول المصري وهل يحتاج النظام المصري الى أكثر من 650 شهيدا و2500 جريحا ليفتح معبر رفح بشكل حقيقي ونهائي لمساعدة أهل غزة على الصمود والانتصار؟ السؤال الذي تسأله لمجلس الأمن، نسألك إياه. وكل ما يطلب منك فتح معبر وليس فتح جبهة ولا إعلان حرب». وقال نصر الله: «لقد ابلغني بعض الإخوة بالأمس ان مجموعة من المحامين المصرين من ازلام النظام قد رفعوا دعوى علي شخصيا إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب خطابي في الليلة الأولى عندما طلبت من القيادة المصرية ان تفتح المعبر، ومن شعبها الأبي وجيشها الباسل ان يفرضوا عليها ذلك، واعتبر هذا ظلما دعوة الى انقلاب، وهو بتواضع دعوة الى فتح معبر. لكن في كل الأحوال أنا اعتز بهذه الدعوى القضائية، ولاسيما من أولئك الذين لم تهتز مشاعرهم لكل المجازر الإسرائيلية في لبنان، في قانا، وفي جباليا، وفي فلسطين وحتى مجازر الصهاينة بحق الجنود المصريين البواسل الأسرى. عندما ترفع على دعوى ويسجل ان هذه الدعوى بسبب موقف تضامني مع المظلومين والمقتولين والمضطهدين في غزة، هذه مسألة افتخر بها في الدنيا واعتز بها في الآخرة نحن لم نخاصم ولم نعاد من تواطأ علينا من العرب في حرب تموز، ومن اتهمنا وأساء إلينا وشارك في دمائنا، ولكننا سنخاصم ونعادي من يتواطأ على غزة وأهلها ومقاومتها، ومن يشارك في دمائها ويسد عليها أبواب الحياة والخلاص».

وقال: «ما سمعناه ايضا بالأمس من (المندوب العام الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، جون) بولتون الصهيوني في الإدارة الأميركية العازف يأسا وإحباطا يشير بوضوح الى الهدف الحقيقي للأميركيين والصهاينة، وهو تصفية القضية الفلسطينية من خلال الفصل نهائيا بين قطاع غزة والضفة الغربية، والحديث عن انتهاء مقولة الدولتين من خلال تثبيت دولة إسرائيل، تسليم قطاع غزة لمصر وأجزاء من الضفة الغربية التي يسمح بها كرم الصهاينة، الى الأردن. وأنا أقول لكم هذا هو المشروع الأميركي الصهيوني الحقيقي. كل الحديث السابق عن دولتين هو سراب واحتيال وخداع... هذا يتطلب بالدرجة الأولى تجديدا للدعوة الى الوحدة الوطنية الفلسطينية بكل فصائلها، حماس وفتح والجهاد وكل الفصائل لأن قضيتهم ومشروعهم جميعا في دائرة التصفية اليوم». واعتبر «ان تجربة حرب تموز 2006 وتجربة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة حتى الآن من خلال الاسطورة والثبات الاعجازي الذي يقدمونه، اعتقد ان هاتين التجربتين قد حسمتا ويجب ان تحسما كل نقاش حول استراتيجية دفاعية هنا او هناك. فهذا الجيش الجبار، احد اقوى جيوش العالم، ويمتلك اقوى سلاح جو في المنطقة، يقف عاجزا عن تحقيق اهدافه امام مقاومة متواضعة الامكانات ولكنها عظيمة الايمان والارداة في بقعة جغرافية ضيقة ومحاصرة، ما يؤكد ان خيار المقاومة الشعبية المسلحة والمستندة الى الايمان والعزم والاحتضان الشعبي هي الخيار الاقوى والافضل لمواجهة اعتى الجيوش في العالم». وأضاف: «حتى مجلس الامن والقرارات الدولية والمجتمع الدولي، ليس عاجزا فقط عن حماية الشعب الفلسطيني في غزة، بل هو عاجز عن ادانة مجزرة ارتكبت في مدرسة تابعة لاحدى هيئات الامم المتحدة، كما عجز في الماضي عن ادانة مجزرة قانا التي قتل فيها اكثر من مائة شهيد في مقر للامم المتحدة، وكان عاجزا عن ادانة مجزرة قانا الثانية». وقال انه بالامس «نقل عن (رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود) اولمرت انه قال للرئيس الفرنسي (نيكولا ساركوزي): اليوم حماس وغدا حزب الله. وانا اقول لاولمرت الفاشل والخائب والمهزوم في لبنان: لن تستطيع القضاء على حماس ولن تستطيع القضاء على حزب الله. ... وانا اقول لهم... نحن هنا مستعدون لكل احتمال وجاهزون لكل عدوان. ولن اكرر ما قلته في السابق، لو جئتم الى ارضنا الى قرانا الى احيائنا الى بيوتنا، اقول لكم بكلمة بسيطة وعابرة جدا، سيكتشف الصهاينة ان حربهم في تموز هي نزهة اذا ما قيست بما أعددناه لهم أمام أي عدوان جديد. نحن هنا لن نترك الساحة ولن نسقط السلاح وستبقى مقاومتنا عنوانا لتاريخنا وتضحياتنا ودماء شهدائنا».