مصر: مبارك وأبو مازن يبحثان السبت آليات تنفيذ مبادرة التهدئة.. وحماس تدرسها

القاهرة أرسلت أفكارها للأمم المتحدة وطلبت تأمين الطريق لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني

فلسطينيات قريبات لعائلة ديب تبكين أمس خلال جنازة 10 من أبناء العائلة قتلوا أول من أمس في غارة إسرائيلية على مدرسة في غزة (ا.ف.ب)
TT

توقعت مصادر مقربة من الرئاسة المصرية أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بزيارة لمصر خلال الأيام القليلة المقبلة (السبت أو الأحد)، لمناقشة الرئيس المصري حسني مبارك، في تفاصيل المبادرة المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي، وسبل العودة إلى التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، في ذات الوقت أعلن نبيل عمرو سفير فلسطين في القاهرة، مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أن «الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصل القاهرة يوم بعد غد (الجمعة)، في زيارة لمصر، ويلتقي الرئيس مبارك (السبت)، ويبحث معه سبل إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووضع التصورات وآليات لتنفيذ المبادرة المصرية لإنهاء التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة.

وأضاف عمرو في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس يرحبان بالمبادرة التي أطلقها الرئيس مبارك الليلة الماضية بهدف وقف العدوان على غزة، لافتا إلى أن الرئيس أبو مازن سيطلع الرئيس مبارك على نتائج الاتصالات التي أجراها في الأمم المتحدة، ومع الإدارة الأميركية بهدف وضع حد للتصعيد الإسرائيلي.

وقالت مصر أمس إنها أرسلت نص مبادرتها إلى رئيس مجلس الأمن، والسكرتير العام للأمم المتحدة، وأشارت إلى أنها تجري اتصالا مع الصليب الأحمر الدولي لكي يقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة «لجعل الطريق المؤدية إلى معبر رفح الفلسطيني في داخل القطاع ممراً آمناً لنقل المساعدات الإنسانية وإخلاء الجرحى». وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير حسام زكي، أمس بأن «التحرك المصري يهدف إلى زيادة فرص فتح المعبر بشكل آمن من الناحية الفلسطينية حيث أن تواصل القصف والعمليات العسكرية أدى إلى الإضرار بالطريق المؤدية إلى المعبر، ما أدى بدوره إلى تعذر إخلاء الجرحى إلى مصر». وأشار المتحدث المصري إلى أن معبر رفح «لا يزال مفتوحاً من الجانب المصري منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة». وعلى صعيد متصل بالتعاطي المصري مع الوضع الفلسطيني دولياً انتقد وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، مجلس الأمن الدولي بسبب تلكؤه في تحمل مسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي وعمليات القتل والتدمير الممنهجة ضد أبناء قطاع غزة رغم مرور أكثر من عشرة أيام على بدء العدوان.

وتساءل أبو الغيط، الموجود حالياً في نيويورك، مستهجنا «هل يحتاج المجلس للمزيد من القتلى والجرحى الفلسطينيين قبل أن يتخذ قرارا يلزم إسرائيل بوقف الأعمال العسكرية أم تراه يحتاج إلى التوصل إلى مخرج يتيح لقوة الاحتلال تحقيق مكاسب سياسية تتوج بها عمليتها العدائية؟». وأطلع الوزير المصري مجلس الأمن على المبادرة المصرية لاحتواء الموقف والتي طرحها الرئيس حسني مبارك مساء أول من أمس وتتأسس على عدد من العناصر أولها قبول إسرائيل والفصائل الفلسطينية لوقف فوري لإطلاق النار لفترة محددة بما يتيح فتح ممرات آمنة لمساعدات الإغاثة لأهالي القطاع، ويتيح لمصر مواصلة تحركها للتوصل لوقف شامل ونهائي لإطلاق النار. ثانيا، دعوة مصر كلا من إسرائيل والجانب الفلسطيني لاجتماع عاجل من أجل التوصل للترتيبات والضمانات الكفيلة بعدم تكرار التصعيد الراهن ومعالجة مسبباته، بما في ذلك تأمين الحدود وبما يضمن إعادة فتح المعابر ورفع الحصار واستعداد مصر للمشاركة في مناقشة ذلك مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومع الاتحاد الأوروبي وباقي أطراف الرباعية الدولية. ثالثا، تجديد مصر دعوتها للسلطة الوطنية وكافة الفصائل الفلسطينية للتجاوب مع الجهود المصرية لتحقيق الوفاق الفلسطيني باعتباره المتطلب الرئيسي لتجاوز التحديات التي تواجه شعبهم وقضيتهم في هذا الظرف الخطر الراهن وفي المستقبل. وأكدت حركة حماس امس أنها ستدرس الخطة المصرية بعدما عرضها المسؤولون المصريون على وفد من الحركة قام بزيارة للقاهرة استغرقت 48 ساعة. وكان عضوا المكتب السياسي لحركة حماس عماد العلمي ومحمد نصر قد أجريا محادثات في القاهرة، الثلاثاء، مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان حول شروط انهاء الحرب في في غزة.

وقال مسؤول في حركة حماس في دمشق، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية إن العلمي ونصر اللذين غادرا القاهرة امس، سيقدمان تقريرا عن مناقشاتهما في القاهرة الى قيادات الحركة، واضاف ان حماس «ستدرس المبادرة المصرية».

وفي مدريد، أعرب الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا امس عن أمله بأن «تثمر» المبادرة المصرية بدعوة اسرائيل والفلسطينيين لإجراء مفاوضات برعايتها من اجل وقف الحرب في غزة «خلال الساعات المقبلة». وقال سولانا متحدثا للاذاعة الاسبانية إن «اعلان الرئيس (المصري حسني) مبارك لقي تجاوبا في نيويورك من قبل اعضاء مجلس الامن ونأمل ان يثمر في الساعات المقبلة».

وأضاف «كان الوقت متأخرا جدا مساء امس وحصل نشاط معين في مصر بيني وبين الرئيس مبارك والرئيس (الفرنسي نيكولا) ساركوزي» مشيرا الى «وجود عنصر إيجابي في اتجاه حل». وتشكل هذه الدعوة بحسب الرئاسة الفرنسية المرحلة الاولى من خطة سلام مشتركة فرنسية ومصرية. وقال سولانا ان «النشاط الدبلوماسي في ذروته حاليا وعلينا ان نرى إن كنا قادرين معا على جعل هذه الجهود تفضي الى وقف فوري للأعمال العدوانية» ووصف بـ«الخطير» القصف الاسرائيلي الذي استهدف الثلاثاء مدرسة تابعة للأمم المتحدة في غزة وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن اربعين شخصا. وأدى الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الى مقتل ما لا يقل عن 680 فلسطينيا وجرح ثلاثة آلاف آخرين منذ بدئه في 27 ديسمبر (كانون الاول) على ما تفيد أجهزة الإسعاف والطوارئ الفلسطينية.