واشنطن تحظر التعامل مع شركة «وعد» التابعة لحزب الله

اعتبرتها «نموذجا آخر» للتحايل في الحصول على تبرعات

TT

صنفت وزارة الخزانة الاميركية شركة وعد اللبنانية التي يملكها حزب الله ضمن الشركات التي يحظر التعامل معها باعتبارها «شركة تدعم الارهاب والارهابيين». وقال مصدر من مصلحة الاعلام في وزارة الخزانة لـ«الشرق الاوسط» إن حزب الله أسس شركة وعد، بعد ان تعذر على شركة اخرى هي «جهاد البناء» العمل بسبب الحظر الذي فرض عليها في فبراير (شباط) من العام الماضي، والذي جعل متعذراً عليه الحصول على أموال من متبرعين. واشار المصدر الى أن شركة وعد سعت لفترة طويلة للتمويه على انشطتها، بيد ان الوزارة حصلت على معلومات مؤكدة في هذا الجانب تتعلق بعلاقتها الوثيقة مع حزب الله. وكان ستارت ليفي، وكيل وزارة الخزانة المسؤول عن الارهاب والاستخبارات المالية في الوزارة، قد قال بعد صدور قرار الوزارة اول من امس «تعتبر شركة وعد نموذجا آخر لاساليب حزب الله للتحايل لتمويل جهازه العسكري والارهابي» على حد قوله. وقالت الوزارة إن حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، اعلن علانية دعمه لشركة الوعد في مايو (أيار) من العام الماضي. وقد تولت شركة الوعد إعادة بناء مقر حزب الله في الضاحية الجنوبية الذي كان دمر اثناء حرب الصيف مع اسرائيل عام 2006. كما شيّدت مخازن تحت الارض لسلاح حزب الله وتجهيزات اساسية للحزب في لبنان. وتوجد على موقع الشركة على الانترنت ارقام هواتف للراغبين بالتبرع لحزب الله ومؤسسة «جهاد البناء» وجمعية الشهيد. وقالت وزارة الخزانة ان مدير عام شركة الوعد طلب عدم الكشف عن اسماء المتبرعين للشركة، لتفادي اتهامهم بالتعامل مع حزب الله. وذكرت الوزارة بأن أي تعاون مع شركة الوعد محظور على الاميركيين والشركات الاميركية. وقد تقرر تجميد اي أموال أو ودائع للشركة او متعاملين معها في الولايات المتحدة. وفي بيروت علق عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن حب الله على القرار الاميركي بقوله «هذا دأب سياسة الادارة الاميركية بأن تكيل الاتهامات للقوى الوطنية التي تواجه مشروعها، وهو المشروع الاميركي الصهيوني الرامي الى السيطرة على العالم العربي والاسلامي. وهذا القرار مثل سابقاته تجن وافتراء وظلم تمارسه الادارة الاميركية على شعوب امتنا ومنطقتنا». وردا على سؤال، قال: «هذا ليس فقط اعتداء على حزب الله وحركات المقاومة بل على شعوب المنطقة وحكوماتها». وسأل: «هل يعقل ان الادارة الاميركية تريد تدمير بيوتنا ثم منعنا من اعادة اعمارها؟ هذا يبقى برسم المجتمع الدولي والهيئات المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان لكي يرى العالم ما تمارسه الادارة الاميركية في حقنا». وكان مدير مشروع «وعد» لاعادة اعمار الضاحية الجنوبية لبيروت المهندس حسن الجشي قد أكد لـ«الشرق الاوسط» في حديث نُشر في 13 سبتمبر (ايلول) 2007 ان «حزب الله» لن يقيم اي بنية تحتية تتضمن ملاجئ وسراديب في الضاحية عند اعادة اعمارها». ويذكر أن مؤسسة «جهاد البناء» التابعة للحزب هي التي أطلقت مشروع «وعد» بعد حرب يوليو 2006.