كربلاء: مئات الآلاف يحيون ذكرى عاشوراء.. ولا خروقات أمنية

موكب حسيني.. في كردستان أيضاً

نساء مشاركات في الموكب الحسيني المقام في السليمانية أمس بمناسبة يوم عاشوراء (تصوير: جولي عدنان)
TT

بلغت مراسيم عاشوراء ذروتها في كربلاء أمس بمشاركة مئات الآلاف من العراقيين وبعض الأجانب. وعبّر المشاركون عن حزنهم على مقتل الإمام الحسين عبر ممارسة مختلف أنواع الطقوس وخصوصاً التطبير واللطم بالزناجيل وركضة طويريج وزيارة الضريح.

وقال نعمة السلمان رئيس الهيئات الحسينية في العراق للصحافيين إن «كربلاء استقبلت أكثر من مليوني زائر من العراقيين والعرب والإيرانيين وجنسيات أخرى» خلال أيام عاشوراء التي تبدأ مطلع شهر محرم في التقويم الهجري. وأضاف أن «حوالي 600 موكب مارست شعائر واقعة الطف».

وبدأت في ساعة مبكرة من صباح أمس مواكب التطبير على وقع الطبول، فيما انتشر عشرات الآلاف باللباس الأسود يلطمون على صدورهم بينما كانوا واقفين على جوانب الطريق، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وقام الزوار عند الظهيرة، بممارسة آخر الشعائر وهي «ركضة طويريج» التي يشارك فيها معظم الرجال من الزائرين لمسافة أكثر من كيلومترين، في إشارة إلى تلبية نداء الإمام الحسين وصرخته الشهيرة في واقعة الطف «أما من ناصر ينصرنا»؟

وانتشر نحو ثلاثين ألفاً من عناصر الأمن على الطرق الرئيسية المؤدية إلى كربلاء وشوارعها، لتأمين الحماية للزوار، وفقاً لمصادر أمنية. ولم يسجل أي خرق أمني خلال الزيارة.

من ناحية ثانية شهدت مدينة السليمانية في اقليم كردستان المتعارف عنها أنها مدينة الغالبية المطلقة من سكانها الكرد، الذين يدينون بالمذهب السني امس موكباً حسينيا ايضا. فقد أصبحت خلال السنوات، التي أعقبت زوال النظام السابق، ملاذاً للآلاف من العراقيين الشيعة والسنة العرب والمسيحيين الذين فروا من مناطقهم في المحافظات الوسطى والجنوبية من البلاد بسبب الانفلات والتدهور الأمني الذي ساد فيها بفعل أحداث العنف التي مر بها العراق.

ومنذ عام 2004 اصبحت المدينة نموذجاً حقيقياً للعراق المصغر، إذ تحتضن خليطاً متجانساً من مختلف القوميات والمذاهب التي باتت تتعايش بسلام ووئام في ظل إدارة حكومة الإقليم التي أتاحت لها هامشاً واسعاً لممارسة طقوسها الدينية بمطلق الحرية بعيداً عن المفخخات والأحزمة الناسفة وحوادث العنف والاعتداء.

وجرياً على المعتاد منذ عام 1996 يحرص الشيعة من الكرد والعرب والتركمان الذين تضاعفت أعدادهم في السليمانية على تسيير مواكب حسينية في ذكرى يوم عاشوراء الذي يصادف العاشر من شهر محرم الحرام، وقد نظم صباح أمس المئات من المواطنين الشيعة موكباً، رعته حسينية الحكيم، طاف الشوارع الرئيسية في المدينة، وقد حمل المشاركون في الموكب الحسيني أعلام كردستان والعراق ورايات حسينية ولافتات سوداء. يذكر أن حسينية الحكيم هي المسجد الشيعي الوحيد في السليمانية، وقد شيدت عام 1996 على نفقة رئيس الجمهورية جلال طالباني الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وقد سُميت باسم المرجع الديني الشيعي الراحل محسن الحكيم اعتزازاً من الكرد بمواقف المرجع الراحل الذي كان قد أفتى بتحريم القتال ضد الشعب الكردي، ودعا أبناء الطائفة الشيعية في الجيش العراقي إلى عدم المشاركة في الحرب التي أعلنها نظام الحكم العراقي الأسبق ضد الحركة الثورية الكردية إبان الستينات من القرن الماضي.