أطباء عرب يرابطون عند معبر رفح.. والسلطات المصرية لا توافق على دخولهم إلى غزة

أقروا مسبقا بمسؤوليتهم عن حياتهم الشخصية لكن أحدا لم يسمح لهم بأداء مهمتهم

TT

مجموعة من الأطباء المصريين والعرب، يبلغ عددهم نحو 70 طبيباً (50 مصرياً و20 عربياً من البحرين والكويت والأردن ورابع عراقي) وعددهم يزداد يوما بعد يوم دائماً، جاهزة للانطلاق الى غزة. جميعهم يرتدي المعاطف البيضاء، ويحملون مباضعهم الطبية، ويتحملون كامل المسؤولية يضعون أرواحهم فوق أكفهم باتخاذ قرارهم بالتوجه الى غزة.

وعند معبر رفح يقفون.. مطالبين السلطات المصرية بالدخول إلى غزة، للمشاركة في علاج ضحايا القصف الإسرائيلي، لكن أحدا لم يمكنهم من الوصول إلى الهدف والسبب الذي تسوقه السلطات المصرية، هو الخوف على أمنهم بسبب سوء الأوضاع الأمنية على المعبر.

منذ بداية العدوان الإسرائيلي قبل 12 يوما، على الشعب الفلسطيني في غزة، وهؤلاء الاطباء المتطوعون يأتون يومياً إلى معبر رفح من الجانب المصري، يطلبون السماح لهم بالعبور إلى غزة، فترفض السلطات دخولهم، يذهبون إلى وزارة الصحة المصرية، يطلبون منها تسهيل مهمتهم، فيقول لهم المسؤولون فيها.. «الأمر ليس من اختصاصنا.. دورنا فقط هو أن نأخذ عليكم إقراراً، بأن ما تنوون القيام به على مسؤوليتكم الشخصية، فيكتبون إقراراتهم ويذهبون إلى المعبر». ويقضون بضع ساعات عند المعبر، ثم يعودون أدراجهم.. وكل يوم يعيدون الكرة.

وقال الدكتور طارق المحلاوي وكيل وزارة الصحة بمحافظة شمال سيناء للصحافيين «لا توجد لدينا موافقة من الجانب الإسرائيلي على دخول هؤلاء الأطباء إلى غزة، وأن حياتهم قد تكون معرضة للخطر حال دخولهم إلى الأراضي الفلسطينية، وأنه عند هدوء الأوضاع سيتم السماح بدخولهم إلى القطاع»، مشددا على أنه ليس لدى مصر أي مانع من السماح بعبورهم إلى غزة.

من جانبه قال الدكتور محمد فريد إسماعيل عضو البرلمان المصري «ان الوضع في غزة أسوأ ما يكون، وان الأطباء في مستشفيات غزة أنهكوا من العمل المتواصل طوال 14 يوماً من بدء القصف، وأن جميع الأطباء الموجودين وقعوا على إقرارات للحكومة المصرية بأن دخولهم للقطاع سيكون على مسؤوليتهم الشخصية».

وطالب الدكتور أكرم الشاعر عضو البرلمان المصري، بضرورة إدخال طائرتين للجراحات المتنقلة إلى معبر رفح من الداخل على الأقل، بما يسمح بعلاج الجرحى داخل المعبر، طالما أن هناك صعوبة في الدخول للقطاع. وقال إن جروح الحرب تعد من اخطر الجروح التي يصعب التعامل معها، وتحتاج لتدخل فوري لإنقاذ حالة الجريح، وأنه يجب السماح للأطباء بدخول غزة، حتى يتم التعامل مع الجرحى. وأضاف إن عدد الجرحى الفلسطينيين الموجودين في المستشفيات المصرية، لا يمثل سوى نسبة 3 في المائة، من إجمالي الجرحى الذين أصيبوا طوال أيام القصف.

وأشار إلى أن الرعاية الطبية بمستشفى العريش المركزي، يتم تقديمها لمن يصل الأراضي المصرية فقط.

وقال الدكتور مفيد تلماني من هيئة أطباء البحرين، إن الأطباء البحرينيين حضروا إلى هنا (معبر رفح)، في محاولة لدخول غزة لمساعدة الجرحى والتعبير عن تضامن الشعب البحريني مع شعب غزة، وتعرضنا (الفريق الطبي) لصعوبات وتفتيشات خلال المسافة بين مدينة العريش وحتى الوصول لمعبر رفح لتعدد نقاط المرور والتفتيش.

وأضاف الدكتور سمير الحداد وهو طبيب بحريني، أنه يرغب وزملاؤه في الدخول لقطاع غزة، وتوصيل مساعدات عاجلة لمواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من العدو الإسرائيلي.

وقال تامر عبد المجيد نقيب أطباء العراق، إن عددا من الأطباء العراقيين يحاولون الدخول لقطاع غزة، لتقديم الدعم الطبي والمالي، لأن القطاع في أمس الحاجة للأطباء، وأن هناك أطباء من مختلف الأقطار العربية، في انتظار الموافقات من السلطات المصرية للدخول للقطاع، حتى يتمكنوا من تقديم المساعدات العاجلة، مؤكدا انه «حتى الآن لم تصلنا أية موافقات، رغم الجهود المبذولة من اتحاد الأطباء العرب ونقابات الأطباء من مختلف الدول العربية».

وقال الطبيب زهيل الفارسي من الأردن، إنه حضر للمعبر ومجموعة من زملائه، ليتمكنوا من الدخول لقطاع غزة. وطالب السلطات المصرية بالسماح لدخول الطواقم الطبية لخطورة الموقف في المستشفيات في القطاع، حيث إن من بين كل 10 جرحى، يموت 9 وذلك لعدم تلقيهم الرعاية الطبية العاجلة. وأضاف أن القضايا الإنسانية لا تحتاج إلا موافقات وتصاريح، رافضا الخلط بين القضايا الإنسانية والمواقف السياسية. مشيرا إلى عدم وجود معابر تربط بين غزة والأردن ليسمح من خلالها للأطباء بالدخول والمشاركة.

وقال عضو في البرلمان المصري، إن عددا كبيرا من أعضاء مجلس الشعب، قدموا طلبات إحاطة عاجلة لمناقشتها داخل البرلمان خلال الجلسات القادمة، حول منع الأطباء المصريين والعرب والأجانب من دخول لقطاع غزة. وكانت السلطات المصرية قد منعت مساء اول من امس، دخول 45 من الأطباء المصريين لقطاع غزة عبر معبر رفح البري، وتطوعوا لمساعدة الكوادر الطبية العاملة في مستشفيات قطاع غزة للمشاركة في علاج الجرحى الفلسطينيين ضحايا القصف الصهيوني الغاشم على أهالي القطاع.