باكستان تنفي توغل الجيش الأميركي داخل المنطقة القبلية

عززت الإجراءات الأمنية بمناسبة ذكرى عاشوراء

TT

نفى متحدث باسم الجيش الباكستاني امس تقريرا إعلاميا بأن جنودا من القوات الاميركية يستقلون مروحيتين، ألقوا القبض على ثلاثة أشخاص في المنطقة القبلية المضطربة بباكستان واقتادوهم إلى أفغانستان.

وقال الكولونيل عتيق الرحمن «إنه تقرير سخيف ومتخيل وغير صحيح تماما». وكانت صحيفة «ذا نيوز» الباكستانية الصادرة باللغة الإنجليزية، قالت إن مروحيتين تابعتين للجيش الاميركي عبرا إلى باكستان ليلة أول من امس وهبطتا في قرية بانج دار بمنطقة شمال وزيرستان القبلية. وقال سكان محليون للصحيفة إن الجنود الاميركيين نفذوا عملية تفتيش قصيرة في القرية اعتقلوا خلالها ثلاثة من البدو للاشتباه بأنهم على صلة بحركة طالبان واقتادوهم إلى إقليم خوست في أفغانستان.

ونفذت القوات الاميركية نحو 24 غارة جوية عبر الحدود خلال الشهور الماضية باستخدام طائرات بدون طيارين استهدفت مخابئ يشتبه بأنها لمقاتلي حركة طالبان وتنظيم القاعدة الذين يشنون هجمات عبر الحدود ضد القوات الدولية في أفغانستان. ولكن القوات الاميركية تتجنب العمليات البرية في باكستان وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة في الحرب ضد «الإرهاب».

وإذا صحت الأنباء بشأن هجوم ليلة أول من امس فستكون العملية البرية الثانية للقوات الاميركية في باكستان. وكان 15 شخصا معظمهم مدنيون قتلوا مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي خلال عملية عسكرية يعتقد بأن القوات الخاصة الاميركية نفذتها بمنطقة أنجور أدا التابعة لمنطقة جنوب وزيرستان القبلية في باكستان. ودأبت باكستان على إدانة الغارات الجوية الاميركية ووصفتها بأنها تنتهك سيادتها وتقوض جهود مكافحة عمليات التمرد الإسلامي.

الى ذلك عززت باكستان امس اجراءاتها الامنية في أرجاء البلاد وفرضت حظر التجول في احدى المدن بمناسبة ذكرى عاشوراء، على ما افاد مسؤولون محليون ووكالة الصحافة الفرنسية. وكانت اعمال عنف طائفية وقعت في السابق بين الشيعة وهم اقلية في باكستان والسنة بسبب الشعائر العلنية التي تمارس بمناسبة ذكرى عاشوراء، وادت الى وقوع الكثير من الضحايا.

وقال تنوير أشرف كايرا أحد المسؤولين في ولاية بنجاب كبرى ولايات البلاد لوكالة الصحافة الفرنسية «اتخذت اجراءات امنية صارمة جدا للحفاظ على النظام خلال ذكرى عاشوراء». واوضح لوسائل الاعلام الباكستانية العامة «الشرطة والقوى الامنية الاخرى وضعت في حال التأهب ونشر الجيش في المناطق الحساسة». وفي شمال غرب البلاد الذي يشهد اضطرابات فرضت السلطات حظر التجول في مدينة هانغو لتجنب وقوع اعمال عنف طائفية بعد يومين على هجوم انتحاري ادى الى مقتل شخصين على ما افاد مسؤولون محليون. واضاف هؤلاء ان مجموعات من الشرطة ستنتشر على طول الطرقات التي سيسلكها الشيعة قرب الحدود مع افغانستان وهي منطقة تشهد اعمال عنف كثيرة ينفذها متمردون. وتنظم مسيرات شيعية ضخمة امس في لاهور (شرق) حيث ينتهي احياء هذه الذكرى اليوم فضلا عن العاصمة اسلام اباد حيث سينضم الشيعة الى تجمع كبير مقرر في مدينة روالبندي المجاورة. والمواجهات بين السنة والشيعة في باكستان اسفرت عن مقتل عدة الاف من الاشخاص خلال العقود الاخيرة. ويشكل السنة 80% من سكان باكستان البالغ عددهم 160 مليون نسمة.