أوباما يعتذر للديمقراطيين عن اختيار بانيتا من دون علمهم.. ويعين طبيباً «نجماً» في إدارته

توقعات بعدم تثبيت رئيس المخابرات إلا بعد تعريضه لاستجواب قاس في الكونغرس

نانسي كليفر التي ستتولى مراقبة البرامج الفيدرالية داخل البيت الابيض خلال كلمة لها في المؤتمر الصحافي مع الرئيس المنتخب أمس (أ.ف.ب)
TT

اعتذر الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الى قادة الحزب الديمقراطي في الكونغرس عن عدم اخطارهم مسبقاً بقراره ترشيح ليون بانيتا لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه)، بعد الانتقادات التي صدرت عن أعضاء في الحزب الديمقراطي حول نقص خبرة بانيتا في مجال الاستخبارات. واعترف نائب أوباما، جو بايدن، بالخطأ إلا انه حمل الفريق الانتقالي مسؤوليته. واجرى اوباما اتصالاً هاتفياً بدياني فينستين، رئيسة لجنة المخابرات الحالية في مجلس الشيوخ، والسيناتور جون روكفلر رئيس اللجنة السابق، واعتذرَ لهما عن عدم إبلاغهما بقراره ترشيح بانيتا للمنصب، بيدَ أن ذلك لم يؤد بعد الى تهدئة حالة الهياج وسط الديمقراطيين بالكونغرس الذين يعتقدون أن بانيتا يفتقر الى الخبرات الضرورية. وتوقعوا ألا تتم عملية تثبيته بالمنصب إلا بمشقة مع ترجيح ان يتعرض لاستجواب قاس امام لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ. وقال فريق اوباما في مساعٍ تهدف الى تهدئة مخاوف أعضاء لجنة المخابرات وموظفي الوكالة، إن المدير الجديد سيحتفظ بكل من نائب مدير الوكالة ستيفن كابيس ومدير الاستخبارات ميشيل موريل. ودافعَ أوباما بعد اجتماع عقده مع فريقه الاقتصادي، عن بانيتا، على الرغم من انه لم يعلن رسمياً ترشيحه للمنصب وهو أمر متوقع خلال هذا الاسبوع. وقال إنه واحد من أفضل الاميركيين الذين شغلوا مناصب عامة، وقال ان الاختيار سيكون من أجل «تقديم معلومات صريحة تحتاجها ادارته وليس ما يريد الرئيس ان يستمع اليه». وفي إشارة غير مباشرة الى اساليب التعذيب التي اتبعتها الوكالة والاستنطاقات التي تتسم بالقسوة الشديدة بما في ذلك ايهام المعتقلين باغراقهم في الماء، قال اوباما: «سليتزم مسؤولو المخابرات الجدد بالقطيعة مع ممارسات الماضي، والتي أدت الى تلطيخ سمعة اجهزة المخابرات وسياسة الولايات المتحدة الخارجية». وقالت صحيفة «واشنطن بوست» ان مسؤولين سابقين وحاليين في (سي آي إيه) عبروا عن استيائهم الشديد لترشيح بانيتا، وقالوا إن الوكالة تعاني حالياً انخفاضاً في الروح المعنوية. بيد ان مارك مانسفيلد، المتحدث باسم الوكالة، قال ان «الذين يقولون ان الروح المعنوية منخفضة ليس لديهم دليل ولا يعرفون ما يجري حالياً». واشار الى الاصلاحات التي ادخلها المدير الحالي للوكالة ميشيل هايدن. واشارت الصحيفة نقلاً عن مصدر لم تحدده داخل فريق اوباما الانتقالي، الى ان عدداً من المديرين السابقين للوكالة لم تكن لديهم خبرات ومعظمهم كانوا من خارج أجهزة الوكالة. واضاف المصدر: «كل ما هو مطلوب، شخص يمثل الوكالة بطريقة جيدة داخل مراكز صنع القرار في واشنطن». وكان هايدن قد دافع أمام الكونغرس في وقت سابق عن السياسة التي اتبعت من طرف الوكالة في استجواب المعتقلين، وقال انها ادت الى الحصول على «معلومات ضرورية من ارهابيين»، وأعلن وقتها أنه يساند سياسة الرئيس الحالي جورج بوش في «تعزيز أساليب الاستجواب». وفي موضوع آخر، رشح الرئيس اوباما الطبيب سانجاي غوبتا الذي يعمل مراسلا طبياً مع شبكة «سي إن إن»، لمنصب «الطبيب العام» الذي يتولى مسؤولية الصحة العامة في الحكومة الفيدرالية. ويعد غوبتا اول اعلامي يدخل إدارة اوباما. وغوبتا الوحيد من أصول هندية في إدارة اوباما حيث هاجر والداه من الهند الى اميركا في الستينات. وولد غوبتا، 39 سنة، في مدينة ديترويت بولاية ميشغان، ودرس بجامعة ميشغان حيث تخرج طبيبا. والتحق بشبكة «سي.إن.إن» عام 2001 في وظيفة محرر طبي، وفي عام 2006 اصبح يعد تقارير ايضاً لشبكة «سي بي إس». وكان غوبتا قد اجتمع قبل ذلك مع اوباما في شيكاغو حيث اقترح عليه المنصب. وسبق له ان عمل موظفاً في البيت الابيض خلال فترة الرئيس بيل كلينتون حيث كان يعد خطابات لهيلاري كلينتون السيدة الاولى آنذاك. ويدير «الطبيب العام» مصالح تضم ستة آلاف موظف، وهو المتحدث باسم الحكومة الفيدرالية بشأن امور الصحة العامة. وكانت هذه المصالح هي التي خاضت حملة ضد التدخين ومرض الايدز، وأدت تلك الحملات الى تراجع كبير في عدد المدخنين في اميركا حيث بات يمنع التدخين داخل المباني في جميع الولايات. ومن بين التعيينات أيضا، ترشيح نانسي كليفر التي سبق ان عملت في وزارة الخزانة في عهد بيل كلينتون، لتولي وظيفة جديدة هي مراقبة البرامج الفيدرالية داخل البيت الابيض. الى ذلك، حضر أوباما امس مأدبة غداء أقامها الرئيس جورج بوش حضرها كذلك الرؤساء السابقون كلينتون وجورج بوش الأب وجيمي كارتر. وقبل الغداء، اجتمع بوش واوباما على انفراد لمدة نصف ساعة في المكتب البيضاوي. وقالت دانا بيرينو المتحدثة الصحافية باسم البيت الابيض «انهما تطرقا الى قضايا الساعة». وتعذر التقاط صور للرؤساء في حديقة الورود، والتقطت الصورة داخل البيت الابيض. وقال بيان أصدره البيت الابيض قبل الغداء إنه بسبب رداءة أحوال الطقس (هطول أمطار غزيرة) تم التقاط الصورة داخل المكتب البيضاوي. وتعتبر زيارة اوباما الى البيت الابيض الزيارة الثانية بعد انتخابه رئيساً حيث سبق ان دعا جورج بوش وزوجته لورا الرئيس المنتخب وزوجته ميشيل الى مأدبة غداء في البيت الابيض.