سم البوتيولينوم لدعم معالجة البدانة المفرطة

نجح في وقف استعادة المرضى للشحوم

TT

يعتبر سم البوتيولينوم من أشد الأسلحة الكيماوية التي أنجبتها العقولُ العسكرية فتكاً على مر العصور، حيث تكفي كمية ملم مكعب منه لقتل جمع كبير من البشر. لكن البوتيولينوم دخل في عالم العلاج الطبي بقوة منذ عقد من السنين بفضل استخدامه في عمليات تجميل الوجه، وها هو اليوم يقتحم مجال مكافحة البدانة المفرطة.

وأعلنت طبيبة من الجمهورية التشيكية، في المؤتمر الثالث لأطباء المعدة في ماينز (ألمانيا)، عن نجاح البوتيولينوم في منع استعادة الوزن بعد إخضاع مفرطي البدانة إلى عمليات زرع البالونات في معدهم لتخليصهم من الشحوم. وذكرت الدكتورة ايفزين ماتشوتكا أن زرق البوتيولينوم المخفف في المعدة نجح في وقف استعادة المرضى للشحوم وساعد على التخلص من عدة كيلوغرامات إضافية.

ومعروف أن بعض الأطباء يلجأون إلى ملء المعدة بالبالون منعاً للبدين من ملء المعدة بالطعام، وبالتالي تخفيف وزنه، وهي طريقة مفضلة على حزام المعدة أو استئصال معظمها. والمشكلة في الطريقة هي أن معظم «أصحاب البالونات» يستعيدون أوزانهم السابقة بعد فترة قصيرة من استخراج البالون. وأشارت ماتشوتكا إلى أنها زرقت 10 بدينين بـ500 وحدة من البوتيولينوم بعد إخراج البالونات من معدهم. وأجرت الزرق مباشرة في المعدة بعد عملية إخراج البالون والتي تمت بعد شهر من زرعها. وتمت مقارنة النتائج بمجموعة مقارنة ضمت 10 بدينين لم يتلقوا البوتيولينوم بعد إخراج البالونات من معدهم خلال نفس الفترة. وظهر من النتائج أن أفراد المجموعتين فقدوا 16.5 كغم كمعدل في المرحلة الأولى التي دامت شهراً وأعقبت زرع البالون. وفقد أفرادُ مجموعة البوتيولينوم خلال الاشهر الستة التي أعقبت إخراج البالون نحو 4.5 كغم أخرى كمعدل، في حين استعاد أفراد مجموعة المقارنة، خلال نفس الفترة، 5 كغم من أوزانهم كمعدل.

ولم تتكشف أشهر التجربة السبعة عن تعرض أفراد مجموعة البوتيولينوم إلى أية مضاعفات تذكر، وهو أمر يشجع استخدامَ السم المخفف لدعم عمليات زرع البالونات ووقف استعادة الوزن في الأقل. وتستعد مجموعة العمل حالياً لتجربة قابلية السم بمفرده على خفض وزن البدينين.

وشاعَ منذ فترة استخدام سم البوتيولينوم في علاج تجعدات الوجه والصداع النصفي، ولكن بجرعات مخففة تماماً وبإشراف الأطباء. ويعمل السم بشكل مباشر على الخلايا العصبية الموتورية (الحركية) التي تنسق العلاقة بين العضلات والأعصاب، فيمنع افراز مادة اسيتايل كولين، المسؤولة عن انقباض العضلات. واستخدم الأطباء السم أيضا في معالجة المثانة من فرط التبول، وفي تضخم البروستات غير السرطاني، وفي معالجة البواسير غير الجراحية.