ساركوزي يثير بلبلة بشأن قبول إسرائيل خطة هدنة في غزة

البيت الأبيض يرى حاجة «عاجلة» لهدنة

TT

أعلن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أن إسرائيل قبلت خطة هدنة في غزة طرحتها مصر، لكن مكتبه قال في وقت لاحق أمس انه كان فقط يرحب برد فعل إسرائيل المعلن في وقت سابق على الاقتراح. وقالت إسرائيل إنها اعتبرت المحادثات بشأن الاقتراح «ايجابية» لكنها لم تصل الى حد إعلان قبول الخطة المصرية. وقال بيان صادر عن مكتب ساركو «الرئيس سعد بقبول إسرائيل والسلطة الفلسطينية للخطة الفرنسية ـ المصرية التي طرحها الليلة الماضية في شرم الشيخ الرئيس (المصري حسني) مبارك». وأضاف «رئيس الدولة يدعو لتنفيذ هذه الخطة بأسرع وقت ممكن لوقف معاناة السكان». ودفع استخدام البيان لكلمة «قبول» إسرائيل للقول بأنها لم تقبل الخطة المصرية وإنها ما زالت تجري محادثات بشأن الاقتراح. وقال مسؤول من مكتب ساركوزي في وقت لاحق إن البيان الفرنسي كان مجرد رد فعل على تصريحات إسرائيل الايجابية السابقة بشأن الخطة وانه لا يعلن قبول إسرائيل للاقتراح المصري. وأضاف المسؤول «إنه رد فعل على التصريحات الإسرائيلية والفلسطينية». الى ذلك أعلنت فرنسا أمس استعدادها للمشاركة في آلية دولية لمراقبة الحدود بين مصر وقطاع غزة في إطار الجهود المبذولة لوضح حد للنزاع. وقالت باريس إنها مستعدة للمشاركة في آلية دولية لمراقبة الحدود، في إطار الجهود الرامية الى وضع حد للنزاع بين إسرائيل وحركة حماس. وسئل شوفالييه عن هذه النقطة فرد على الصحافيين بالإيجاب، مذكرا بأن باريس سبق أن اتخذت تعهدات بهذا الصدد، وقال «إن الاتحاد الأوروبي وفرنسا أبديا مرارا استعدادهما للمشاركة في أي جهود من أجل إقرار آلية دولية لمراقبة المعابر» من قطاع غزة الى كل من مصر وإسرائيل.

كما رحبت فرنسا بقرار إسرائيل فتح «ممر إنساني» لنقل المساعدات الى سكان قطاع غزة، معتبرة انه يشكل «خطوة أولى ايجابية» ودعت الى إقامته بدون إبطاء. وأفادت مصادر قصر الإليزيه بأن الرئيس الفرنسي استغل فرصة محادثاته مع نظيره السوري، بشار الأسد، ليطرح مجددا قضية الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط الذي يحمل الجنسية الفرنسية والمحتجز منذ العام 2006 في قطاع غزة.

وأوضحت المصادر «استغل ساركوزي هذه الفرصة ليبحث مسألة جلعاد شليط مع بشار الأسد مجددا. وقال له انه يريد دليلا على أن الجندي الفرنسي ـ الإسرائيلي لا يزال على قيد الحياة». وخطف شليط في يونيو (حزيران) 2006 في هجوم فلسطيني عند تخوم قطاع غزة شنته ثلاث مجموعات فلسطينية بينها الجناح المسلح في حركة حماس. وتريد حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ يونيو 2007 الإفراج عن نحو 1400 معتقل فلسطيني الأمر الذي ترفضه إسرائيل، معتبرة أن بينهم المئات الذين نفذوا هجمات قاتلة على إسرائيليين.

ويأتي ذلك فيما قال البيت الأبيض أمس إن هناك حاجة عاجلة للوصول الى اتفاق لوقف إطلاق النار في الصراع في غزة بين إسرائيل وحماس. وأضافت دانا بيرينو، المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحافيين «إننا نعمل على تحقيق ذلك بأسرع ما يمكن»، ولكنها أضافت أن الجهود معقدة بسبب كثرة عدد الأطراف اللاعبة. وتابعت أن الحكومة الأميركية ما زالت راغبة في معرفة مزيد من التفاصيل بشأن المقترح المصري لوقف إطلاق النار. وأبدت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، دعمها لجهود مصر أمس. وقالت بيرينو «نحن بحاجة عاجلة للوصول الى نوع من وقف إطلاق النار دائم وقابل للاستمرار»، ولكنها أصرت على وجوب أن توقف حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل أولا من أجل التوصل الى أي هدنة.