الغزيون يتابعون أخبار العدوان على القطاع عبر الضفة أو الراديوهات

مع انقطاع التيار الكهربائي جراء الحصار والقصف

TT

لا تصل الصور التي تعرضها شاشات التلفزيونات والفضائيات عن الفظائع والمجازر التي ترتكبها القوات الاسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة، الى اهالي غزة، والسبب هو عدم قدرتهم او تمكنهم من مشاهدة هذه القنوات جراء انقطاع التيار الكهربائي لنفاد الوقود بسبب الحصار الاسرائيلي.

وعندما سألت «الشرق الاوسط» أحد مواطني غزة عن الكيفية التي يتابع بها اخبار ما يحدث على بعد مئات من الامتار من منزله، قال «اتصل بأهلي واصدقائي في الضفة الغربية الذين يقدمون لنا تقارير مفصلة عما تنقله الفضائيات من صور بشعة». وهناك البعض او بالأحرى الاغلبية الساحقة من الناس تلجأ الى الاذاعات عبر راديوهات الترانزستور. وقال المواطن عبد الحميد الزنيدإ 42 عاما، «لا تكاد سماعات جهاز المذياع تفارق أذني» وانه لا يخلعها الا عندما يسمع خبراً ما ليخبر اشقاءه وجيرانه الذين يتجمعون يومياً في الشارع الذي يخترق حي بركة الوز، غرب مخيم المغازي. ويلاحظ من يتحرك هذه الأيام في شوارع مدن ومخيمات وقرى قطاع غزة الكثير من الشباب وهم يضعون أجهزة المذياع كيفما يتحركون وهم في طريقهم الى السوق لقضاء حاجاتهم، وفي منتديات العائلات، وحتى في الطريق للمسجد. ففي ظل انقطاع التيار الكهربائي، تحولت أجهزة المذياع الى الوسيلة الأساسية التي يقبل عليها الغزيون لاستقاء المعلومات عن آخر تطورات العدوان. ويقبل الغزيون بشكل خاص على الاستماع لمحطات الإذاعة المحلية، وتحديداً «صوت الأقصى»، التابعة لحركة حماس، و«صوت القدس»، التابعة لحركة «الجهاد الإسلامي» وغيرهما. ورغم قصف مقر «إذاعة صوت الأقصى» إلا أنها لم تتوقف عن البث. وتقوم هاتان الإذاعتان بنقل تطورات الأحداث أولاً بأول. ومن لا يملك مذياعا يلجأ لمتابعة الإذاعات المحلية عبر هاتفه الجوال بتنزيل برامج خاصة تسمح بمتابعة المحطات الإذاعية عبر الجوال. فقد توجه نبيل أبو سمحه، 38 عاماً، الذي يعمل ممرضاً في مستشفى «شهداء الأقصى»، الى أحد محلات صيانة أجهزة الجوال لتنزيل البرنامج الذي يسمح له بمتابعة المحطات الإذاعية. وابلغ نبيل الذي يعمل 24 ساعة متواصلة في المستشفى بسبب حالة الطوارئ «الشرق الاوسط» أنه معني بمتابعة الأحداث ومعرفة ما يجري في المنطقة وتحديداً نتائج عمليات القصف. وفي حال عودة التيار الكهربائي، ولو لساعات قليلة في بعض المناطق، يقضي الناس هذا الساعات في متابعة الاخبار بتلهف عبر الفضائيات لمعرفة اخر التطورات. وهناك من يفضل قضاء ساعات الكهرباء بتفحص شبكة الانترنت. ويقضي غسان إبراهيم، 44 عاماً، وهو مدرس يقطن مخيم المغازي للاجئين، الساعات القليلة التي تعود فيها الكهرباء أمام الحاسوب متنقلاً من موقع اخباري الى آخر لمتابعة الأحداث وقراءة ما يكتب حولها. وقال لـ «الشرق الاوسط»: «لا اتزحزح عن الحاسوب طوال فترة الكهرباء باستثناء وقت اداء الصلاة، لا أدع خبراً أو مقالاَ إلا وأكتب عليه تعليقا».