مشعل: لا لتهدئة دائمة ولا لقوات دولية ولا للتضييق على السلاح

رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»: إسرائيل فشلت فشلا ذريعا.. ونتعامل مع كل المبادرات المطروحة بعقل مفتوح

TT

قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»: إن قرار مجلس الأمن الذي أرجأته اميركا منذ نحو اسبوع لتعطي مجالا اكبر لإسرائيل بأن تقتل أكثر، وبعد ارتكاب مجازر إضافية صدر القرار 1860، وهو قرار من دون بادئة للتنفيذ ومن دون تاريخ، وتحت البند السادس لا السابع، وأضاف مشعل في كلمة متلفزة بثها التلفزيون السوري وعدد من القنوات العربية أن «المطالب بتنفيذ هذا القرار، هو من ارتكب العدوان ومطالب بالانسحاب، أما نحن فلدينا موقف جلي ونحاكم (على أساسه) كل المبادرات والقرار، نحن الضحية».

ويرتكز هذا الموقف بحسب ما قاله مشعل، على مطالب هي وقف العدوان فورا في معركة ليست متكافئة، والانسحاب الفوري من غزة، وفك الحصار الظالم عن الشعب في غزة وفتح المعابر جميعها وفي مقدمتها معبر رفح. وعن المبادرات (المصرية ـ الفرنسية) والتحركات السورية ـ التركية ـ القطرية قال مشعل، إن الحركة تتعامل مع أي قرار أو مبادرة، انطلاقا من تلك المطالب للشعب الفلسطيني في غزة. وبعد تحقيق تلك المطالب يتم البحث في التهدئة كما جرى بحثها سابقا. وأعلن مشعل رفض التهدئة «الدائمة»، مؤكدا أن هذه المقاومة هي ضد الاحتلال وليست مقاومة لتمرير مساعدات إنسانية، مضيفا أنه لن «نقبل وجود قوات دولية، وستعتبر أية قوات دولية تفرض على شعبنا، قوات احتلال»، كما لن يقبل «أي تضييق على المقاومة بشأن سلاحها»، مشيرا إلى أن السلاح الذي تملكه المقاومة، هو سلاح بسيط، مقارنة بالترسانة التي تملكها إسرائيل، والتي تزودها الولايات المتحدة الأميركية بمزيد من السلاح والمواد المتفجرة.

وأضاف أن التضييق على سلاح المقاومة هو «مصادرة الحق الفلسطيني في المقاومة، وما دام الاحتلال موجودا فهي موجودة، المقاومة غير مرهونة بالوضع الفلسطيني».

وفيما يتعلق بوفد حماس الذي ذهب إلى مصر للبحث في المبادرة المصرية، لفت مشعل الى اتفاقية عام 2005 للمعابر المراد تجديدها، وقال إنه يجب إعادة النظر فيها، لأن هذه الاتفاقية «كرست الحصار على غزة». وتوجه مشعل الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كونه يدعو الى اصطفاف فلسطيني موحد بدعوة إلى «التفاهم على شراكة فلسطينية للرقابة على معبر رفح»، وقال مشعل «نحن مع الاصطفاف الوطني لصد العدوان وأن هذا الاصطفاف يقتضي عدة أمور وفي مقدمتها الإفراج عن المعتقلين في الضفة، ووقف التنسيق مع العدو ووقف المفاوضات معه لا تعليقها فقط». كما وجه مشعل خطابه إلى الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وطلب منه الانتفاض نصرة لغزة، وقال «نتوقع منكم أكثر، والا تعملوا على قطع الأوصال بين أطراف الشعب الفلسطيني، وهذا ما يريده الاحتلال». كما خاطب مشعل العالم العربي قائلا «سامح الله من خذلنا وقصر معنا، وبارك الله فيمن ساندنا ودعمنا». ودعا الى عقد قمة عربية سريعا، إذ لا داع لتأجيلها، كما طالب الدول العربية التي لها علاقات مع إسرائيل، أن تستخدم هذه الورقة للضغط على إسرائيل. وفي عرضه لواقع المقاومة على الأرض، أكد مشعل أن «المقاومة الوطنية الفلسطينية على أرض غزة بخير، وستنتصر على العدوان الإسرائيلي»، لافتا الى أن «الحرب الإسرائيلية على غزة ليست فقط على حماس، بل على القضية الفلسطينية بأسرها»، وأن «العدو الإسرائيلي وضع لنفسه أهدافا، لكنها بدأت تتآكل مع مضي الوقت، وانه لم يحقق شيئاً على مدار 15 يوما من عدوانها على قطاع غزة». وقال إن «الاحتلال لم يحقق شيئا، بكل تواضع وبكل صدق، على الصعيد العسكري، العدو فشل فشلا ذريعا، فهو خسر كثيرا وماذا ربح، العديد من الضحايا». واضاف «العدو الإسرائيلي نجح في التكتم الإعلامي، وعدم النشر في وسائل الإعلام الخاصة به عن المجازر والخسائر التي تكبدها، واستعمل حجة النيران الصديقة، ليغطي عن أفعاله، أو موت جنود بحوادث طرق ليخفي حقائق خسارته». واضاف مشعل: «لكن مع هذا خسرت إسرائيل الرأي العام العالمي، حاول العدو أن يخدع العالم بأنه دخل إلى عمق غزة، لكن الحقيقة انه لم يصل الى شيء. نجحت في قتل أطفالنا ونسائنا، لكنه خسر رأي العام العالمي، بعد ان صنع هولوكوستا جديدا في غزة». واضاف مشعل «جنود الاحتلال قاموا بالمجازر بدم بارد، جمعوا الأهل وقاموا بإعدامهم، وكل هذا لكسب ود الشارع الإسرائيلي في الانتخابات القديمة، فأصبح الدم الفلسطيني وسيلة مزايدة في الانتخابات». وخاطب مشعل الإسرائيليين بالقول «مع كل خسائركم حققت أشياء لم تقصودها وهي: خسرتم أخلاقكم، والرأي العام الدولي، صنعتم مقاومة في كل بيت، نحن الآن مصرون على مواقفنا في المفاوضات، ولن نسمح لأي مسؤول عربي أن يدخل نفسه لنتنازل عن حقوقنا».