قراصنة الصومال: 6 قضوا غرقا بعد إطلاق سفينة النفط السعودية

الإفراج عن سفينة إيرانية مستأجرة خطفت قبالة ساحل اليمن

قوات فرنسية تحرس سفينة دنماركية في خليج عدن أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي ان ناقلة النفط السعودية «سايروس ستار» غادرت امس المياه الاقليمية الصومالية بعد ان افرج عنها الجمعة القراصنة الصوماليون الذين احتجزوها مع طاقمها لمدة شهرين.

وقال الوزير في بيان ان «الناقلة سايروس ستار التابعة لشركة فيلا البحرية العالمية المحدودة المملوكة لارامكو السعودية في طريقها الآن الى خارج المياه الاقليمية الصومالية». ولم تتم الاشارة الى فدية محتملة دفعت للقراصنة تكون قيمتها 3 ملايين دولار بحسب معلومات غير مؤكدة.

وقال متحدث باسم شركة فيلا لوكالة الصحافة الفرنسية انه لا يستطيع التعليق على هذه المعلومات. وجاء في بيان مقتضب للشركة ان شركة فيلا «تعلن عن بالغ سرورها بعد اطلاق القراصنة امس سراح ناقلة النفط سايروس ستار المملوكة للشركة والطاقم الذي يعمل عليها».

ومن جهة اخرى قضى 6 قراصنة صوماليين غرقا أول من أمس لدى مغادرتهم ناقلة النفط السعودية العملاقة «سايروس ستار»، على ما اعلن السبت زعيم القراصنة محمد سعيد لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال سعيد في اتصال هاتفي معه «ان 6 من عناصرنا قضوا في البحر لدى عودتهم من الناقلة السعودية» حين غرق مركبهم بعد الافراج عن السفينة وطاقمها.

وروت مصادر من القراصنة لـ«الشرق الاوسط» تفاصيل اللحظات المروعة التي عاشها القراصنة فور تسلمهم مبلغ الفدية عبر عملية انزال قامت بها طائرة تم استئجارها خصيصا للعملية على سطح الناقلة، واضافت المصادر وبعد ان حسم القراصنة خلافاتهم الداخلية فيما بينهم بشأن كيفية توزيع مبلغ الفدية قاموا بركب مركب صغير كان على متنه القتلى وثمانية قراصنة آخرين نجوا، وكان المركب محملا اكثر من طاقته ويبحر بسرعة كبيرة خشية ان يكون مطاردا» من قبل قوات التحالف البحري الدولي. وكان المركب ينقل ايضا قسما من الفدية التي دفعت للقراصنة للافراج عن السفينة، بحسب المصدر ذاته.

وقال زعيم القراصنة «كان هناك ايضا 300 الف دولار على المركب ولم نعثر عليها حتى الآن». واضاف انه تم اعلان 4 قراصنة مفقودين اثر الافراج عن ناقلة النفط السعودية. وبحسب محمد عدن وهو من سكان هراديري فان غرق المركب كان حادثا. واوضح في اتصال هاتفي «لقد كان القراصنة فرحين جدا (بالحصول على الفدية) وخائفين لوجود آلة الحرب الاجنبية. وكانوا يسيرون بسرعة كبيرة». وتابع «انها مأساة بالنسبة للقراصنة». وكان القراصنة افرجوا الجمعة عن ناقلة «سايروس ستار» وطاقمها المكون من 25 بحارا والتي كان ادى اختطافها في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الى نشر قوات بحرية اجنبية قبالة الصومال. وكان القراصنة طالبوا في 19 نوفمبر الماضيبدفع فدية بقيمة 25 مليون دولار للافراج عن الناقلة ثم عدلوا مطالبهم المالية. واشارت مصادر مطلعة على المفاوضات توصلت الى دفع 3 ملايين دولار لقراصنة موجودين على اليابسة.

ومن جهة اخرى قالت أكبر شركة شحن ايرانية امس ان قراصنة صوماليين أفرجوا عن سفينة ايرانية مستأجرة كانت خطفت قبالة ساحل اليمن في نوفمبر الماضي بعد يوم من الافراج عن ناقلة سعودية.

وذكرت شركة الخطوط الملاحية الايرانية لرويترز أن السفينة ديلايت التي خطفت وهي في طريقها الى ايران قادمة من ألمانيا وتحمل 36 ألف طن من القمح أفرج عنها مع طاقمها المؤلف من 25 فردا في وقت متأخر من مساء أول من أمس بعد 53 يوما من خطفها.

ولم تشر الى ما اذا كانت أي فدية دفعت. وكانت ايران صرحت الشهر الماضي بأنها أرسلت سفينة حريبة الى خليج عدن لحماية السفن الايرانية من القرصنة.

وذكرت شركة الخطوط الملاحية الايرانية التي كانت استأجرت السفينة ديلايت أن السفينة في طريقها الى المياه الايرانية وعلى متنها شحنة القمح بعد الافراج عنها. ونقلت وسائل الاعلام الايرانية عن لجنة الطوارئ بشركة الخطوط الملاحية الايرانية قولها «أفرج عن السفينة ديلايت التي خطفها قراصنة صوماليون قبل 53 يوما مساء الجمعة».

وأكد مسؤول من الشركة الانباء وقال ان شحنة القمح لم تمس. وتابع المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه «لم يحدث شيء للشحنة. لم تمس الشحنة». وأفرج قراصنة عن سفينة الشحن التركية (ام.في ياسا نيسليهان) الاسبوع الماضي بعد أن دفع ملاكها فدية. وكانت السفينة تحمل 77 ألف طن من خام الحديد من كندا الى الصين وعلى متنها طاقم من 20 فردا عندما خطفت في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

وذكرت الحكومة الاسبانية أول من أمس أن اسبانيا سترسل ما يصل الى 395 عسكريا وطائرة مراقبة الى المياه قبالة الصومال للدفاع عن السفن التجارية من القراصنة.

وفي الأسبوع الماضي أعلنت الولايات المتحدة أنها تعتزم تدشين قوة خاصة لمكافحة القرصنة تتفرع عن قوة ائتلافية بحرية موجودة بالمنطقة بالفعل منذ بدء «الحرب ضد الارهاب» التي قادتها الولايات المتحدة ضد افغانستان عام 2001.

ومن جهة اخرى، كشف عبد السلام خليف أحمد عمدة مدينة حراديري (شمال شرق العاصمة مقديشو)، خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أن شخصا من أفراد القراصنة الخاطفين لقي مصرعه، وأربعة آخرين ما زالوا في عداد المفقودين، بعد انقلاب زورقهم، وهم في طريقهم إلى مدينتهم، حاملين جزءا من مبلغ الفدية، الذي أكد أنه ثلاثة ملايين دولار أميركي.

وقال العمدة عبد السلام، رئيس وفد الأعيان والقبائل الصومالية، الذي قام بالمباحثات والتوسط لدى القراصنة للإفراج عن الناقلة خلال الفترة الماضية، إنه نجا أربعة أشخاص ممن كانوا على متن الزورق، الذي كان على متنه تسعة أشخاص، كما فقدوا جزءا من مبلغ الفدية، الذي كانوا يقومون بعملية نقله إلى البر. وأضاف، خلال ساعات صباح اليوم (أمس) فوجئ بعض الصيادين الموجودين على الساحل، بوجود جثة مُمدة على الشاطئ، وكذلك فوجئوا بأوراق نقدية خضراء (في إشارة للدولار) طافية على مياه البحر، وبعد ذلك بقليل وصل إلى الشاطئ أربعة أشخاص سباحةً، واتضح أنهم كانوا من ضمن الموجودين على الزوارق.

وأفاد المسؤول الصومالي بأن أهالي وسكان المدينة الذين كانوا موجودين على الشاطئ ساعة طفو الأموال على سطح البحر قاموا، على شكل أفراد ومجموعات، بجمع ما استطاعوا الحصول عليها من مبلغ الفدية، مضيفاً، «ولكن بعد أن دفن القراصنة رفيقهم المتوفى تجولوا في المدينة لمطاردة من حصلوا على الأموال وتحصيلها منهم».

وأوضح عمدة مدينة حراديري أن عدد القراصنة الذين كانوا يحتجزون ناقلة النفط السعودية «سايروس ستار» بلغ 40 شخصا، مبيناً «تناوبوا عبر ثلاث دفعات بنقل مبلغ الفدية من البحر إلى البر، وبعد ذلك غادروا الناقلة التي بدأت في مغادرة المياه الإقليمية الصومالية برفقة البوارج الأميركية في تمام الساعة 10 من مساء (الجمعة)».

وعند سؤاله عن الكيفية التي تم من خلالها تسليم مبلغ الفدية للقراصنة، أجاب قائلاً، «تم إيصال الفدية من خلال مغلف مربوط بمظلة جوية (بارشوت) أسقطت بواسطة طائرة مروحية تابعة للشركة المالكة على متن الناقلة».

وقال أحد القراصنة الناجين من حادثة غرق الزورق، للموقع الالكتروني «الفجر الجديد»، إنه بعد مغادرتهم الناقلة باغتتهم موجة رياح قوية أدت إلى فقدان زورقهم التوازن وغرقه في عمق البحر.

وبالعودة لعمدة حراديري عبد السلام خليف، الذي أفصح عن أن أعداد السفن المحتجزة لدى القراصنة يبلغ 15 سفينة في الوقت الحاضر، مضيفاً «14 سفينة محتجزة بجوار ميناء ايل، بينما تبقى في الموقع الذي كانت تحتجز فيه ناقلة النفط السعودية بين ميناءي حراديرى وهوبية لم يتبق فيها سوى السفينة الأوكرانية».