خطة عراقية ـ دولية ممولة أميركيا للحفاظ على آثار بابل

مسؤول عراقي لـ «الشرق الأوسط»: الدعم ليس تعويضا عن التواجد الأجنبي

نصب «أسد بابل» يتوسط آثار بابل القديمة (أ.ف.ب)
TT

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن تبرعها بمبلغ 700.000 دولار لدعم جهود مجلس الدولة العراقي للآثار والتراث، في وضع خطة للإدارة والحفاظ على الموقع الأثري القديم في منطقة آثار بابل. وأكد بيان للسفارة الأميركية ببغداد، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أنه تم الإعلان عن مساهمة الولايات المتحدة في ما أسمته «مستقبل مشروع بابل» في واشنطن العاصمة، في السادس من يناير (كانون الثاني) الجاري، وأنه سيتم تنفيذ هذا المشروع من قبل الصندوق العالمي للآثار، بالشراكة مع مجلس الدولة العراقي للآثار والتراث، وذلك تلبية للأهداف العراقية، في إجراء مسح للموقع، ووضع خطة إدارة شاملة واستراتيجية للحفاظ عليه. ومن المتوقع أن تكتمل صياغة هذه الخطة في غضون عامين. ومن جهته، أكد عبد الزهرة الطلقاني، المستشار الإعلامي لوزارة الدولة لشؤون السياحة في العراق، والمتحدث الرسمي باسمها، أن الجانب الأميركي طرح موضوع التبرع أول من أمس، وأن المبلغ الذي أقرته وزارة الخارجية الأميركية هو 700 ألف دولار، من أجل أعمال الصيانة في مدينة بابل الأثرية، مؤكدًا في تصريح لـ «الشرق الأوسط» أن مجموعة من الخبراء في الآثار والتراث والمتاحف، وبإشراف صندوق رعاية الآثار العالمي، الذي يرعى المواقع الأثرية، ستقوم بتنفيذ مشروع صيانة آثار بابل، وبالتعاون مع الجانب العراقي. وحول ما إذا كان لتواجد القوات الأجنبية في موقع بابل، وما أحدثه تواجدها من آثار سلبية على هذه المواقع، له علاقة بهذه المنحة لإعادة الصيانة، قــال الطلقــاني إن «القوات الأجنبية انتهى تواجدهــا من مدينة بــابل في عــام 2005، بعد جهود مضنية من الدوائر والمؤسسات المسؤولة، وكــانت تتواجد في هذه المواقع القوات البولونية، ولا علاقة لهذه المنحة بعملية تواجد القوات تلك، لأنهــا ليست منحة تعويضية، ولكن ما يجري هو إعــادة صيانة، كمــا يحصل لكل المواقع الأثرية في دول العالم المختلفة». وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون التعليم والثقافة، غولي أميري، إن «مدينة بابل تعد من أكثر المدن العراقية إسهاما في تاريخ البشرية، وإن مستقبل مشروع بابل يجسد التزام الشعب الأميركي في الحفاظ على التراث الإنساني، والاحترام العميق للتراث الثقافي في العراق». وقد أوكلت الوزارة العراقية المعنية بشؤون الآثار، إلى مجموعة من الاختصاصيين مهمة التعاون في تخطيط المهام والعمل الميداني للمشروع، وهي العملية التي سوف تستفيد منها المواقع الأثرية في جميع أنحاء العراق. وللصندوق العالمي للآثار خبرة تزيد عن أربعين عاما، في مجــال المحــافظة ثقافيا وتاريخيا على أبرز الأعمال الفنية والمعمارية في جميع أنحاء العالم. ويشكل مستقبل مشروع بابل جزءًا من المشروع الضخم الحالي، الذي تتبناه مبادرة مشتركة، بين معهد غيتي للمحافظة، والصندوق العالمي للآثار، للحفاظ على التراث الثقافي العراقي.