مخاوف من اعتداء إرهابي يتعرض له أوباما.. ومهمة شاقة بانتظار جهاز الأمن السري

الرئيس المنتخب يقلل من توقعات إدارته حول الاقتصاد قبل 10 أيام على التنصيب

TT

قبل عشرة أيام على تنصيب باراك أوباما الرئيس الـ44 للولايات المتحدة، سعى الرئيس الاميركي المنتخب الى التقليل من توقعات ادارته المقبلة في مجال الاقتصاد، في وقت ظهرت فيه مخاوف من استغلال ارهابيين انتقال الرئيس المنتخب الى واشنطن بالقطار، لتنفيذ اعتداء ارهابي، عبر استعمال المعامل الكيميائية المنتشرة على الطريق.

وقال اوباما في كلمته الاذاعية الاسبوعية ان «الانتعاش لن يحدث بين ليلة وضحاها، ومن المرجح ان تتدهور الامور قبل ان تبدأ في التحسن». واضاف، «ولكننا تجاوزنا لحظات كهذه في السابق، وانا واثق انه اذا عملنا معا واستدعينا الروح الاميركية العظيمة مرة اخرى، فاننا سنواجه تحديات زمننا ونكتب فصلا رائعا في التاريخ الاميركي».

وجاءت تلك التصريحات، في الوقت الذي دلت فيه بيانات جديدة نشرت أول من أمس، على ارتفاع معدلات البطالة في الولايات المتحدة الى اعلى معدل لها منذ 16 عاما، حيث وصلت الى 7.2 في المائة، وسط استغناء الشركات عن 524 الف موظف في ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وقال اوباما ان اول مهمة سيقوم بها بعد الانتقال الى البيت الابيض، هي اعادة الناس الى اعمالهم ودفع الاقتصاد الاميركي قدما. واضاف ان تقريرا اعده فريق من الاقتصاديين اشار الى ان خطته الاقتصادية ستساعد على انقاذ او ايجاد ما بين 3 الى 4 ملايين وظيفة، 90 بالمائة منها في القطاع الخاص. ويؤكد اوباما ان مشروعه الاقتصادي سيؤمن وظائف لنصف مليون شخص، عن طريق الاستثمار في الطاقة النظيفة والالتزام بمضاعفة انتاج الطاقة البديلة خلال السنوات الثلاث المقبلة. ويقول انه سيتم ايجاد مئات الاف الوظائف عن طريق تحسين الرعاية الصحية ونقل البلاد الى نظام الملفات الطبية المبرمجة على الكومبيوتر، مما سيحول دون وقوع اخطاء طبية. ويتوقع ايضا ان تظهر مئات الاف الوظائف الجديدة في التعليم، من خلال تزويد عشرات الاف المدارس بغرف للصفوف ومختبرات واجهزة كومبيوتر من القرن الحادي عشر «لمساعدة اولادنا على منافسة اي عامل في العالم على اي عمل».

وبموجب الخطة سيتم تشغيل نحو 400 الف شخص في اصلاح البنية التحتية الاميركية، من بينها الطرق والجسور والمدارس. وقال اوباما ان تلك الوظائف «ستكون من نوع الوظائف التي لا تتوفر للناس على المدى القصير، ولكنها تؤهل اقتصادنا الى ان يقود العالم على المدى الطويل». واكد مجددا أمس انه اذا لم يتم التحرك فان «معدلات البطالة يمكن ان ترتفع بشكل كبير، ويمكن ان تفقد بلادنا قدرتها التنافسية التي شكلت اساسا لقوتنا ومكانتا في العالم».

من جهة أخرى، ينوي أوباما الانتقال الى واشنطن في 17 يناير (كانون الثاني) عبر القطار من مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا، وهي خطوة من ضمن الخطوات التي يتخذها لجعل حفل التنصيب الاكثر انفتاحا على الجمهور في التاريخ. الا ان انتقال أوباما ونائبه جو بايدن بالقطار لمدى أميال وأميال، يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لجهاز أمنه السري، بالاضافة الى المحطات المعلن عنها، التي سيتوقف فيها القطار في فيلادلفيا (وليمينغتون، ديلاور، بلتيمور وميريلاند)، أعلنت اللجنة المنظمة لحفل التنصيب ان الشعب الاميركي سيتمكن من رؤية القطار، الذي ينقل الرئيس في أكثر من محطة خلال رحلته التي تمتد على مسافة 137 ميلا، الا ان اللجنة لم تحدد اين ستكون المحطات الاخرى، ورجال أمنه السري لا يزال يتعين عليهم اعلان القيود المفروضة. ويقول اختصاصيون في مجال الامن، ان رحلة القطار هذه تشكل تحديات تقليدية للشخصيات المهمة التي تركب القطار، بسبب الابنية والبيوت والمستودعات الممتدة طوال الطريق، اضافة الى الجسور والانفاق التي يمكن ان تجري فيها اعمال تخريبية. وقد حذرت مجموعتان بيئيتان من أن ارهابيين قد يعتمدون طرق القاعدة ويلجأون الى استعمال البنى التحتية الموجودة، في هذه الحالة استعمال المصانع الكيميائية المنتشرة على الطريق، كوسيلة لتنفيذ الاعتداء. وفي رسالة جرى توجيهها الى جهاز الأمن السري، عبرت كل من منظمة «غرينبيس» و«أصدقاء الارض»، عن قلقهما من ان الجهود الامنية المركزة على محيط اوباما «قد لا تتوسع لتطال المجتمع الاوسع الذي قد يتأثر بالعواقب الخطيرة في حال حتى اعتداء ارهابي بسيط ناجح لاطلاق مواد كيميائية شديدة الخطورة». وأضافت المنظمتان في رسالتهما: «سنحث اوباما وبايدن لاعادة التفكير» باعتماد القطار كوسيلة انتقالهما الى واشنطن. ورد الناطق باسم جهاز الامن السري، اريك زاهرن، على المنظمتين بالقول، «الرجاء تأكدا ان جهاز الامن السري يعمل بصورة وثيقة مع الهيئات الفيدرالية، من وكالات محلية ووطنية، لتأمين بيئة آمنة لكل الذين نزودهم بالحماية». وقال وزير الأمن القومي مايكل شيرتوف، الذي يضم قسمه الاستخبارات الاميركية، بأنه واثق من قدرة الوكالات السرية على حماية الرئيس المنتخب. وأضاف، «تذكروا، جهاز الامن السري أخذ الرئيس الى العراق وأفغانستان، والى اماكن عدائية جدا في العالم. أنا مرتاح لاننا نملك المهارات، ونعمل بالطبع مع السلطات المحلية والوطنية، لحماية الرئيس المنتخب في بنسلفانيا وبالتيمور وواشنطن». وأكد شيرتوف أنه يعي قلق الهيئات البيئية، وقال، «أشك حقا بأن يكون هناك تحضير لاعتداء كيميائي سيأتي من المعامل الكيميائية المنتشرة على الطريق». وقال عميل سابق في جهاز الاستخبارات السرية ان الوكالة واجهت أمرا شبيها في الماضي. وقال رئيس اتحاد شرطة العاصمة جون اوكونور، «انه تحد كبير، ولكن هناك عددا كبيرا جدا من اقسام الشرطة يساعدون على تحقيق ذلك». واشار الى ان الحماية ستكون مؤمنة عبر البر والمياه والجو. وقال تقرير عن الاستخبارات انه لحظة وصول القطار الى المحطة الاخيرة، فان حفل التنصيب سيشكل هدفا مغريا للارهابيين بسبب «الدلالة التاريخية لانتخاب أول رئيس من الاقليات في البلاد». الا ان التقرير اضاف ان لا تهديد معينا كشف عنه حتى الان. وأشار التقرير الى ان المعتدلين الذين يتصرفون بشكل أحادي من دون ان يكونوا مرتبطين بأي منظمة او جماعة، هم الذين يشكلون الخطر الاكبر ويكون من الصعب جدا الكشف عنهم مسبقا. وأضاف التقرير انه تم تسجيل تهديدات جاءت من معتدلين يتصرفون بشكل أحادي، الا انه ليس هناك أدلة على ان هذه التهديدات تطورت الى عمليات تخطيط. ووسط كل هذه التحضيرات الامنية، بيعت أمس في اقل من دقيقة واحدة، خمسة الاف بطاقة معروضة لمقاعد حضور العرض الخاص بمناسبة حفل التنصيب، على ما اعلنت شركة تنظيم بيع البطاقات «تيكتماستر». وقال الناطق باسم الشركة البرت لوبيز، «بيعت كل البطاقات في اقل من دقيقة»، موضحا ان 94 بالمائة من المبيعات تمت عبر الانترنت و6 بالمائة عبر الهاتف، وان سعر البطاقة 25 دولارا أميركيا.