نائب الرئيس الأميركي المنتخب يجري محادثات في كابل

قائد «الناتو» في أوروبا: وجود القوات الأميركية في أفغانستان سيستمر عشرات السنين

بايدن يصل الى القصر الرئاسي في كابل لمقابلة الرئيس الافغاني حميد كرزاي (أ.ب)
TT

وصل نائب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الى أفغانستان، امس، للقاء قادة سياسيين وعسكريين في البلد الذي مزقته الحرب والذي أصبح إحدى أولويات السياسة الخارجية للادارة الجديدة. ومن القرارات التي يتوقع ان يتخذها الرئيس المنتخب باراك اوباما هي اقرار نشر ما يصل الى 30 الف جندي اضافي في افغانستان لمحاولة وقف تمرد يزداد قوة لطالبان قبل الانتخابات الافغانية المقررة في سبتمبر (ايلول) المقبل.

ومن المقرر ان يلتقي بايدن مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي بالاضافة الى الجنرال الاميركي ديفيد اكيرنان الذي يقود قوات دولية في افغانستان قوامها 65 الف جندي. وقال مسؤول حكومي لم يرد نشر اسمه: «بايدن هنا في كابل للالتقاء بقادة عدة بينهم الرئيس كرزاي ووزراء آخرون». واضاف «زيارة بايدن تعيد التأكيد على التزام الولايات المتحدة تجاه أفغانستان».

وقام بايدن الذي رأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لفترة طويلة بعدة زيارات الى افغانستان، ويقول محللون ان له معرفة تفصيلية بذلك البلد. ومن المقرر ان تصل الدفعة الاولى من التعزيزات الاميركية وقوامها نحو ثلاثة آلاف جندي الى افغانستان هذا الشهر، حيث ستتمركز في جنوب وجنوب غربي كابل فحسب. ومن المرجح ان يرسل معظم القوات الاضافية المتبقية الى الجنوب لكسر الجمود بين طالبان وقوات التحالف هناك وأغلبها بريطانية وكندية وهولندية. وفي واشنطن حذر القائد الأعلى لقوات الحلف الاطلسي في اوروبا اول من امس من اقدام الاوروبيين على الانسحاب من افغانستان بسبب الازمة الاقتصادية، فيما من المقرر ان يطلب منهم الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما ارسال قوات اضافية.

وتوقع الجنرال الاميركي بانتز كرادوك ان تبقى القوات الاميركية في افغانستان عشر سنوات اضافية «على الأقل» وان تحتفظ ايضا بوجود يستمر ايضا عشرات السنين. لكنه حذر من ان الاوروبيين قد يضطرون الى الانسحاب. وقال «اعتقد ان ذلك سيصبح اكثر صعوبة بالنسبة اليهم (الموافقة على طلب باراك اوباما ارسال مزيد من القوات) بسبب خفض الموازنات العسكرية». واضاف في تصريح صحافي انه بعد القوات الهولندية في 2010 والكندية في 2011 «من سيسارع ايضا الى الانسحاب؟ لا نعرف. وكما حصل في العراق، عندما انسحبت البلدان من دون ان تبلغ احدا بذلك مسبقا». وأعلن باراك اوباما الذي سيتسلم مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، عن تغيير الاولويات العسكرية لمصلحة افغانستان التي اعلنها «جبهة حرب ضد الارهاب». وتتألف قوة الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) حوالي 50 ألف جندي منهم 14 الف اميركي. وأوضح الجنرال كرادوك «اعتقد ان وجود القوات الاميركية في افغانستان سيستمر عشرات السنين». وقال ان ستة فقط من البلدان الاعضاء الـ 36 في الحلف الاطلسي تخصص 2% من ناتجها القومي الخام للشؤون الامنية، مشيرا الى ان نصفها يقلص الموازنات الدفاعية. وأضاف «من دون أزمة مالية هذا تحد لنا، ومع هذه الأزمة المالية هو تحد أكبر».

بالإضافة الى تعزيز القوات، فان تقليص الموازنات العسكرية يزيد من صعوبة تحديث معدات الحلف الاطلسي او تمويل المروحيات وطائرات الاستطلاع بلا طيار في افغانستان، كما قال.

وأوضح الجنرال كرادوك «اعتقد اننا سنواجه فترات صعبة. وهذا سيؤثر في الدرجة الاولى على قدرة البلدان على استمرار مشاركتها في العمليات، وسيبطئ في الدرجة الثانية تحديث قواتها».