زيمباوي: الجيش يأكل لحوم الأفيال.. والبنك المركزي يصدر ورقة نقدية بقيمة 50 مليار دولار

موغابي يقضي إجازة مع عائلته في ماليزيا بعد أن حول أمواله إلى مصارفها

TT

في وقت تصارع فيه زيمبابوي الازمة الاقتصادية والتضخم الكبير في علمتها، كشف ناشط بيئي أمس ان الجيش في زيمبابوي يأكل لحوم الأفيال، بعد أن كانت وجبات الطعام المقدمة له تقتصر فقط على عصيدة الذرة في الفترة الاخيرة. ونقلت الـ«بي بي سي» على موقعها الالكتروني عن جوني رودريغيز الذي ينتمي الى وحدة الحماية البرية في زيمبابوي، أن عددا من الجنود اشتكوا له من أن اللحوم الوحيدة التي تقدم لهم هي لحوم الأفيال. وعلى الرغم من ان وزارة الدفاع في هيراري لم تعلق على الموضوع، الا ان رودريغيز أكد ان تقديم لحوم الافيال الى الجنود بدأ في يونيو (حزيران) الماضي ولكنه في الفترة الاخيرة ازداد. ونقل موقع زيماونلاين»، وهو موقع للمعارضة في البلاد، عن مسؤول في الجيش في هيراري لم يسمه، قوله ان «الجنود بدأوا بأكل لحم الافيال الاسبوع الماضي». وقال المسؤول ان اللحم هو اغاثة مرحب بها، بعد ان كان الجنود يعتاشون فقط على عصيدة الذرة. وأشار رودريغيز الى ان العقود التي وقعها الجيش لتأمين لحوم أبقار للجنود تم الغاؤها، وقال: «استعمال لحوم الافيال أرخص وأسهل». ويعتقد ان زيمبابوي تملك نحو مئة ألف فيل، وهو عدد كبير مقارنة بالمساحات التي يمكن أن تعيش فيها. ويمكن للمساحات العامة ان تستوعب 45 ألف فيل، وقد درج السكان على قتل الافيال لكي يتم استيعابها. وفي ظل الازمة الاقتصادية الخطيرة والمتفاقمة في زيمبابوي، التي دفعت البنك المركزي أمس الى استصدار ورقة نقدية جديدة تبلغ قيمتها 50 مليار دولار زيمبابوي، لا تكفي لشراء أكثر من رغيفي خبز، مضت أشهر على عدم دفع المعاشات للجنود اضافة الى عدم السماح لهم بسحبها من البنوك. والمعاشات التي يتقاضاها موظفو الدولة في زيمبابوي بالكاد تكفي لسداد أجرة الطريق بين العمل والمنزل، ولذلك فان معظم هؤلاء يعيشون عبر المتاجرة في السوق السوداء ويعتمدون على الاموال المرسلة لهم من أقاربهم في الخارج. ويلعب الجيش دورا أساسيا بابقاء روبرت موغابي، رئيس البلاد، في السلطة. وقد اتهم الجيش عقب الانتخابات الاخيرة التي فاز فيها زعيم المعارضة ولم يسمح له بتسلم السلطة، بممارسة اعمال عنف ضد مناصري المعارضة. وقد دفع التضخم الهائل في البلاد بالبنك المركزي الى الاعلان عن اصدار ورقة نقدية جديدة بقيمة 50 مليار، في محاولة لحل أزمة نقص السيولة وسط تصاعد التضخم في البلاد. وأعلن وزير المالية باتريك شيناماسا عن اصدار الورقة الجديدة في اعلان في صحيفة «غازيت» التابعة للحكومة. ولم يعلن شينماسا عن التاريخ الذي سيبدأ البنك المركزي بتوزيع هذه الورقة وورقة الـ20 مليار التي أعلن عن اصدارها ايضا قبل عدة اسابيع، الا ان مسؤولا في البنك المركزي قال انه سيبدأ توزيعها على كافة المصارف بداية الاسبوع المقبل. وتقدر نسبة التضخم في زيمبابوي بـ231 مليونا بالمائة، وعملتها تفقد قيمتها بسرعة قياسية. وبحسب اسواق اول أمس، كان قيمة كل 25 مليار دولار زيمبابوي تساوي دولارا اميركيا واحدا. وعندما أصدرت الحكومة ورقة الـ10 مليارات دولار منذ أقل من ثلاثة أسابيع، كان هذه الورقة تشتري 20 رغيف خبز، واليوم لا تشتري هذه الورقة أكثر من نصف رغيف خبز. وتبلغ نسبة البطالة في زيمبابوي نحو 80 بالمائة، ومعظم العائلات لا يمكنها تأمين وجبة غذاء جيدة. ويلوم المعارضون الرئيس موغابي وسياساته على تدهور الوضع الاقتصادي، في حين يتهم موغابي الغرب بتخريب جهوده. وفي أغسطس (آب) الماضي، حذف البنك المركزي الاصفار من عملته الا ان العملة عادت وتدهورت سريعا وعادت الاصفار بطريقة أسوأ. وفي هذه الاثناء، يقضي موغابي إجازة في ماليزيا التي حوّل أمواله اليها، طوال شهر تقريبا. وذكرت صحيفة «ساترداي ستار»، أن موغابي سافر إلى ماليزيا يوم الاثنين الماضي، بعد أن انتقلت إليها زوجته غريس وأبناؤهم الأربعة قبل أعياد الميلاد. وقالت الصحيفة انه تم تحويل 92 ألف دولار أميركي من البنك المركزي في زيمبابوي.

ويستغل موغابي هذه الإجازة لإجراء فحوصات طبية اعتيادية، في الوقت الذي ساهم فيه طبيبه الخاص في ترتيب تحويل أمواله إلى ماليزيا وسنغافورة أيضا. ومن المقرر أن تستمر عطلة الرئيس البالغ من العمر 84 عاما، لمدة شهر وتأتي بينما يعاني البلد الأفريقي الذي كان بلدا نموذجيا في السابق لأشد الأزمات الاقتصادية والسياسية في تاريخه.

وبالإضافة لما تعانيه البلاد من نقص حاد في الغذاء ومياه الشرب مازال وباء الكوليرا يحاصر البلاد. وقد ذكرت تقارير أنه حصد أرواح 1700 شخص على الأقل وأصيب به حوالي 35000 شخص حتى الان.