إحالة النائب الإخواني «رافع حذائه» في جلسة البرلمان المصري للجنة القيم

العقوبة تصل للفصل من العضوية ونواب الجماعة يطلبون اعتذار سرور

TT

وسط هتافات تحت قبته تقول «تسقط تسقط إسرائيل.. يسقط معها كل عميل»، رفع نائب من جماعة الإخوان المسلمين في البرلمان المصري حذاءه في جلسة ساخنة أمس كانت تناقش العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفيما اتهمه نواب الحزب الحاكم بأنه رفع الحذاء في وجوههم، قال أمين الإعلام لكتلة الإخوان الدكتور حمدي حسن لـ«الشرق الأوسط» أن زميله (رافع الحذاء) كان يعبر بما فعله عن رفضه لما يحدث من قتل للفلسطينيين في قطاع غزة، وأنه «كان يرفع الحذاء في وجه إسرائيل». وقرر البرلمان إحالة النائب الإخواني، وهو أشرف بدر الدين (نائب عن محافظة المنوفية)، للجنة القيم، كما أحال نائبا آخر من الإخوان، هو محمد البلتاجي (نائب عن محافظة القليوبية)، لنفس اللجنة التي تصل العقوبات التي تقترحها لحد الفصل من عضوية المجلس. وقرر نواب الإخوان الذين يشكلون المعارضة البرلمانية الرئيسية الانسحاب احتجاجا من الجلسة، وأعلنوا في مؤتمر صحافي عن مذكرة طالبوا فيها رئيس البرلمان الدكتور أحمد فتحي سرور، بالاعتذار، وكذلك طالبوا بإحالة نائب من الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، هو نشأت القصاص النائب عن محافظة شمال سيناء، للجنة القيم. وبدأت حدة المناقشات أمس على خلفية احتجاج نواب الإخوان الـ86 (نحو 20% من عدد مقاعد البرلمان) على موقف الحكومة المصرية من العدوان الإسرائيلي على القطاع، وعدم إدراج المجلس لاستجواب تقدم به نواب الجماعة عما أسموه «تواطؤ الحكومة مع الحصار المفروض على غزة». ومع بداية جلسة أمس، وهي أول جلسات الأسبوع، اتهم رئيس البرلمان نوابا من المعارضة بأنهم يسيئون للقيادة المصرية حين ينتقدوها في بعض القنوات الفضائية. وزاد الطين بلة قول «النائب القصاص» إن هناك معارضين في مصر يعملون لصالح أعداء مصر في إشارة إلى إيران وسورية. واعتبر نواب الإخوان أنهم يتعرضون للإهانة. وفي تلك اللحظة تلاسَنَ نواب الحزب الحاكم والإخوان، وتبادلوا السباب، فيما هتف الفريق الأخير ضد إسرائيل وعملاء إسرائيل، وهم يلوحون بقبضاتهم، فيما رد عليهم نواب من الحزب الحاكم متهمين إياهم بالعمالة لجهات أجنبية ضد مصر. وفجأة صاح نواب من الحزب الحاكم وهم ينبهون رئيس البرلمان، خلال الهرج والصياح، إلى قيام النائب «بدر الدين» بخلع حذائه ورفعه والتلويح به في وجوههم. واستنكر الدكتور سرور ما حدث، وقال إن هذه الممارسات (التي قام بها نواب الإخوان) مهزلة لا ترقى للأخلاق البرلمانية مطالبا جميع النواب بالالتزام بآداب البرلمان، وطرح أمر إحالة النائب بدر الدين للجنة القيم، ووافقت عليه الأغلبية التي يهيمن عليها الحزب الحاكم (نحو 75% من مقاعد البرلمان الـ454)، ما أدى إلى غضب الإخوان، وتوجه بعضهم إلى المنصة التي يجلس عليها الدكتور سرور وقاموا بالتلويح في وجه المنصة ووجه عدد من وزراء الحكومة الذين كانوا يحضرون الجلسة. وأمام إصرار الدكتور البلتاجي على معارضة توجهات نواب الأغلبية البرلمانية، واحتجاجه على قراراتها، فتم إحالته هو الآخر للجنة القيم، ما أدى لخروج نواب المعارضة الإخوانية من قاعة البرلمان غاضبين وهم يهتفون «تسقط تسقط إسرائيل».

وتفجرت المواجهات بين النواب حين كان وزير الصحة المصري الدكتور حاتم الجبلي يتلو تقريرا عن الوضع الصحي في قطاع غزة وأعداد الجرحى الذين دخلوا إلى مصر عبر منذ رفح. وقاطع نواب من الإخوان الوزير قائلين إن تقرير الوزير به مغالطات، فرد عليهم رئيس البرلمان متهما إياهم بأنها غير وطنية، وهو ما شجع نوابا آخرين من الحزب الحاكم على الصياح في وجه المعارضة الإخوانية بأن أعضائها يعملون لصالح أعداء الوطن. وقال الدكتور حسن أمين كتلة الإخوان: نطالب الدكتور سرور بالاعتذار ونطالب البرلمان بإحالة النائب القصاص للجنة القيم. وقال حسن: نواب الأغلبية لا يريدوننا (كإخوان) أن نعبر عن أرائنا في القنوات التلفزيونية الفضائية، خاصة بعد أن تم تسريب الاستجواب الذي تقدم به حسن للإعلام، ويتهم فيه الحكومة بالتواطؤ ضد قطاع غزة.

وقال نواب الحزب الحاكم في مذكرة تقدموا بها لرئيس البرلمان إن ممارسات الإخوان في القاعة تتعارض مع بنود اللائحة الداخلية ويتوجب محاسبة من يخالفها وإحالته للجنة القيم.