الرئيس اللبناني يدعو لإرغام إسرائيل على وقف مجازرها في فلسطين

مواقف سياسية ومهرجانات متضامنة مع غزة وأهلها

TT

شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان على إرغام إسرائيل على وقف إطلاق النار ووقف مجازرها بحق الأطفال في فلسطين والكف عن التمادي في جرائمها.

وقال أمام زواره أمس «إن على إسرائيل وقف إطلاق النار تنفيذاً للقرار رقم 1860 الذي أصدره مجلس الأمن»، لافتاً إلى أن «كل الردود التي ظهرت هي جراء تعسف إسرائيل وظلمها للشعب الفلسطيني وحرمانه أبسط حقوقه، وأولها حق العودة»، وقال: «على إسرائيل الانسحاب من غزة لأنها هي التي اجتاحت القطاع وليس الفلسطينيون الذين هم في أرضهم يدافعون عن أنفسهم وعنها في وجه الاحتلال الذي يواصل ارتكاب المجازر في حق الأطفال خصوصاً، وهي جرائم يندى لها الجبين لأن التاريخ الحديث لم يشهد مثيلا لبشاعتها».

وفي المواقف السياسية المنددة بالمجازر الإسرائيلية، اعتبر رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي في مهرجان شعبي تضامني أقيم في بيروت تضامناً مع غزة أن «العدوان الهمجي على غزة أثبت ثلاث حقائق؛ الأولى عجز النظام العربي الرسمي وجامعة الدول العربية عن مواجهة تحديات العصر وخوض أي معركة على المستوى السياسي، والثانية ان قضية فلسطين لا تزال حية ومتوقدة في الوجدان العربي، والثالثة ان خيار المقاومة الشعبية أصبح مشروعاً استراتيجياً استثنائياً في مواجهة العدوان».

وأكد عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب هاشم علم الدين «ان مخططات العدو الاسرائيلي لن تمر مهما ارتكب من مجازر وحشية بحق شعب فلسطين والاطفال والنساء والشيوخ في غزة». ورأى «أن ما يجري اليوم في غزة ما هو إلا تعد سافر على الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن الخلافات الداخلية وثمن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة»، داعياً الى «عدم استغلال التضامن مع غزة لمصالح انتخابية وسياسية (في لبنان) لأن القضية الفلسطينية هي أسمى وأرقى من كل هذه التفاصيل الذي يستغلها بعض الطامحين الى العمل السياسي والانتخابي».

بدوره وجه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان رسالة الى أهل غزة فدعاهم «الى الابتعاد عن الحساسيات والخلافات والأقاويل الباطلة، وأن يتماسكوا ويقفوا وقفة واحدة دفاعاً عن قضيتهم في وجه انتهاكات اليهود الارهابيين».

أما سفير دولة قطر في لبنان عبد الله العطية، فأكد بعد زيارته رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة «ان قضية غزة تفرض نفسها، وقطر لها موقف واضح جداً».

وقال العطية: «ان ما يجري في غزة يفرض على الحكومات العربية أن تتحرك بسرعة وأيضاً الدعوة الى مؤتمر قمة، لأنه يؤسفنا ان نرى ان غزة تحترق وتدمر ويجب ان يكون التحرك بأسرع ما يمكن، ولذلك كان خطاب الامير (الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني)، وتعبيراً عن هذا الشعور بإخلاص حول موضوع غزة، والجميع يعتقد وخصوصاً قطر ان غزة تتعرض لأبشع هجوم وإلى تدمير كامل وغزو بربري ويتساقط الشهداء وخصوصاً الاطفال والنساء والرجال وتدمر البنية التحتية والفوقية ونحن نشعر بالحزن العميق ونشعر بأن العرب كلهم مقصرون في هذه القضية. لكن سوف نرى ما يمكن فعله».

من جانب آخر، عقد العلماء المسلمون في لبنان مؤتمرا طارئا للبحث في تداعيات العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة؛ وذلك في دار الفتوى في بيروت بدعوة من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، حضره ممثل جبهة التحرير الوطنية الفلسطينية عباس زكي، وممثل حركة المقاومة الاسلامية حماس اسامة حمدان.

وقال المفتي قباني «على إسرائيل أن تبدأ هي أولا بوقف إطلاق النار ووقف عدوانها حتى يتاح للملوك والرؤساء العرب بأن يحفظوا شعب فلسطين وأن يعملوا على حل هذه القضية وأن تتخلص الأمة العربية شيئا فشيئا من هذا الكيان الأجنبي المحتل في فلسطين». ووجه «التحية الى المملكة العربية السعودية التي أعلن وزير خارجيتها سمو الأمير سعود الفيصل، بأنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن قرارا بوقف إطلاق النار في الأول من أمس بأنه سيعود إلى بلاده هو وجميع المندوبين العرب في مجلس الأمن. كما نحيي وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط الذي أعلن أن الرئيس محمد حسني مبارك يطالب بأن يقرر مجلس الأمن فورا وقف إطلاق النار وهكذا كان، ولكن عارضته الولايات المتحدة الأميركية أو امتنعت عن التصويت». وقال زكي «أثبتنا نحن كفلسطينيين ولبنانيين وحدتنا في الموقف والأداء نصرة لأهلنا الذين يعانون من قصف جوي وبحري وبري وتقدمي الآن في المرحلتين». وأكد حمدان أن «هذه المعركة ليست معركة فئة ولا فصيل. صحيح ان المقاومة تثبت في الميدان، لكن الهدف الحقيقي لهذه المعركة هو كسر ارادة الشعب الفلسطيني وإنهاء حالة المقاومة طمعا وأملا من أعدائنا في فرض حل على شعبنا. ولا أظن ان فلسطينيا او عربيا او مسلما او حتى حرا في هذه الدنيا يمكنه ان يقبل به».