السودان: مقتل 9 وإصابة العشرات في اشتباك مسلح بين قبيلتين في الجنوب

بدأت أثناء احتفالات السلام بحضور البشير وتصاعدت في مواقع أخرى

TT

قتل 9 أشخاص، وجرح العشرات في اشتباكات مسلحة بين قبيلتي «الدينكا والشلك» من كبرى قبائل جنوب السودان. وتسببت الاشتباكات التي وقعت في «نقديار» جنوب شرقي مدينة «ملكال»، ثالث اكبر مدن جنوب السودان، التي شهدت اول من امس، احتفالات البلاد بالذكرى الثالثة لاتفاق السلام، الموقع بين الشمال والجنوب، تسببت في نزوح حوالي 300 أسرة، بعد ان أحرقت منازلهم، فيما تضاربت الروايات حول اسباب الاشتباكات التي تنذر الأوضاع بتصاعدها، لتشمل نطاقا أوسع في جنوب السودان، خاصة ان القبيلتين مجاورتان في الجانب الشمالي من جنوب السودان. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان الاشتباكات استخدمت فيها أسلحة متنوعة: بنادق من بينها «آر.بي.جي» وحراب وسهام. وكشف عن أن الاشتباكات التي وقعت امس بين «الدينكا والشلك» شملت عددا من القرى، وهي بمثابة تصعيد لاشتباكات وقعت بالأيدي بين مجموعتين من الطرفين، اثناء احتفالات البلاد بالذكرى الثالثة لتوقيع اتفاق السلام الشامل المعروف بـ«اتفاق نيفاشا» المقام باستاد مدينة «ملكال» بحضور الرئيس عمر البشير ونائبه الأول سلفاكير وكبار المسؤولين في حكومة الشراكة بين حزب المؤتمر الوطني الحركة الشعبية في الخرطوم، وحكومة جنوب السودان. وحسب المصادر، فإن الصدامات التي وقعت في استاد «ملكال» بين المجموعتين، واستخدمت فيها الأيدي والعصي والحراب، وإطلاق نار في الهواء من قبل مشاركين فيها، احتوتها الشرطة بإطلاق أعير نارية في الهواء، واستخدام الغاز المسيل للدموع، لتنفض قبل بداية الاحتفال الرسمي بلحظات. وقدمت المصادر روايتها حول أسباب الحادث بالقول، إن الاشتباكات وقعت عندما قامت مجموعة من ابناء قبيلة «الدينكا» بالدخول للمهرجان لتقديم عروضها الشعبية امام الحضور قبل قبيلة «الشلك»، التي تشكل ملكال معقلها في الاصل، ورفضت الأخيرة الخطوة، باعتبار ان العرف يجري في الاحتفالات بالجنوب بتقدم «الشلك» على كل القبائل الاخرى، وتمسكت كل فرقة بأحقية الدخول للاستاد قبل «الدينكا»، وتفاقم الأمر الى ان تدخلت الشرطة. وأشارت المصادر الى أن الاشتباكات، دفعت منظمي الاحتفال إلى تقليص برنامجه الى اقصر وقت ممكن، حسب تعبيره. واتهمت المصادر ضلوع قيادات في الاحداث، وبتسليح المجموعات المتصارعة.

غير ان الناطق الرسمي للحركة الشعبية يان ماثيو له رواية اخرى، حيث قال ان الاشتباكات وقعت، بسبب ما وصفه بجهل المواطنين المشتركين في الاحتفال بالبروتوكول المحدد لمثل هذ الاحتفالات، ووصف ما حدث في الاستاد اول من امس، بأنه «مشادة» بين مجموعات اثنية، وقال «الذي حدث هو أن أحد ابناء الشلك حاول الدخول للاستاد مكان الاحتفال ومنع من قبل احد ابناء الدينكا، الشيء الذي فسره الأول بأنه ضد قبيلته، واحتج وتصرف بصورة حادة سافرة، واستعان بأهله فتطور الأمر الى اشتباك بين الطرفين.

من ناحية اخرى، أصدر مجلس وزراء حكومة جنوب السودان، حزمة من القرارات لاحتواء شتباكات، التي وصفتها حكومة الجنوب بـ«الانفلاتات الأمنية»، وكشفت عن انها أدت الى مقتل 4 أشخاص وقعت أثناء احتفالات الجنوب بليلة رأس السنة. وشدد المجلس في اجتماع طارئ دعا له عقب مطالبة المجلس التشريعي لجنوب السودان بالتحقيق في تلك الأحداث، على ضرورة نزع أسلحة المدنيين، ومنع جنود الجيش الشعبي من التحرك داخل المدينة بأسلحتهم، وضرورة ضم حوالي 7 آلاف جندي كانوا يتبعون للقوات المسلحة إلى برنامج نزع السلاح والدمج والتسريح.

في نفس الوقت قال كازو هيرو كانيكو ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فى مدينة «نمولي» بولاية شرق الاستوائية في جنوب السودان في تصريحات صحافية، ان المفوضية ستقوم بإعادة أكثر من 2000 سوداني من الراغبين في العودة من أوغندا بحلول نهاية الشهر الجاري. وأضاف كانيكو ان المفوضية تخطط لاستعادة أكثر من 15 ألف سوداني، يعيشون في أوغندا بنهاية هذا العام.